
ذکر السید عمار الحکیم خلال کلمه له فی الحفل التأبینی الخاص بذکرى رحیل عزیز العراق السید عبد العزیز الحکیم {قدس} "ان عزیز العراق عاش بصمت وکان یفضل المهام البعیدة عن الاضواء ، وعقود من حیاته الرسالیة والنضالیة التی قدم فیها الکثیر لم تکن شخصیته معروفة لدى عامة الناس کان یعرفه النخبة ومن یحتک به ومن یعرف مهامه وادواره وکان یعرف المسؤولیات والمهام البعیدة عن الاضواء ".
واضاف " وبعد التغییر کان شخصیة متصدیة وما سواها کان بعیدا عن الاضواء ، وتصدى الى مهام کبیرة حینما کان الصراع على اشده وتقاطع المصالح قد بلغ ذروته فی تلک الظروف کلف بملفات حساسة وشائکة ومعقدة وکان یجیدها ویحسنها واغلب مهامه کانت جهادیة وامنیة فی مواجهة الدکتاتور وتصدى مع عدد من اخوانه لتأسیس حرکة المجاهدیین العراقیین وهی الاولى من نوعها فی العراق فی طبیعة العملیات النوعیة التی کانت تنفذها ، ومن ثم تراس جبهة عمل الداخل المعنیة بشؤون مواجهة النظام فی داخل العراق ثم تراس المکتب الجهادی فی المجلس الاعلى وثم اصبح نائبا لرئیس المجلس الاعلى" .
وتابع السید عمار الحکیم "کان لعزیز العراق {قدس} ادوارا مهمة فی جماعة علماء العراق وکان عضوا مؤسسا فی المجلس الاعلى منذ بدایة تاسیسه ومثل المجلس الاعلى فی مؤتمرات المعارضة فی بیروت ولندن والعدید من البلدان التی عقدت فیها هذه المؤتمرات واسس المرکز الوثائقی لحقوق الانسان فی العراق وهو من المراکز المهمة الرصینة التی احرجت النظام الصدامی لکونه جمع مئات الاف الوثائق التی تدین النظام الصدامی ویعرضها بشکل منهجی على الرأی العام من ناحیة وفی الاروقة الدولیة والاممیة من ناحیة اخرى" .
واکمل السید عمار الحکیم بالقول ان " عزیز العراق {قدس} استطاع ان یبنی منظومة من العلاقات السیاسیة الواسعة لیکرسها للخدمة والدفاع عن المشروع و کان یتسم بالشجاعة والصراحة وکان صریحا الى حد الکسر اذا ماتطلب وشجاعا فی اروقة الحوار مع بریمر وغیرها من القیادات الامریکیة التی تشهد له بذلک ، کما یشهد له القادة العراقیون الکبار الذین کانوا یشارکونه فی تلک الاجتماعات ویتذکرون جیدا المواقف الحاسمة والحازمة والصریحة والنقاش الحاد الذی یصل الى مستوى الصراخ احیانا فی الدفاع عن الحق وحقوق الناس ولم یکن یجامل ، ویتعرض الى التهدید احیانا ولم یکن یکترث او یضعف امام هذا التهدید ، وکان مرنا عندما یتطلب الموقف لمرونة وصلبا وصلدا حینما یتطلب الموقف تثبیت الحق ".
وقال "حینما امتدت ید الاثم لتخطف شهید المحراب {قدس} الى جوار جده امیر المؤمنین علی علیه السلام ، کان تحولا دراماتیکیا لکون شخصیة بحجم شهید المحراب وعمقه وبتأثیره وبالتحول الکبیر الذی اوجده والتفاف الملایین حوله حینما استشهد اصبحت الامور امام تحول جدید وعزیز العراق کان یمزج بین الالم والحزن العمیق الذی ولده غیاب شهید المحراب وبین الاصرار والعزیمة والصلابة التی ابداها فی ذلک الموقف الحرج ، وکان اول من خرج على الشاشات وابن شهید المحراب ومنذ ذلک الوقت وهو یتصدى مع اخوانه بکل قوة وحزم لمواجهة التحدیات" .
واکد ان " عزیز العراق{قدس}استطاع ان یملئ الفراغ السیاسی وبسرعة رغم بقاء الفراغ المعنوی حیث کان من الصعب لاحد ان یعوض رمزیة شهید المحراب ،فی ظرف کانت الساحة ملتهبة ملیئة بالتقاطعات والتدخلات من هنا وهناک وفی مثل تلک الظروف وفی خضم التحدیات واعادة بناء الدولة العراقیة ومع توجه انظار العالم الى العراق ،هذه الصورة المعقدة وتواجد الاحتلال المشرعن بقرارات دولیة وانطلاق العصابات الارهابیة وانهیار لمؤسسات الدولة وغیاب الدستور مع کل هذه التعقیدات تصدى عزیز العراق لیتحمل رئاسة المجلس الاعلى فی وقت کانت قوة اساسیة فی المعادلة العراقیة وعندما نذکر بکل هذه التفاصیل حتى نعطی عزیز العراق حقه بالدور الکبیر الذی اداه فی المجلس الاعلى والائتلاف الوطنی الموحد ".
