قال قائد الثورة الاسلامیة خلال خطابه فی مراسم إحیاء الذکرى الـ 26 لرحیل الإمام الخمینی (قدس سره) إن تحریف الشخصیات یأتی بسبب الجهل بها او تفسیرها بشکل خاطئ، وإن تحریف شخصیة الإمام الخمینی وآرائه یؤدی الى تکبد خسائر جسیمة.
وأضاف آیة الله خامنئی ان الإمام الخمینی مظهر وتجسید عینی لحرکة اطلقها الشعب الإیرانی، وأنه لا دیمومة لطریق الإمام الخمینی الا بالتعرف الصحیح على شخصیته، مؤکدا أنها لا ترتبط بمجرد کونه فقیها وفیلسوفا متمیزا.
وأشار الى أن الإمام الخمینی نهض بالجهاد فی سبیل الله وأسس لهذه الحرکة العظیمة، وقام بمبادرتین عظیمتین فی ایران هما الاطاحة بالملکیة الوراثیة المنبوذة وتأسیس نظام حکم قائم على الإسلام، وأن الامام الخمینی کان مصداقا للجهاد فی الله حق الجهاد، وإنه إلتزم بالجهاد فی سبیل الله بکل أشکاله.
وقال إن المنظومة الفکریة للإمام الخمینی لها خصوصیات تعبر عن مدرسة متکاملة، وکانت تواکب العصر وتهتم بما تبتلی بها المجتمعات الاسلامیة، موضحا أن طریق الإمام کان عملیا فحقق النصر والتقدم الى امام.
واضاف آیة الله السید خامنئی إن الشعب الإیرانی کان تابعا وارادوا فرض ثقافتهم علیه لکن الإمام الخمینی حوله الى شعب متحفز متطلع للأمل لتحقیق اهدافه الکبرى، وأن الشعب الایرانی انتقل من حالة السبات والغفلة بفضل نهضة الامام الخمینی، مبینا أن الشعب الایرانی سیتلقى صفعة إذا اضاع طریق الامام الخمینی او ابتعد عنه.
وحذر من أن الاستکبار العالمی لن یغض الطرف عن الشعب الایرانی او الکف عن التآمر ضده، وقال إن الاعداء سیتراجعون اذا شعروا بأن الشعب الایرانی قد بلغ مبلغ التقدم، معتبرا أن الأخطار المحدقة بالشعب الإیرانی تکمن فی تحریف شخصیة الامام الخمینی، مشددا على أن خطر تحریف شخصیة الإمام یجب أن یکون ماثلا أمام انظار الجمیع، وقال: سیأتی أناس یقدمون الإمام الخمینی ویعرفونه بحسب أذواقهم.
وقال آیة الله السید خامنئی إن معرفة شخصیة الإمام تتم عبر قراءة مبادئه وأفکاره فی حرکته الثوریة، وإن حیاة الإمام الخمینی کحیاة سائر الناس فیها الکثیر من التطورات والأحداث، وإن معرفة شخصیة الامام الخمینی تتم عبر مبدأ الایمان بالاسلام المحمدی الاصیل ونبذ الاسلام الامیرکی، مشیرا الى أنه لا یمکن التعامل بانتقائیة مع مبادئ الإمام الخمینی وافکاره.
واضاف: التیار المنحرف لداعش والقاعدة وامثالهما مدعوم من امیرکا و"اسرائیل"، والاسلام الاصیل هو الاسلام الذی یعتمد الکتاب والسنة والتحقیق العلمی، ویقوم على أساس الاستنباط وما تحتاجه المجتمعات، اما اسلام السلاطین واسلام داعش فهو الذی لا یهتم بجرائم الصهیونیة.
وأوضح السید علی خامنئی أن الامام الخمینی کان حاسما وحازما فی قراراته وجیاشا فی عواطفه، وکان صریحا لأنه کان یعتمد على الله، ولم یکن یجامل فی القضایا، مؤکدا على أنه لم یکن یعول على وعود المستکبرین.
من یبث الفرقة بین المسلمین یعمل لصالح المخابرات الامیرکیة والبریطانیة
وجدد قائد الثورة موقف ایران الداعم للقضیة الفلسطینیة والنابع من نهج الامام الخمینی الراحل الداعم للمظلوم أمام الظالم، مشیرا الى ان القضیة الفلسطینیة ستبقى القضیة الاهم للنظام فی الجمهوریة الاسلامیة ولن تخرج من اولویاته.
وتابع کلامه بالقول، اننا بالقدر الذی نعارض الحصار الظالم على الشعب الفلسطینی فی غزة، نعارض ایضا قصف الناس الابریاء فی الیمن، وکما نعارض الاجراءات القاسیة بحق الشعب البحرینی نعارض قصف الطائرات من دون طیار الامیرکیة للشعب الافغانی والباکستانی.
واعتبر آیة الله خامنئی القضیة الفلسطینیة ساحة للجهاد الواجب والملزم اسلامیا، مؤکدا لا أمر سیبعد ایران ویفصلها عن هذه القضیة بالرغم من وجود بعض الاشخاص المتقاعسین فی فلسطین نفسها عن هذا الواجب، مضیفا ان ایران تؤید موقف الشعب الفلسطینی والمقاومین هناک.
وحول تمسک الامام الخمینی باستقلال البلاد وعدم تبعیتها لقوى الهیمینة قال قائد الثورة الاسلامیة ان احد ابرز صفات مؤسس الجمهوریة الاسلامیة الامام الراحل کانت مقارعته لهیمنة القوى الکبرى بهدف حفظ استقلال البلاد وسیادتها، والیوم فرض الحظر على ایران من قبل هذه القوى جاء لیستهدف استقلال البلاد وسیادتها ومن هنا نطالب الجمیع بالیقضة تجاه هذه الامر والعمل على تعزیز استقلال البلاد.
وحذر قائد الثورة الاسلامیة من تحرکات الاعداء الرامیة الى استهداف الوحدة الوطنیة فی ایران وتحرکهم من أجل بث روح الفرقة والفتنة بین المسلمین، مشیرا الى طرح الاعداء مصطلح لما یسمونه "بالهلال الشیعی" فی هذا الاطار کنموذج من التحرکات الفتنویة الرامیة الى ضرب الوحدة الاسلامیة، مؤکدا ان ایران بعیدة کل البعد عن اتخاذ مواقف طائفیة لانها وقفت الى جانب المقاومة اللبنانیة الشیعیة مثلما ساندت المقاومة الفلسطینیة السنیة، وانها عملت على تجسید مفهوم الامة الاسلامیة على أرض الواقع.
وأکد ان من یبث الفتنة من الشیعة أو من السنة فی صفوف المسلمین أنما هو یعمل لصالح المخابرات الامیرکیة والبریطانیة وهو یستهدف الشیعة والسنة على حد سواء.