أوضح المساعد السیاسی لأمین عام جمعیة الوفاق الوطنی الإسلامیة خلیل المرزوق فی لقاء أهلی رمضانی فی منطقة کرزکان، على أن أقرب الحلفاء إلى النظام، غیر مقتنعین بالحکم الصادر على سماحة الأمین العام.
وشدد على أن المحطة تحتاح إلى إعادة نظر.. فمن یصیغ السیاسات فی البلد یحتاج إلى إعادة تفکیر.. مؤکداً على أنه مادام الإقصاء والاستئثار بالسلطة والثروة موجودین لا یمکن أن تنهی جذوة التحرک. دوافع الحراک الشعبی لا زالت موجودة بل تزید.
وقال المرزوق إن کل دولة وکل وضع سیاسی له خصوصیة.. نحن بعد الله نعتمد على شعبنا، لا على دول إقلیمیة ودولیة ولا غیرها. موضحاً أن المعارضة والشعب أذکى من النظام، وتعاملها مع تقعیدات المشهد السیاسی والبطش فهی تحوّل بطش وعنف النظام إلى نقاط قوة.
اعتقال الشیخ علی سلمان هو اعتقال لتاریخه
وابتدأ المرزوق اللقاء بوقفة مع الشیخ علی سلمان، مضیفاً: أقف فی وقفة بسیطة حول سماحة الأمین العام.. فهو عندما استلم إمامة صلاة الجماعة بعد غیاب سماحة آیة الله قاسم فی التسعینات رکّز فی خطابه على تأصیل المشکل السیاسی، وغاص فی أبعاد دستوریة مختلفة، فکان أول محطة من محطات لقاءاته بجماهیریه فکان تشخیصه أن الوضع فی البحرین أزمة سیاسیة دستوریة.
وأضاف المرزوق: من هذا المنطلق سعى إلى أن یکون هذا الحراک الأولی فی التسعینات لمعالجة هذه الأزمة فی البلاد. فصاغ هو وقیادات الساحة سقوف الحراک فی التسعینات فکان المطلب الأساس هو تفعیل دستور 73 وعودة الحیاة النیابیة.
وقال: کان الوضع فی البلد أن من یحمل نسخة من الدستور یجرّم! وهذا هو المشکل الأساسی (سیاسی دستوری) فی البلاد.
وتابع المرزوق: وبعد تهجیره کان له دوره فی الحراک الشعبی.. وبعد عودته ساهم فی الحراک السیاسی.. وبعد دستور 2002 والمقاطعة ثم المشارکة، کان سماحة الأمین العام حاضراً بقوة.
وأردف: وجاءت أحداث 2011 بثورة اللؤلؤ والحراک الشعبی، وکان هو من الأساسیین فی صیاغة التوجه العام للحرکة من خلال وثیقة المنامة، ووثیقة العنف، وکیف کان صماماً للأمان بالوحدة الوطنیة.. لذا فإن اعتقال سماحة الامین العام لیس اعتقال شخص، بل هو اعتقال لتاریخه وحراکه.
النظام یأخذ بخطوات خاطئة
وقال المرزوق إن أقرب الحلفاء إلى النظام، غیر مقتنعین بالحکم الصادر على سماحة الأمین العام، وغیرها من منظمات حقوقیة أکدت منذ البدایة بالمطالبة بالافراج عن سماحة الأمین العام.
وأضاف: النظام یأخذ بخطوات خاطئة، تجعله هو من یألم.. ولیس سماحة الأمین العام هو الذی یألم… النهج الذی یسیر علیه النظام باتهام القنوات المستقلة والمنظمات الحقوقیة وغیرها بأنهم ضد البحرین.. أیعقل بأن کل العالم الصدیق والحلیف یکون ضد النظام؟! وان النظام صادق وموفر کل مساحات العمل السیاسی؟!
وأکد على أن المحطة تحتاح إلى إعادة نظر.. فمن یصیغ السیاسات فی البلد یحتاج إلى إعادة تفکیر، فلا مئات الملایین على العلاقات العامة ولا اتهامات مختلف الجهات التی تعلق على الوضع فی البحرین، ونتهم الکل بالمؤامرة.. واعتقالات شباب ونساء البحرین.. إلى أین سینتهی هذا الأمر؟!
الخیار الواحد الصائب هو التحاور والتفاوض
وأضاف المرزوق: ماقدمت له من حرکة فی التسعینات وسبقها من حرکات منذ 1923 وإلى الآن، یقول أن هناک مطالب واضحة إما تحقیق المطالب أو أن الوضع لن یکون مستقر.. ولا وجود لغیرها من خیارات.. التصالح مع الشعب وإعطاءه حقوقه، والتغییر نحو نظام سیاسی یجمع کل المکونات.
وقال: الخیارات الخاطئة خیارات مدمرة، وفی نهایة المطاف یضطرون إلى أن یتحاوروا. لا یمکن لأحد أن یلغی الأخر.. ولابد من الاتفاق على نظام سیاسی یجمع الجمیع.
واستدرک بالقول: الیوم ینتهی حوار فی جنیف حول الیمن مع الحرب، وفی سوریا هناک تشاورات وحوارات، وفی لیبیا رغم الحرب الأهلیة هناک تشاورات وحوارات.. لا أحد یستطیع أن یلغی الآخر. الخیار الواحد الصائب هو التحاور والتفاوض.
