اشار نائب رئیس المجلس التنفیذی فی "حزب الله" الشیخ نبیل قاووق، إلى أن "التکفیریین عندما ارتکبوا جرائمهم فی لبنان، برر لهم المخبرون للسفارات بأن هذه العملیات الإجرامیة سببها تدخل حزب الله فی سوریا، ولکن ما هو مبرر قتل الناس فی الکویت وتونس بعد مسلسل التفجیرات الإجرامیة فیهما، وما هو مبرر ذبح المئات وقتل الآلاف من الشعب النیجیری بعد وصول داعش إلى نیجیریا، وما هو مبرر تفجیر المسجد الکبیر فی صنعاء".
وقال قاووق خلال الاحتفال التأبینی فی حسینیة بلدة دیر انطار، فی حضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى فی الحزب أحمد صفی الدین إلى جانب عدد من العلماء والفعالیات والشخصیات، وحشد من أهالی البلدة والقرى المجاورة، إلى أن "مسلسل الإجرام یضرب هذه المرة فی کل مکان، فتفجیر مسجد القطیف والدمام وبالأمس الکویت لیس هو الأول من نوعه، لأن التکفیریین قد فجروا سابقا المساجد فی صنعاء، ومقام العسکریین فی سامراء، والمساجد فی شرق إیران وفی أفغانستان وباکستان، وقتلوا العلماء فی مساجد دمشق، فکل من یسیر على غیر نهج داعش على حد اعتبارهم هو کافر، سواء کان شیعیا أو سنیا أو درزیا أو مسیحیا أو إیزیدیا".
وشدد على أننا عندما "نقاتل داعش والنصرة وننتصر علیهم فی القلمون وجرود عرسال، فإننا لا ننتظر إذنا ولا جزاء ولا شکورا من الذین یتسولون على أبواب السفارات، فنحن نقوم بواجبنا الوطنی والإنسانی والأخلاقی والدینی فی حمایة أهلنا والکرامات والإستقلال، ولا یحق لمن یبیع المواقف على أبواب السفارات أن یتحدث بعد الیوم عن الحریة والسیادة والاستقلال الذی یصنعه أبطال المقاومة وشهداء الجیش اللبنانی الذین انتصروا على داعش والنصرة فی جرود عرسال، ولیس أولئک الذین زوروا التاریخ والحاضر والمستقبل، وباعوا المواقف مقابل حفنة من المال".
ورأى قاووق أن "لبنان الیوم یواجه خطرا حقیقیا فعلیا، ولیس الکلام عن خطر محتمل، فتنظیم داعش موجود فی لبنان وفی جرود عرسال بتسهیل وبحمایة وبدعم من الذین یتسولون المواقف والأموال على أبواب السفارات، ولکن عندما جرب هذا التنظیم وجبهة النصرة کل أشکال الإجرام، واستعملوا کل قوتهم من خلال ارتکابهم جرائم فی الضاحیة الجنوبیة وفی الهرمل والبقاع، وقصفهم للصواریخ على بعض القرى اللبنانیة، واختطافهم وذبحهم للعسکریین اللبنانیین، اکتشفوا أن لبنان فی حصن حصین بمعادلة الجیش والشعب والمقاومة، وأننا فی لبنان صنعنا هزیمتهم، وأنجزنا فی مواجهتهم ما عجز عنه التحالف الدولی فی العراق وسوریا، ونحن سنکمل المعرکة فی جرود عرسال والقلمون".
وشدد على أن ما "حققته المقاومة مع الجیش السوری فی القلمون هو إنجاز عظیم، فهی لن تسمح للتکفیریین بالتقاط الأنفاس، وإنما ستکمل المعرکة لتجهز علیهم جمیعا حتى لا یبقى فی لبنان لا مقرا ولا ممرا لهم، وهذا وعد المقاومة التی تفی دائما بوعودها، متسائلا هل أن الإصرار على التحریض المذهبی من شخصیات معروفة فی قوى 14 آذار ومن وسائل إعلامها یحصن لبنان من الفتنة التی هی مطلب دائم لداعش والنصرة؟"، مشیرا إلى أن "التحریض المذهبی هو أقصر طریق لإشعال نار الفتنة، وهو أبعد ما یکون عن العدل والاعتدال، والإصرار علیه هو خدمة مباشرة للنصرة وداعش وللعصابات التکفیریة التی قتلت ولا تزال تختطف العسکریین اللبنانیین".
وختم قاووق إن الذین "یدعمون ویحامون عن العصابات التکفیریة هم شرکاء فی الدم، وإن الدول والجهات التی تمول وتحمی داعش والنصرة هم شرکاء فی المسؤولیة والجرائم، فهم على خط واحد مع داعش والنصرة، وخارج کل المسؤولیة الوطنیة والأخلاقیة، وعلیهم أن یتهموا أنفسهم، لأنهم یرتکبون أعظم الخطایا الوطنیة".