دعا مؤسس نظام الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة، الامام الخمینی الراحل (رض) الى استفتاء شعبی کبیر وذلک بعد الاطاحة بالنظام الملکی البائد، وتجسدت فی مثل هذا الیوم اسمى مظاهر المشارکة لشعبٍ اختار مصیره بنفسه دون الاعتماد على القوى الکبرى الموجودة آنذاک فی العالم.
ومنذ ذلک الوقت وحتى الآن حاول الاستکبار العالمی بشتى الطرق الممکنة وباستخدام کل الوسائل المتاحة إضعاف الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة وحرمانها من جمیع حقوقها المشروعة.
وبالعودة الى خیار "الجمهوریة الاسلامیة" ومن خلال التمعن بهاتین الکلمتین اللتین تشکلان أساس النظام نرى ان کلمة "الجمهوریة" هی شکل هذا النظام وکلمة "الاسلامیة" هی الروح لهذا النظام وما یحتویه.
لا شک بأن النظام الجمهوری موجود فی أغلب الدول فی العالم وهو النظام المعتمد علیه عالمیا اما اضافة کلمة "اسلامیة" بجانبه فهو شیء مرفوض من قبل الاستکبار العالمی لأن هذا النظام یسبب صحوة فی سائر الدول الاسلامیة وغیر الاسلامیة التی تهدد مصالح الدول الکبرى وتصدیر هذه الثورة وکیفیة بناء الحکومة وتشکیلتها الى سائر دول العالم الاسلامیة او غیر الاسلامیة تشکل خطرا ً کبیرا ًعلى الامن القومی لهذه الدول الاستکباریة.
لذلک نشاهد ان الاستکبار العالمی یستهدف القسم الثانی، وهو اسلامیة النظام التی تشکل الروح لهذا النظام المقدس. والسبب فی عداء الاستکبار وعلى رأسه امیرکا والصهیونیة العالمیة العمیق للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة هو لیس هذا الکلام الذی یطلق هنا وهناک ویحمل الکثیر من الاتهامات والمزاعم الواهیة ضد ایران، بل یعود الى رفضها الاستغلال، ورفض الخضوع للهیمنة، ورفض إهانة الشعب من قبل القوى السیاسیة فی العالم، ورفض التبعیة السیاسیة، ورفض نفوذ وتدخل القوى العالمیة المهیمنة فی البلد، ورفض العلمانیة الأخلاقیة، والإباحیة، هذه أمور ترفضها الجمهوریة الإسلامیة بکل حسم. هذا من جانب ومن جانب، یعود هذا العداء العمیق للاستکبار تجاه الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة هو تثبیتها للهویة الوطنیة والاستقلالیة وتکریس القیم الاسلامیة والدفاع عن المستضعفین والمظلومین فی العالم والطموح لفتح القمم العلمیة، وهذا ما لا یروق للدول الاستکباریة التی ترید تکریس حالة التبعیة لدى شعوب العالم الثالث.
ورغم کل المؤامرات والمخططات التی نفذها الاستکبار بشکل مباشر او عبر عملائه وأذنابه فی المنطقة، بما فی ذلک الحرب التی فرضها نظام صدام ضد الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة، حیث کان صدام یحصل على دعم مفتوح من قبل القوى الاستکباریة الا انه بعد ثمانی سنوات من الدفاع المقدس، خرجت الجمهوریة الاسلامیة مرفوعة الرأس وفرضت التراجع على قوى الشرق والغرب.
کما واجهت الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة المزید من الضغوط السیاسیة والعقوبات الاقتصادیة لحرمانها من التوصل الى التقنیة النوویة، التی توصلت الیها بجهود خبرائها وعلمائها الذین تعرضوا لهجمات وحشیة من الاغتیالات التی خطط لها الموساد الاسرائیلی والمخابرات الاستکباریة. وقاومت الجمهوریة الاسلامیة هذه الضغوط وأجبرت القوى الکبرى على الجلوس معها الى طاولة المفاوضات وتفاوضت معهم من منطلق الندیة.
وأما على المستوى الاقلیمی فی الشرق الاوسط، نشاهد انحسار النفوذ الامیرکی وتکبد الاستکبار اثمان باهظة، وفی المقابل نرى زیادة شعبیة الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة وتأثیرها بین شعوب المنطقة، وانطلاق موجة الصحوة الاسلامیة فی العدید من الدول فی المنطقة، رغم انها تواجه هجمات مسعورة من قبل الارهابیین المدعومین من التحالف الرجعی العربی وبعض دول المنطقة العمیلة بتخطیط استکباری او بتدخل مباشر من بعض دول المنطقة، کما یحصل فی العدوان على الیمن بقیادة السعودیة.
والیوم أضحت الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة دولة لها ثقل کبیر فی الساحتین الاقلیمیة والدولیة، اعترف العدو بذلک قبل الصدیق، فقد اصبح لها دور هام فی تسویة کل الازمات الاقلیمیة.