أکد عضو کتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوی أن "الحرب فی سوریا تشکل أفضل فرصة للعدو الصهیونی لاجتیاح لبنان، ولکن ما یحول بینه وبین اتخاذ قرار بالاجتیاح هو تقدیره أن کلفته ستکون عالیة. سواء على الجبهة الداخلیة الإسرائیلیة، أو على مستوى القتال المیدانی، حیث سیتکبد الجیش الإسرائیلی خسائر فادحة فی سلاح المشاة وسلاح المدرعات".
کلام الموسوی، جاء خلال احتفال تأبینی، أقیم فی حسینیة بلدة عیناثا الجنوبیة، فی حضور عضو کتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الدکتور حسن فضل الله وعدد من رجال الدین والفاعلیات والشخصیات والأهالی.
وقال: "إننا ننعم الیوم بهذه السلامة بفعل الشهداء، وننعم بلبنان مستقر لا تجری فیه مذابح التکفیریین، لأن القرى والبلدات المضحیة، قدمت فلذات الأکباد فی مواجهة الخطر التکفیری فی عقر داره من قبل أن یتمدد إلى لبنان"، مذکرا "وقد حذرنا أن عدم مقاتلة التکفیریین فی عقر دارهم، ستسمح لهم بالتمدد إلى المناطق المجاورة، وهذا ما حصل فی العراق. حیث أنه بین لیلة وضحاها سقطت مناطق بأکملها، ولیس فی الموصل فقط. بل وصلت السکاکین التکفیریة إلى تخوم النجف وکربلاء، حتى اتخذ القرار بمواجهة التکفیریین، وبدأ الشعب العراقی یستنهض نفسه فی مواجهة هؤلاء".
أضاف "إننا لو لم نقاتل التکفیریین فی سوریا، لکنا سنقاتلهم فی الهرمل وبعلبک وزحلة. ومنذ فترة قال لنا أحد النواب الزملاء من الفریق الآخر، إن بین التلال وبین زحلة مسافة 10 دقائق فقط، ولولا وجودنا فی تلک التلال لکان التکفیریون قد وصلوا إلى زحلة، وهذا حال معظم المناطق اللبنانیة، ولذلک حین یقول الجنرال عون إنه لولا تدخل حزب الله فی سوریا، لکان أصاب المسیحیین ما أصابهم فی نینوى والموصل وغیرها"، معتبرا أن عون "یعبر عن الوجدان اللبنانی عامة، وعن الوجدان المسیحی خاصة، سواء اعترف بذلک بعض المسؤولین السیاسیین، أو کابروا لأسباب سیاسیة لا علاقة لها بالواقع"، مؤکدا "نحن نعرف أهلنا فی رأس بعلبک وفی کل القرى، ومنهم من ینتمی سیاسیا إلى خصومنا، ولکنهم حینما یلتقون مع إخواننا یشکرونهم على ما یقومون به، ویقولون إنهم مقصرون معهم، وإنهم تأخروا فی أن یکونوا إلى جانبهم وأمامهم".
وتابع "إننا نحرص على القول، إنه لولا وقفتنا فی سوریا، لما تغیر العالم على نحو ما تغیر علیه الآن. فلقد تجاوزنا المراحل الصعبة بثبات وقوة، وحققنا الانتصارات، ودخلنا إلى مرحلة تکریس الانتصارات سیاسیا ومیدانیا، والآن نحن على بعد قریب من أن نرى الانتصار الذی سعینا إلى تحقیقه".
وأردف "إننا نعرف أن هناک بعض الأشخاص حتى العام 2000، کانت تشک بأن الإسرائیلی سوف ینسحب من لبنان، ولکن اضطر الإسرائیلی للانسحاب، ورأینا النصر بأعیننا، وهناک بعض الأشخاص فی العام 2006، راهنوا على هزیمتنا فی الأسبوع الأول أو الثانی کحد أقصى، ولکننا حققنا الانتصار. والیوم نحن فی طریقنا إلى تکریسه، لیس نحن فی حزب الله أو فی لبنان فحسب بل نحن وجمیع حلفائنا فی المنطقة، وفی کل بلد من بلدانها، بحیث أصبحنا قریبین من النصر".
وقال: "کما یعرف الجمیع، إن أعنف المعارک تدور، حین یجلس المتفاوضون إلى طاولة التفاوض، وإذا صح القول إن هذه المعارک هی التی تسبق تولید التسویات، التی من شأنها تکریس الانتصارات، فلم یعد واردا عند أحد أن یقول إن الحل یکون برحیل الرئیس الأسد، فهذا موضوع تم تجاوزه، والحاصل أن سوریا ستبقى فی موقع المقاومة على الرغم مما بذل من أجل سحبها من هذا الموقع وتهدیم الدولة والمجتمع، فسوریا عائدة إلى موقعها، وهی التی لم تخرج منه أبدا، وعائدة إلى موقع المقاومة والمواجهة للعدوان الصهیونی ضد العرب، وفی کل بلد من بلدان المنطقة".
وإذ أکد "أننا قادرون على تکریس الانتصارات"، رأى أنه "ینبغی على من هنا فی لبنان ممن یقرأ الآفاق السیاسیة، أن یقرأها جیدا، فمن یراهن على هزیمة حلفاء المقاومة فی لبنان هو واهم، وکما سنحقق انتصاراتنا فی المنطقة، سنحقق انتصاراتنا فی لبنان، التی لا تعنی إلغاء الآخر، إنما تؤدی إلى تکریس الشراکة الحقیقیة بین الممثلین الحقیقیین للمکونات السیاسیة الاجتماعیة" معللا "لأن ما یحصل على الأقل من عام 2005 حتى الآن، هو محاولات لم تتوقف من جانب تیار المستقبل، وتستهدف إسقاط الشراکة الحقیقیة من أجل شراکة صوریة إسمیة.