وبین ان " السید عبد العزیز الحکیم {قدس} تمکن من زراعة نواة حرکة تیار شهید المحراب ومد الجسور مع کل شرائح المجتمع والقوى السیاسیة واهتم بالمرأة والشباب ورعایتهم وسن السنة الحسنة بالزفاف الجماعی ، وجمع مرتباته لدعم فئات المجتمع وتواصل مع العشائر ،واهتم بمنظمات المجتمع المدنی وبعوائل الشهداء والمضحین والمجاهدین وکان یتفقد ویستضیف مجموعات من هؤلاء ویقدم لهم الرعایة المادیة والمعنویة الممکنة" .
وزاد السید عمار الحکیم بالقول" ان عزیز العراق تواصل مع المؤسسة الدینیة وکانت له علاقة متینة مع المرجعیات الدینیة وکان یضعهم بالاجواء ویستنیر بملاحظاتهم فی لحظات حرجة کان یبنى فیها العراق الجدید ، وحاول ان یمد الجسور مع الواقع الاقلیمی رغم تقاطع المصالح مع البلدان ، وتوجه للجوار الاقلیمی بخطاب واضح وصریح وهو مدرک تماما للتقاطعات وتداخل المساحات، وبعدها بلغ فی رؤیته السیاسیة وخطواته الى اقصى مدى عندما استطاع تحیید الصراع الدولی على الاراضی العراقیة ، وذهب یجوب عواصم العالم یشرح ویوضح مناشئ الاختلاف والتقاطع ویحدد ملامح الخصوصیة العراقیة، فی وقت کان العالم کله یتساءل عن مصیر ومستقبل العراق" .
واشار الى ان" عزیز العراق تحدث مع الحکومة العراقیة آنذاک لتشکیل اللجان الشعبیة من اجل ارساء الامن لتکون قوة شعبیة ساندة للجیش والشرطة لکن الکثیر لم یتفهم ذلک ، وقالوا ان عزیز العراق یرید ان یؤسس لملیشا لنفسه.، مشیرا الى ان " اللجان الشعبیة التی دعا الیها عزیز العراق {قدس} هی الحشد الشعبی الآن " .
وبین "الیوم لا زالت مساحة مهمة من العراق بید الارهاب، وهو من اسوء انواع الارهاب الذی عرفه العالم ، فداعش هی اسوء من القاعدة على الرغم من ان کلاهما نمى فی رحم واحد ..فیا ترى ماذا ستکون مواقف عزیز العراق لو کان بیننا الیوم ؟ ، بدون شک ستکون نفس المواقف التی اتخذها قبل سنوات، فهو کان یستشرف المستقبل بخطوطه العریضة ولیس بتفاصیله ، ولکانت اللجان الشعبیة هی النواة للحشد الشعبی، ولکانت اللامرکزیة هی الحل لإعادة ترکیب هیکل الدولة العراقیة بعیدا عن المرکزیة الخانقة والمقیتة ، ولکانت تحرکاته الاقلیمیة والدولیة هی صمام الامان للعراق لتقلیل حساسیة التدخلات الخارجیة ".
وتابع " اننا فی تیار شهید المحراب نتعلم من قادتنا کیف نعمل من اجل المستقبل ونحن نستوعب الحاضر ونستقی تجارب الماضی ، وان قادتنا هم امواج متواصلة تدفع میاه سفینتنا الى الامام وسط کل هذه العواصف ومن بین کل هذه الصخور "، مضیفا "لقد تعلمنا من عزیز العراق ان لا نخشى الخطوات الکبیرة لأننا تیار کبیر ومسؤولیتنا امام الله والامة والوطن کبیرة ،وتعلمنا من عزیز العراق ان نتواضع ونحن فی قمة القوة وان نمد یدنا للآخرین حتى وان انکروا علینا حقوقنا واستحقاقاتنا ، فنحن اصحاب مشروع وقضیة ، وتعلمنا من عزیز العراق ان نکون واضحین وصریحین لان الایام تمر ولکن المواقف تبقى تشهد على اصحابها" .
واکد " تعلمنا من عزیز العراق ان نکون جامعین لا مفرقین وان نکون من یتحمل العبء الاکبر فی المسؤولیة لأن قدرنا ذلک وتأریخنا وعطاؤنا وهمتنا تجعل مسؤولیتنا اعظم ".
وفی الختام اشار السید عمار احکیم الى ان " الله سیثأر لکل من تراق دمائه على ارض الوطن ، ومن ساند وساعد وغض الطرف عن عصابات داعش سیعم البلاء علیهم ، مشیدا بفتوى المرجعیة الدینیة العلیا بالجهاد الکفائی وتلبیتها من قبل ابناء الحشد الشعبی " .