قال الشیخ علام فی حوار مع صحیفة "الأهرام" المصریة: إن الإسلام وضع نظما وقوانین تحمی الأسیر، فقد أوصى رسول الله (صلى الله علیه وعلى آله سلم) أصحابه بحسن معاملتهم، فقال "استوصوا بالأسرى خیرا"، أما زعم هؤلاء بأن أبو بکر الصدیق قد أحرق الفجاءة السلمی حیا فغیر صحیح وساقط وباطل لا سند له، لأن روایة إحراق سیدنا أبی بکر الصدیق للفجاءة روایة باطلة، وأجمع أهل العلم أن الأسیر لا یجوز تحریقه بحال من الأحوال حتى لو کان فی حال الحرب فکیف بالأسیر المکبل؟
وأضاف: أن التمثیل بالأسرى منهی عنه فی الإسلام، وقد ورد النهی عن الإعدام حرقا.
وجاء النهی عنها فی أکثر من موضع منها حدیث ابن مسعود قال، "کنا مع النبی صلى الله علیه وسلم فمررنا بقریة نمل قد أحرقت: فغضب النبی صلی الله علیه وسلم" وقال: "إنه لا ینبغی لبشر أن یعذب بعذاب الله عز وجل".
وأوضح مفتی مصر أن "الطیار الأردنی سقط رهینة لدى هذه الجماعة المتطرفة أثناء تأدیة واجبه فی الدفاع عن الوطن ضد هذا الخطر المحدق بالجمیع وهو بمنزلة رهینة مختطف، بل حتى وإن کان أسیرا لدیهم فإن الإسلام قد أکد ضرورة الإحسان إلى الأسرى وجعلها من الأخلاق الإسلامیة والآداب القرآنیة، قال تعالى "ویطعمون الطعام على حبه مسکینا ویتیما وأسیرا إنما نطعمکم لوجه الله لا نرید منکم جزاء ولا شکورا"، ویکون هذا الإحسان فی الطعام والشراب والکساء والعلاج والکلام الحسن، ولکن الجماعات الإرهابیة "تغرس فی نفوس أتباعها أن ما یقدمون علیه من قتل وتفجیر وإحراق هو من الجهاد فی سبیل الله.. یجاهدون ضد من؟ ضد المسلمین الذین یشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله! وضد الأوطان واستقرارها، ویشیعون القتل والإرهاب وإراقة الدماء!".
وأکد الشیخ علام أن "هؤلاء هم أشد خطرًا على الدین من أعدائه، وهؤلاء هم المفسدون فی الأرض، وجزاؤهم اللعنة من الله تعالى، فهذا أمر لا یقره شرع ولا دین، وإن من یدعون للجهاد یمثلون تحریضًا صریحًا على القتل والإفساد فی الأرض ونشر للفتن، یقول تعالى: "ومن یقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فیها وغضب الله علیه ولعنه وأعد له عذابًا عظیمًا"، والنبی صلى الله علیه وعلى آله وسلم نهى عن ذلک فقال: "لا یحل دم امرئ مسلم یشهد أن لا إله إلا الله وأنی رسول الله".