أکد رئیس کتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن "من یظن أن انشغالنا بقضایا الدفاع عن الوطن لن یمنعنا من الاهتمام بالقضایا المعیشیة والمطلبیة المحقة للمواطنین، ومن یظن أن انشغالنا فی مواجهة التکفیریین والتجهیز لملاقاة أی حرب عدوانیة یرید أن یفرضها الإسرائیلی علینا فی وقت من الأوقات قد یصرفنا عن هموم شعبنا الداخلیة المعیشیة، التی تضغطه بالکهرباء والنفایات والمیاه والقرارات والقوانین الجائرة والإدارة البیروقراطیة المترهلة التی تسودها السرقات والرشاوى والعفونة، التی تظهر فی کل مکان من موقع وبناء هذه السلطة، هو مخطىء".
وقال خلال احتفال تکریمی أقامه "حزب الله" فی البازوریة فی حضور مسؤول "حزب الله" فی منطقة الجنوب الأولى أحمد صفی الدین: "على الرغم من أننا لا ننزلق إلى زواریب المساجلات الداخلیة، لکننا نهتم بالشؤون الداخلیة على إیقاع اهتمامنا بالشؤون الکبرى، فلا نضیع شیئا عبر الاستغراق فی شیء آخر، ونرید أن تتکامل الصورة والمشهد وأن تتوزع الأدوار، فحین یتصدى من یتصدى فی الداخل لمعالجة هذه الشؤون نحن نواکبه، وحین یحتاج إلى دعم ومساندة سنکون بجانبه، وفی المقابل نتفهم وندعم کل من یرفع صوته ضد إساءات السلطة وتصرفاتها واللامبالاتها من أجل أن یعبر عن إدانته من إهمال هذه السلطة للموضوعات الخدماتیة، وإن کنا لا نتصدى لذلک، إلا أنه وعندما یحتاج التصدی إلى وضع النقاط على الحروف سنکون حاضرین إن شاء الله".
أضاف: "بعض من فی السلطة من الذین یتوهمون بأننا منشغلون فی مواجهة التکفیریین أو الإسرائیلیین ویحاولون استغلال ذلک لیعملوا على تقویض وعزل وکسر وإقصاء حلیف سیاسی لنا فی الساحة، لن نسمح لأحد بکسر أو إقصاء أو عزل حلفائنا فی التیار الوطنی الحر وخصوصا شخص العماد میشال عون، لأن استهدافه لیس لشخصه أو لتیاره، وإنما استهداف لحزب الله ولحرکة أمل، واستهداف لموقفه المشرف الداعم للمقاومة فی تصدیها للعدو الإسرائیلی المدعوم أمیرکیا وخلیجیا فی حرب تموز عام 2006، وسنجبرهم على إعادة النظر فی هذا التوجه، ولقد قالها سماحة الأمین العام السید حسن نصرالله بالفم الملآن: "إذا اقتضى الأمر والشارع أن نکون بجانب هذا الحلیف سنکون، ولکن نحن من یقرر الساحة واللحظة والمکان والزمان".
وتابع: "لا نستطیع أن نغض الطرف عن أداء سلطة أودت بالبلاد إلى دین عام أصبح یقارب السبعین ملیار دولار أمیرکی، فی الوقت الذی ما زال فیه البعض یمعنون فی سرقاتهم وتهریباتهم واحتکارهم للشرکات والمناقصات، ویتصرفون وکأنهم أمراء وحکام هذه البلاد".
وشدد على أن "هذا البلد لا یمکن أن یحکم من جهة أو من فریق، هو لیس لقمة سائغة لشهوة ممعن فی التبعیة والولاء للأجنبی، بل هو ملک أبنائه الشرفاء، ویحتاج إلى تضافر جهود کل أبنائه من کل الاتجاهات وإلى توافق حتى تستقیم السلطة، فإذا خدش فریق من الفرقاء هذا التوافق، سقطت مفاعیل السلطة وکل إجراءاتها، ونحن منذ سنوات قلیلة نعانی من تسلط فریق وهیمنته على مقالید السلطة تحت عنوان الغبن تارة والمظلومیة تارة أخرى، ولکنهم لیسوا هم المغبونون ولا المظلومون، بل هم الغابنون والأساس فی الظلم الواقع على شعبنا".