ذکر السید عمار الحکیم خلال مؤتمر المبلغین والمبلغات التی تقیمه مؤسسة شهید المحراب بحضور ممثلین عن المراجع العظام فی النجف الاشرف " هنیئا لکم وانتم تستعدون إلى مهمة رسالة وجولة اخرى فی هذا الشهر الفضیل ما اروع ان یمارس الإنسان مهمة التبلیغ هذه المهمة التی ورثناها من الانبیاء هی مهمة الانبیاء، الهدایة والإرشاد ونشر الوعی بین الناس، دعوة الناس الى الله سبحانه وتعالى من أهم المهمات التی تکفلها الانبیاء والیوم انتم تحملون هذه الرایة فی ظل الظروف الاستثنائیة التی نمر بها فی العراق والمنطقة وحجم المعوقات والاشکالیات على اکثر من صعید لابد لنا ان نضع سلم اولویاتنا من أین نبدأ فی المعالجة والبناء".
وتابع "الجواب واضح، البدایة من الإنسان فإذا أردنا الاعمار والازدهار نحتاج الى الانسان الذی یقف ویعمر والاستقرار نحتاج الى الانسان الذی یتعاطى مع المسؤولیة، واذا أردنا اللحمة الوطنیة نحتاج الى الانسان الذی ینظر بأفق واسع وصدر رحب إلى الاخرین، وکل عثرة لا تعالج الا من خلال الانسان وفی بناء الإنسان الأولویة البناء الروحی والأخلاقی الانسان الذی یصفی قلبه ویخلص نیته یکون اکثر حرصا وثباتا واصرار فی الاتجاه الذی یسیر فیه، أی کانت الاختصاصات لقطاعات المجتمع فی ذلک الاختصاص الانسان الملتزم الذی یتحرک بعقیدة وحرص یکون اقدر على انجاح مهمته ولذلک فان مهمتکم تمثل اولى الأولویات فی مجتمعنا، کیف نعمق الحالة الروحیة ونرسخ الاخلاص لله فی الفرد والجماعة وصولا الى المجتمع بذلک تنکون قد هیئنا الانسان الذی یحمل العقیدة الصحیحة لتحقیق الغایات السامیة لذلک نشد على ایدیکم ".
وقال "القرآن الکریم یحدد البوصلة حینما یقول یا أیها الذین امنوا اذا لقیتم فئة فاثبتوا واتقوا الله کثیرا لعلکم تفلحون .. الثبات الإصرار العزیمة عدم التردد الاستمرار فی بذل الجهد مهما کانت الامور صعبة وشاقة، اثبتوا واذکروا الله کثیرا ذکر الله والتوجه نحو الله والإقبال نحوه ان یکون الانسان تجسیدا لطاعته الذکر باللفظ والقلب الذکر بطاعة الله وعبادته عبر سائر العبادات المسنونة والواضحة الذکر بتلاوة کتاب الله وان یتلمس الانسان انه بالمحضر الربوبی ".
وتابع السید عمار الحکیم " اذا اردنا نجاحا فی مهمتنا التبلیغیة علینا ان نعمل بهذین الوصفین فاثبتوا، نتحمل المنغصات التبلیغیة من التقبل وعدم التقبل، والمستوى لمن یجلسون تحت منابرنا، فالأمة التی ترید ان تحقق الانتصار والفلاح علیها ان تکون امة ثابتة وذاکرة لله تعالى،ذکر الله بمعناه الشامل یمثل مفتاحا من مفاتیح الفلاح والانتصار نجد ان القران اهتم بهذا الموضوع وسخر العشرات من الایات التی تتحدث عن الذکر ".
وبین ان " اثأر الذکر فی القران الکریم، منها الاستقرار النفسی والطمأنینة، ودفع الانسان الى الاستغفار حینما یصدر منه الظلم او المعصیة فیمحوا أی نقطة، واحیاء القلوب وخشوعها بالذکر، والخشوع نبض القلب وحیویته بذکر الله تعالی، ومخافة الله بالذکر، والرحمة الإلهیة والخروج من الظلمات الى النور، والفلاح والنجاح والانتصار، والعنایة الالهیة، والمغفرة والاجر العظیم، والاقتداء برسول الله {ص} ویلازمه الاقتداء باهل البیت{ع}، وذکر الله عند وساوس الشیطان یمنح البصیرة للمتقین فالبصیرة من معطیات الذکر، والخروج من حزب الشیطان، الذکر یمنع من الغفلة، المنع من الفحشاء والمنکر، نفور المشرکین من الذاکرین، وتجنب الکلام العبثی والبعید عن الفعل، تأمین المنافع والمصالح للانسان، حلیة الذبیحة، ذکر الله هو اساس القداسة لدور العبادة، ذکر الله هو اساس العظمة لکل مکان یذکر فیه".
واوضح رئیس المجلس الاعلى الاسلامی العراقی ان"کل هذه الامور من الاثار التی یرسمها القران للذکر، وفی الاتجاه الأخر الاثار المدمرة للإعراض عن ذکر الله، تسلط الشیطان، والخسران بالاعراض عن ذکر الله، واعرض الرسول عّمن یعرض عن ذکر الله، والظلال لمن یعرض، معیشة الفقر والضنک وعمى القلب، والعذاب هو الاثر المترتب على اعراض القلب عن ذکر الله، الهلاک، والتأکید على ذکر الله بالمهمة التبلیغیة ویتحدث لنا القران عن موسى واخیه هارون والمهمة التبلیغیة، والتاکید على ذکر الله فی الجهاد، الانتصار فی ساحة التبلیغ وساحة الجهاد ومواجهة التحدیات وتحقیق الانجازات فی کل مواقف الحیاة انما یتم عبر ذکر الله تعالى".