وقال إن العقلیة التی یسیر بها النظام بالاعتماد على تعقیدات الإقلیم، والتأزیم.. وحله هو لیس مزید من التأزیم.. بل هو الحوار الجاد الذی یفضی إلى حل سیاسی حقیقی.
وأردف: العقلیة التی تتحرک تقول أنا متنتصر، أنا یجب أن أکسر رأس المعارضة، هذه لا تقود لخیارات، وفی البحرین فشلت على مدى 100 سنة، وانسداد الأفق والتأزیم الذی نعیشه له حل واحد لیس مزید من التأزیم وانما خیار الحوار الجاد والاتفاق على نظام سیاسی.
وتابع: سمینا الحراک ثورة أو لم نسمه، هذه الجذور والأصول للتحرک “التحرک الشعبی/الثورة/الانتفاضة”.. سمّها ما شئت.. جذورها حقوق مواطنة سیاسیة اجتماعیة اقتصادیة مغیبة.
وأضاف: الاقصاء، والاستئثار بالسلطة والثروة هل انتهت؟ وما دام هذا الاقصاء موجود لا یمکن أن تنهی جذوة التحرک. دوافع الحراک الشعبی لا زالت موجودة، بل هی تزید.
المعارضة متفقة على مبدأ الدیمقراطیة
ولفت إلى أن المعارضة فی الاطار العام متفقة على مبدأ واحد وهو الدیمقراطیة وأن یکون الشعب هو مصدر السلطات.
وأردف: الکل یقول بما فیه المجتمع الدولی بأن الرموز الذین اتهموا بالانقلاب -وعلینا تشخیص من الذی انقلب على المیثاق وعلى الدستور نفسه- هؤلاء الأحبة بمنظور المجتمع الدولی وبمنظور بسیونی أنهم سجناء رای، مارسوا حریتهم فی إبداء رأیهم.
وقال المرزوق: عندما ینصحک صدیقک الحمیم أمام الناس، ویقر بخطأک، فهذا موقف قوی، وفی المعادلات السیاسیة الدبلوماسیة المواقف الدولیة کانت قویة.
وشدد بالقول: هذا الکلام لیس لتزیین هذه المواقف، ولکن للنظر إلیها من خلال تراکمیة العمل السیاسی. والمعارضة تبنی تحرکها وعلى المدى الطویل یکون لکل ذلک انتاجیة إن شاء الله.
السلطة تحاول توظیف کل حدث فی القمع
وقال المرزوق إن کل دولة وکل وضع سیاسی له خصوصیة.. نحن بعد الله نعتمد على شعبنا، لا على دول إقلیمیة ودولیة ولا غیرها.
وأردف: کل الرؤیة التی جاءت فی وثیقة المنامة ومنها عنوان الحکومة المنتخبة هی رؤیة واقعیة وهی حل منطقی لمشاکل البحرین.
وعن التهدیدات الارهابیة تجاه البحرین، قال المرزوق إن تحدی داعش فی البحرین هو تحدی حقیقی، ولکن للاسف السلطة تحاول أن توظف کل حدث فی قمع الحراک المطلبی.
وأوضح أن التحدی الارهابی، وتحدیات الاقتصاد والوضع المعیشی هی مواضیع یمکن للسلطة أن تتفاهم فیها مع الشعب، ولکنها تعمل من خلالها على قمع الشعب.. نؤکد أن البحرین لکل البحرینین، وإدارتها المشترکة هی لکل البحرینیین.
ثروة البحرین التی أغلى من النفط
وأکد المرزوق البحرین فیها ثروة حقیقیة أغلى من النفط والذهب، فقط دعوا الناس تعیش وتبدع .. وسترون البحرین کیف تتغیر. الخیارات التی تذهب بها السلطة خیارات تضیع البلد.
ولفت إلى أن الوسائل الحدیثة المتوافرة یمکن من خلالها نقل الحراک الشعبی رغم القمع، وینبغی على المواطنین العمل بها لإظهار القضیة نحو العالم کله. بمختلف اللغات.
وأوضح أن المعارضة والشعب أذکى من النظام، وتعاملها مع تعقیدات المشهد السیاسی والبطش فهی تحوّل بطش وعنف النظام إلى نقاط قوة.. والعمل السیاسی السلمی عمل ذو حراک طویل ونتائجه تکون على المستوى البعید إن شاء الله.
لا یمکن إلغاء شعب البحرین
وقال المرزوق: لا یمکن إلغاء الشعب، ورغم صغر مساحتها وقلة شعبها.. وقضیة البحرین حاضرة فی کل أروقة العالم، فرضتها سلمیة الشعب وحضاریته وعمله المستمر الذی لا یتوقف.
وشدد على أن التحدی للسلطة هو السماح للشعب بأن یعبر عن نفسه ویعلن موقفه من الأمین العام من خلال تظاهرة، وسترون عدد المشارکین فیها.
وأوضح أن العنف والمنع الذی تمارسه السلطة ضد التظاهرات دلیل ضعفها وعجزها عن مواجهة سلمیة الشعب وحضوره المستمر.
وأکد على أن اعتقال سماحة الامین العام خیار خاطئ جداً ، والمقیاس هو کیف ننقل البحرین للاستقرار.. نحتاج إلى إعادة الحسابات للوصول بالوطن إلى بر الأمان.