وقال: "بین عامی 2006 و2008، قام تیار المستقبل بتغییب مکون أساسی، ممثلا بحرکة أمل وحزب الله ووزاء یمثلون قطاعا من الرأی العام المسیحی والیوم ومنذ تشکیل هذه الحکومة، ثمة من یعمل على تهمیش التیار الوطنی الحر وإقصائه، وإسقاط حقه فی الشراکة فی صناعة القرار الوطنی، أکان إداریا أم سیاسیا، وکان هناک قرار حرص على تنفیذه تیار المستقبل بأدنى التفاصیل، وهو أن لا یسمح للتیار الوطنی الحر بأن یحقق أی إنجاز حتى لو کان على مستوى موظف بسیط فی الإدارة، فکیف بالاعتراف بحقه فی أن یکون صاحب التسویة فی المواقع الأساسیة، على ما یجری مع المکونات الأخرى، سواء حرکة أمل أو حزب الله أو تیار المستقبل أو ما یمثله رئیس الحزب التقدمی الأستاذ ولید جنبلاط"، سائلا "لماذا هذه الحملة على التیار الوطنی الحر؟ ولماذا هذه الحملة لإخراجه من الشراکة الحقیقیة؟".
أضاف "إننا نعتبر أنه فی ظل الأداء السیاسی الحالی لتیار المستقبل، فلا شراکة مسیحیة حقیقیة فی القرار الوطنی، لأن القوات اللبنانیة خارج الحکومة، فالممثلون فی الحکومة لیسوا على قائمة التمثیل المسیحی، لا سیما من القوات اللبنانیة. فضلا عن أن تکون القائمة التمثیلیة للتیار الوطنی الحر، فما یحدث یعود سببه لعقلیة التفرد والاستفراد، ومن فعل بحرکة أمل وحزب الله ما فعله بین العامین 2006 و2008 واتخذ الآلاف من القرارات، یحاول الآن القیام بالأمر نفسه بمواجهة التیار الوطنی الحر، وهذا لیس فی صالح لبنان، لأن الصیغة اللبنانیة قائمة على التوازن والشراکة".
ورأى أن "محاولة البعض الاستظلال بما یسمى المجتمع الدولی، وموقفه من التیار الوطنی الحر من أجل العمل على إقصائه وإبعاده وتغییبه، هی محاولة فاشلة وغیر مقبولة لأننا نحن لسنا تحت الانتداب الدولی، ولسنا دولة فی حلف الناتو، ولا یمکن لنا بعد تقدیم هذا القدر من الشهداء من أجل تحریر أرضنا والدفاع عن وطننا، أن نقبل من أحد مصادرة قرارنا الوطنی، کما أننا لن نقبل من أحد أن یملی علینا القرار لا من هذه الجهة الدولیة ولا تلک".
وأشار إلى أن "معرکة وادی الحجیر فی العام 2006، هی التی أسقطت مشروع القرار الدولی الذی قدمه الأمیرکی والفرنسی قبل القرار 1701، وهی التی فتحت الطریق إلى القرار 1701، وأسقطت مشروع القوات المتعددة الجنسیات، الذی کان ینص قراره آنذاک على إنشائها وإرسالها إلى لبنان، وسقط مشروع القرار الذی کان یدعو إلى منع شباب حزب الله من العودة إلى الشریط الحدودی، الذین هم أصلا لم یخرجوا منه، وواجهوا المحتل فی کل موقع من المواقع، لا سیما فی هذه البلدة الکریمة والعزیزة".
وقال: "إننا نعتقد أن من حق حلیفنا التیار الوطنی الحر، أن یکون شریکا محترما وحقیقیا فی صناعة القرار فی مجلس الوزراء، فلا یتخیلن أحد أن بإمکانه اتخاذ القرارات رغما عن الشریک المسیحی الأساسی فی هذه الحکومة، الذی هو التیار الوطنی الحر، ولذلک فإن ما یعبر عنه الجنرال میشال عون، هو تعبیر مشروع عن حقه المنتزع منه، ونحن نعتقد أن ثمة جهات وأنظمة عربیة تحاول الابتزاز فی الملف اللبنانی للمقایضة علیه فی ملفات أخرى، سواء فی سوریا أو فی الیمن، ونحن لا نقبل أی ابتزاز، وسنبقى نصر على أن تکون المعادلة اللبنانیة قائمة على الشراکة والتوازن".
وختم "عندما تحدثت عن انتصارنا الحتمی، هو أننا سنتمکن من إقامة دولة حقیقیة فی لبنان، وأن ننهی عهد الدولة التی لم تکن دولة، فما نراه الآن من تخلف لمؤسسات الدولة عن القیام بواجباتها فی حدها الأدنى تجاه المواطن اللبنانی، هو حصیلة سنوات من العمل المنهجی، الذی اشتغل على تجویف الدولة لتقویضها لصالح شرکات خاصة، فصدر عمل الوزارات لصالح هیئة تسلم أعمالها إلى شرکة وشرکتان معروفتان بالإسم، وحتى النفایات منعت الدولة الحقیقیة بواسطة الشرکة الدولة وممثلیها من أن تضع خطة معالجة متکاملة، لأن هناک من یرید إبقاء شرکاته عاملة ولا یرید لهذا الوطن أن یقوم".