واکد ضرورة "المنع من هدم المساجد، الارهاب یستهدف المساجد ودور العبادة لانه یرى قوتنا بهذه المساجد والحسینیات وللادیان الاخرى الکنائس وغیرها، المسجد الذی یرید ان یشتت الناس وینطلق منه نداء الفرقة ویحرض الناس ویکون سببا فی اراقة الدماء بین المسلمین لا تقم به ابدا، حینما یکون الانسان ضمن الجماعة الحیاء یردعه".
وبخصوص فتوى المرجعیة الدینیة الخالدة بالجهاد الکفائی قال "مر علینا عام على فتوى المرجعیة العلیا بالجهاد الکفائی وذلک الموقف التاریخی الذی ستشهد له الاجیال للمرجعیة الدینیة وعلینا ان نستذکر العدید من النقاط، المرجعیة الدینیة هی صمام الامان لهذا الشعب والامة بکل مکوناتها وهی عنصر الارتکاز فی السلم الاهلی وحمایة الشعب والوطن وهی نعمة منَ الله من بها على العراقیین جمیعا".
ونوه الى ان " الفتوى جاءت لتستنهض الشباب الى الجهاد فی سبیل الله، والدفاع عن ارضهم وعرضهم ویقاف المد الداعشی وانقاذ المناطق المستباحة،مؤکدا ان" الفتوى لم تکن طائفیة وجاءت لتدافع وتحافظ على السنة قبل ان تحافظ على الشیعة والمرجعیة التی افتت بالجهاد الکفائی هی ذاتها التی اصدرت وثیقة تاریخیة حددت الاطار العام والسلوک المطلوب لعموم المقاتلین بحسب الرؤیة الإسلامیة، ومن یرید ان یقیم رؤیة المرجعیة علیه ان یعود الى تلک الوثیقة وحاسبنها علیها".
وقال " الحشد الشعبی هو الولید الشرعی للفتوى المقدسة والرکیزة المهمة فی مواجهة الإرهاب جنبا الى جنب الشرطة والجیش والعشائر والبیشمرکة اننا جمیعا نتحمل المسؤولیة فی حمایة الحشد والدفاع عنه امام الهجمة الشرسة التی یتعرض لها وعلینا ان نحمیه من الاعداء والمغرضین ، مشددا على ضرورة حمایة الحشد من نفسه والاخطاء التی یمارسها البعض ممن ینتمی الیه ولانه ولید الفتوى المقدسة لا یغتفر منه ما یغتفر من غیره وعلینا العمل بجد للحد من ایة اشکالیات تعتلی حرکته واداء مهمامه ، مؤکدا ضرورة حمایة الحشد الشعبی من محاولات التسییس والاستغلال ومن مآرب سیاسیة ضیقة، مضیفا " ان ابناء الحشد الشعبی الذین انضموا تحت کل العنوان هم جمیعا ابناء المرجعیة وهم من لبوا ندائها فی الجهاد قبل ان یحسبوا على هذه الجهة او تلک وهذه الحقیقة تمنع الجمیع من المتاجرة بالحشد او إقحامه بالصراعات السیاسیة وتعریض سمعته وانتصارته الى الخطر".
وحذر السید عمار الحکیم وبشدة من تسییس الحشد الشعبی اقحامه فی مهام مساحات بعیدة عن اختصاصه فهی اساءة کبیرة للحشد والفتوى التی خرج الحشد من اجلها واساءة کبیرة لمن اصدر الفتوى من المرجعیات الکریمة، انها فرصة نجدد فیها الدعوى لتشریع قانون الحرس الوطنی لتکون غطاء قانونی لهؤلاء الابطال یمنحهم الحقوق المطلوبة وینظم دورهم العسکری".
واشار الى وجود تحرکات مشبوهه فی المحافظات الجنوبیة تسعى لارباک الامن والاستقرار وتطرح اسئلة جادة لماذا فی هذا التوقیت الذی نقاتل فیه الداعش بشراسة کبیرة ونحقق انتصارات مهمة یسعى البعض فی هذا التوقیت بالتحدید لفتح جبهة جدیدة فی مناطقنا الجنوبیة الامنة لیشتت الجهد ویضیع المکتسبات الوطنیة تقدیم الخدمة لابناء الشعب".
وتابع ان " مهمة المسؤولین ومهما کانت الظروف والشحة المالیة و الضغوط التی نتعرض لها امنیا وسیاسیا واقتصادیا الا ان على المسؤولین ان یتحملوا مسؤولیاتهم بتقدیم الخدمة الافضل للمواطنین ولکن استغلال مشاعر الناس للاضرار بالشعب والمواطنین وتحریضهم وانزالهم الى الشوارع لإرباک الامن والاستقرار فی محافظاتهم خطیئة لا تغتفر، وأقولها بصراحة ان امن المحافظات الجنوبیة ولاسیما البصرة الفیحاء التی یرتبط بها قوت جمیع العراقیین وتمثل الایراد الاکبر والاهم خط احمر وسوف لا نقف مکتوفی الایدی امام أی محاولات وحرکات مشبوهه تخاطر باستقرار البصرة واستقرار المحافظات الجنوبیة بشکل عام، وعلینا ان نحافظ علیها کما نحافظ ونعمل على استعادة الأمن للمحافظات الأخرى فی بلادنا ".