قال السید عمار الحکیم " لقد تابعنا بأسف شدید جریمة حرق الطیار الاردنی الشهید معاذ الکساسبة على ید الارهاب الداعشی . هذه الجریمة النکراء التی تضاف إلى قائمة جرائمهم الطویلة وقد سبقتها قتل الرهینتین الیابانیتین والجرائم التی یقترفونها یومیا فی العراق وسوریا ، .. إن هذه الجریمة قد عبرت من جدید عن أن الخطر من هذه العصابة الإرهابیة لا ینحصر بالعراق وسوریا وهذه النار الداعشیة ستحرق أی مکان تصل الیه وسرعان ما تنتشر کالغدة السرطانیة".
و اضاف "وان کان العراق وبحکم الظروف القاهرة التی عاشها منذ عقود مکنته من احتواء الصدمة والتعامل مع هذا الواقع الإجرامی والصمود بوجهه ، وشعوب ودول المنطقة ستتصدى أکثر فی مواجهة الإرهاب من خلال التعاطی مع هذه الجرائم والتی ستترک اثرها فی توسیع جبهة المواجهة للارهاب کما حصل فی العراق ؛ لأن الوسائل التی یعتمدها هؤلاء الإرهابیون تختلف عن الحروب التقلیدیة أو وسائل المراقبة النمطیة التی تستخدم من الاجهزة الأمنیة فی المنطقة والعالم".
و أکد الحکیم "فلو لم نقف بوجههم فی العراق ونقضی على هذه الظاهرة هنا سنواجه المشکلات والتحدیات المتزایدة بمواجهتهم فی أکثر من ثمانین دولة استقطبوا أعضاء منها ، وتدربوا على وحشیتهم وطُرق إجرامهم ووسائل صنع العبوات المحلیة التی تتوفر موادها فی أی سوق ومتجر بالعالم ، ما یؤکد ضرورة الجدیة فی مواجهة داعش وإسناد القوى العسکریة العراقیة التی تمارس دورا محوریا فی المواجهة والقتال کالجیش والشرطة والحشد الشعبی والبیشمرکة والقوى العشائریة".
و استمر بالقول " مسؤولیتنا جمیعا أن نقف صفاً واحداً فی دعم هذه القوى وتسلیحها وتدریبها وتوفیر الغطاء المعنوی والقانونی لدورها ، بعیداً عن الحساسیات المذهبیة أو المناطقیة أو القومیة ، ومن موارد الدعم هو رصد الاخطاء والانحرافات والاساءات التی تصدر ممن یدعی الانتساب لهذه القوى المسلحة الوطنیة ومعالجتها ومنعها وصدها بقوة حفاظاً على سمعة هذه الاجهزة والدور التأریخی الذی تقوم به".
و قال" فی الوقت نفسه نحذر وبشدة من اتخاذ بعض هذه الاخطاء ذریعة لاستهداف هذه القوى والتنکر للعمل العظیم الذی تقوم به والانتصارات الکبرى التی تحققها وتجاهل الدور التأریخی الذی تضطلع به ، کذلک فإن من موارد الدعم الرعایة المتمیزة لأسر الشهداء والجرحى المصابین بالعملیات العسکریة فی مواجهة داعش ، فإن لهؤلاء حقا کبیرا علینا جمیعاً ویجب استنفار کافة الجهود والامکانات ؛ لتضمید جراحات اسر الشهداء بالدعم المعنوی والمادی المناسب والرعایة الصحیة للجرحى".
و اضاف "فقد تابعنا بأسف تطور الاصابة بل الاستشهاد لبعض هؤلاء الابطال نتیجة الاهمال أو ضعف التشخیص أو التباطؤ فی تقدیم العلاج المناسب لیفقد حیاته أو بعض اعضائه من دون حاجة إلى ذلک ، وهو وزر تأریخی نتحمله حینما نتهاون فی رعایة من قدم نفسه رخیصة للعقیدة والوطن وحمایة الأرض والعرض ، ومن موارد الدعم إبراز جرائم الداعشیین والتذکیر المستمر بها والتحذیر المتواصل من خطرهم ".
وتسائل سماحته "کیف لنا أن نستقر ونهدأ ولا زال عدد کبیر من الاحرار والمخدرات العراقیات من الترکمانیات من اتباع أهل البیت ومن الایزیدیات وغیرهن فی أسر هؤلاء المجرمین .. کیف نهدأ ونستقر ولازالت دماء الابریاء فی سبایکر وسجن بادوش وغیرها لم یُثأر لها بتسلیم الجناة إلى العدالة .. کیف نهدأ ونستقر ولم یعُد مئات الآلاف من النازحین إلى مدنهم وقراهم .. کیف نهدأ ونستقر ولم ننته من تحریر کامل اراضینا وإعمار مدننا وقرانا التی هدمها وفجّرها الداعشیون ".
وشدد على دعم القوات الامنیة الباسلة وابطال الحشد الشعبی اضاف السید عمار الحکیم موضحا ان " من موارد الدعم ایضا هی المساعدات الإنسانیة التی یقدمها المیسورون ومنظمات المجتمع المدنی وذوو القدرة على العطاء للمنکوبین والمحتاجین وللمجاهدین الذین یقاتلون الارهاب بکل بسالة ، وقد لاحظنا النشاط والجهد الواسع للمرجعیة الدینیة فی الرعایة الشاملة لهذه الشرائح ومن کافة المکونات ، وکان منها المساعدات الإغاثیة التی قدمتها المرجعیة الدینیة العلیا لأهلنا فی حدیثة بمحافظة الانبار مؤخراً، واستضافة ابناء الفلوجة فی کربلاء المقدسة والنجف الاشرف وغیرهما ".