عقد المجلس المرکزی ل"تجمع العلماء المسلمین"، اجتماعا وأصدر بیانا جاء فیه: "إن الأوضاع الخطیرة التی تمر بها أمتنا الإسلامیة تفترض استنفارا عاما من علماء الإسلام على اختلاف مذاهبهم، لمواجهة الخطر الداهم الذی لا یمس کیان الأمة من الناحیة المادیة فقط، و إنما یمس جوهر الدین الإسلامی بتحریف مفاهیمه و الابتعاد عن مقاصده الشریفة، و أمام هذا الواقع، و لکوننا علماء دین من السنة والشیعة یهمنا أن نؤکد النقاط التالیة:
أولا: إننا مع إحساسنا بالخطر الداهم الذی تمثله الجماعات التکفیریة کداعش و أخواتها، إلا إننا ننظر بعین الریبة الى التحالف الدولی العربی الذی تقوده الولایات المتحدة الأمیرکیة، ذلک أن هذه الدولة و من معها هم من أنشأ هذه التنظیمات التکفیریة، لذا لا یعقل أن یعملوا على ضربها إلا بسبب أنها أصبحت عدیمة النفع لهم أو أنها خرجت عن الغایة التی أنشاؤها من أجلها والثانی هو الأقرب، و الخطر الأکید ناتج من أنهم أعطوا زمنا طویلا لیمتد لسنوات لحرب هذه الجماعة، ما یفترض من البدایة سوء النیة واستمرارهم باستخدام هذه الورقة فی ترهیب دول المنطقة ومنع استقرارها.
ثانیا: إن مواجهة الخطر التکفیری فی لبنان یمتاز بخصوصیة أن هذا البلد متعدد الطوائف، و جمیعها بالنسبة الى هؤلاء کفرة، و هو ما قد یوقع البلد بفتنة طائفیة و مذهبیة، و هذا ما یفترض إجماعا وطنیا على مجابهة هذه الجماعات. و هنا فإننا نشکر الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة على مبادرتها الأخیرة بتقدیم هبة غیر مشروطة للجیش اللبنانی، متمنین على الحکومة اللبنانیة عدم الخضوع للإملاءات الأمیرکیة الموجهة صهیونیا ورفض الهبة کما فعلوا فی السابق.
ثالثا: إننا مع تضامننا مع أهالی الأسرى و دعائنا بقرب فرج أبنائهم بإطلاق سراحهم، ندعو الأهالی الى أن یکونوا حذرین من أن ینجح الخاطفون فی نقل الصراع، من أن یکون مع الخاطف، لیصبح مع الدولة التی تحاول إطلاق أبنائهم من الخاطفین، و هنا فإننا ندعو الدولة اللبنانیة إلى التنسیق مع أهالی المخطوفین فی صورة التحرک ضمن حدود المصلحة الأمنیة عبر رابط تعینه الدولة فی اجتماعها غدا.
رابعا: نهنئ القوى السیاسیة بتوافقها على عقد جلسة تشریعیة، وندعوهم الى الاتفاق على التعجیل فی کل ما هو فی مصلحة المواطنین، وعلى رأسها قانون سلسلة الرتب والرواتب، على ألا یکون ذلک من خلال إرهاق المواطن بضرائب مباشرة جدیدة".