اشار عضو کتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوی خلال لقاء نظمه حزب الله مع عدد من الفعالیات والشخصیات الجنوبیة فی بلدة البازوریة، الى "إننا لم نعد بحاجة إلى التوضیح لأحد أن الحرب التی تشن على سوریا هی حرب إسرائیلیة، ویکفی أن نرى العلاقة اللوجستیة والسیاسیة والأمنیة والتسلیحیة وما إلى ذلک بین جبهة النصرة ومسمّیاتها وبین العدو الصهیونی".
واوضح ان "المقاومة هی فی أفضل ظروفها فی مواجهة العدو الصهیونی، حیث أنها من خلال العملیة التی نفذتها فی مزارع شبعا قد فنّدت مقولة الإسرائیلی التی أطلقها عام 2006 بعد حرب تموز بأن ما أنجزه فی تلک الحرب هو ردع المقاومة التی أظهرت أنها غیر مردوعة، وأنها قادرة على ردع العدو الإسرائیلی الذی لم یجرؤ على تجاوز قواعد المواجهة إلى الحرب الشاملة".
واشار الى" إن اهتماماتنا هی اهتمامات من طبیعة استراتیجیة کبرى، فعلى المستوى الدولی فإنها تکمن بکیفیة تقلیص الهیمنة الأمیرکیة، وعلى المستوى الإقلیمی فإنها تکمن بوقف الحرب العدوانیة الصهیونیة على سوریا ونصرة المقاومة الفلسطینیة فی مواجهة الإحتلال الصهیونی، وتعزیز قدرات المقاومة فی لبنان لإحباط العدو عن اتخاذ قرار بشن حرب واسعة علیه، وقد عبّرنا عن إرادتنا على المستوى الداخلی من خلال الحوار مع المختلف، والعیش والتعاون معه فی حکومة مشترکة، ونحن أنجزنا التعبیر الجلی والبیّن عن إرادتنا فی العیش معاً فی لبنان مع کل المکوّنات اللبنانیة سواء کانت طائفیة أو حزبیة، وقلنا إننا سنعمد إلى الحوار مع من نختلف، لأنه هو بحد ذاته أمر ضروری ونراهن على نجاحه فی تحقیق إیجابیات نتطلّع إلیها جمیعاً، ولذلک نثنی على الحوار الجاری ونبدی استعداداً للمضی نحو تحقیق المزید من خطوات الإنفراج، فخطوة إزالة الشعارات الحزبیة کانت خطوة جیدة، وأیضاً کنّا نتحدث قبلها عن إزالة عوامل الإحتقان من خلال الإبتعاد عن الخطاب التحریضی، فإذا کان هناک من یرغب فی وقف الإحتقان القائم والتخفیف منه فإنه یجب أن یسعى إلى خطاب یعبّر عن إرادته الحواریة لا أن یصطدم معه".
واضاف إن" الخطر التکفیری هو أداة للخطر الصهیونی، لأنه فی اعتقادنا أن التکفیریین بلا رعایة دولیة وإقلیمیة فهم لیسوا أکثر من أقلیة هامشیة یمکن محاصرتهم والقضاء علیهم سریعاً، ولکن الذی سمح لداعش وللمجموعات التکفیریة أن تنمو هی القوى الغربیة وأنظمة عربیة حاولت استخدامهم لضرب سوریا المقاومة وموقع المقاومة فی سوریا، فإذا بهذه القوى تکتشف أن لعبتها انقلبت مرّة أخرى، وکما انقلبت لعبة أفغانستان إلى 11 أیلول 2001 فقد انقلبت لعبة سوریا إلى ما یشبها فی فرنسا أو فی غیرها من الدول".
ولفت الى ان "هناک توجّه دولی للقضاء على تنظیم داعش، ورغبة فی أن لا یصل خطره إلى المجتمعات الغربیة، ولکن لیس هناک قرار صارم وواضح باقتلاعه من الأساس، بل إن هذا التنظیم ومسمّیاته یُستخدمون من بعض القوى الغربیة ومن حکومة العدو کأدوات للضغط على مواقع المقاومة فی العراق وسوریا ولبنان وفی کل موقع تتم فیه المواجهات، وعلى المجتمع الغربی أن یعرف أن حکوماته لیست جادة فی استئصال الخطر التکفیری، لأن حلف الناتو الذی أخذ قراراً باستئصاله لا یستطیع أن یلزم دولة من دوله بأن تتوقف عن کونها قاعدة خلفیة له، فعندما یقرر الغرب بصورة جدیة إزالته فعلیه أن یبدأ من دوله أولاً، وأن یتخذ الخطوات الجادة فی سبیل ذلک، وأهمّها هو استئصال الفکر الذی یولّد المجموعات التکفیریة، فللخطر وللإرهاب التکفیریین إسم وعنوان ومنبع أصبح معروفاً، ولسنا بحاجة لکی ندل أحد على عنوان الفکر التکفیری، فهم یعرفونه وکتبوا عنه وواکبوه منذ تأسیسه قبل قرنین ولا زالوا حتى الآن، ومادام هناک إتاحة لمنبع الفکر التکفیری بأن یستمر متدفقاً فهذا یعنی تغذیة المجموعات التکفیریة بشباب انتحاری یواصل ضخ دمه الأسود فی عروقها الزرقاء".