اعتبر قائد الثورة الاسلامیة ان تعلیق الحظر فقط یتعارض بشکل کامل مع دواعی خوض الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة للمفاوضات لان الهدف من المفاوضات هو رفع الحظر تماما.
ولدى استقباله رئیس واعضاء مجلس خبراء القیادة، الذی اختتم أعمال دورته الثامنة عشرة على مدى یومین، استعرض قائد الثورة النقاط المهمة لبرنامج العمل المشترک الشامل والظروف التی تعقب ذلک.
وقال، اذا ما قبلنا فی المفاوضات النوویة باعطاء بعض الامتیازات فان ذلک کان من اجل رفع الحظر عن البلاد والا فما الداعی من حضورنا فی المفاوضات، فقد کان بامکاننا مواصلة عملنا وان نرفع عدد اجهزة الطرد المرکزی فی فترة قصیرة من 19 الف جهاز الى 50 او 60 الف جهاز للطرد المرکزی وان نواصل التخصیب بمستوى 20 بالمئة ونرفع وتیرة نشاطنا البحثی والتنموی.
واکد قائد الثورة الاسلامیة انه اذا کان من المقرر ان لا یجری رفع الحظر فلا مجال اذا للتعاطی فی هذا المجال ومن هنا یجب ان یجری البت بهذه القضیة.
وخاطب قائد الثورة المسؤولین بالقول: لا تقولوا ان تصریحات الامیرکیین هذة تطلق من اجل اقناع منافسیهم فی الداخل، وبالطبع اننا نؤمن بان الصراع الداخلی فی امیرکا امر حقیقی وانهم یختلفون فیما بینهم ونحن نعرف سبب ذلک ولکن ما یجری الاعلان عنه رسمیا یستلزم الرد واذا لم نرد فان ذلک یعنی اننا نقر اعلان الطرف المقابل.
کما اشار قائد الثورة الى تصریحات ساسة امیرکا القاضیة بتعلیق الحظر، مؤکدا اننا شددنا منذ البدایة على ان یجری رفع الحظر ولیس تعلیقه.
وقال سماحته، اننا کنا نعتقد برفع الحظر بشکل فوری ولکن الاخوان هنا فسروا القضیة بشکل ما ونحن بدورنا لا نعارض ذلک ولکن على کل حال یجب ان یجری رفع الحظر، فاذا کان من المقرر ان یجری تعلیق الحظر فاننا بدورنا سنتخذ الاجراءات التی یجب القیام بها على مستوى التعلیق ولیس على مستوى اجراء اساسی.
واوضح سماحته ان الطرف المقابل یقول ان رفع بعض الوان الحظر لیس بید الادارة الامیرکیة ونحن نقول ارفعوا الحظر الذی بیدکم وبید الدول الاوروبیة .
واعتبر قائد الثورة ان قسما اخر من التصریحات السیئة لساسة امیرکا بانها تصریحات خارجة تماما عن اطار موضوع الاتفاق النووی وقال، ان مسؤولی الادارة الامیرکیة یتحدثون عن ایران على شاکلة البریطانیین فی القرن التاسع عشر وکانهم متاخرین عن رکب العالم قرنین من الزمن فی الوقت الذی تغیرت الدنیا وان القوى الکبرى لم تعد تملک قدرة وجرأة القیام بتلک الاعمال وفی المقابل ایضا تواجه الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة التی تتمتع بقدراتها المعروفة وغیر المعروفة التی ستتکشف حین العمل فایران لیست مثل البلد الفلانی المتخلف حتى یجری التعاطی معها بالشکل الذی یریدون.
وعلق قائد الثورة على واحدة من التصریحات المتغطرسة للامیرکیین بالقول ان المسؤولین الامیرکیین یقولون اننا نتوقع من المسؤولین وحکومة الجمهوریة الاسلامیة ان تقوم بعمل مختلف ! .
واضاف، ان العمل المختلف من وجهة نظرهم هو المختلف مع سجل الجمهوریة الاسلامیة، بان یتم تجاوز القیم الاسلامیة والتخلى عن التمسک بالاحکام الاسلامیة، ولکن مثل هذا الامر لن یتحقق ابدا فلا الحکومة ولا البرلمان ولا المسؤولین یفعلون مثل ذلک ابدا وان من یرید ان یفعل ذلک فان الشعب والجمهوریة الاسلامیة لن یقبلا منه ذلک.
وفی معرض تناوله احد مصادیق توقعات الامیرکیین قال سماحته ان من جملة سیاسات امیرکا فی المنطقة، القضاء على قوات المقاومة بشکل کامل والهیمنة الکاملة على سوریا والعراق ویتوقعون ان تدخل الجمهوریة الاسلامیة هذا الاطار ولکن مثل هذا الامر لن یحدث ابدا.
واشار الى احد التصریحات الاخرى المثیرة للحساسیة لساسة امیرکا وقال انهم یزعمون بان برنامج العمل المشترک الشامل منح الامیرکان فرصا فی داخل ایران وخارجها وفی المنطقة .
وخاطب سماحته المسؤولین فی الحکومة وسائر الاجهزة بالقول مؤکدا انه على المسؤولین فی الحکومة وباقی الاجهزة المختلفة ان لا یسمحوا لامیرکا بان تنتهز هذه الفرصة فی الداخل ابدا کما ینبغی ان نسعى لسحب هذه الفرص من ید امیرکا فی الخارج ایضا لانهم کلما اقتربوا من نیل هذه الفرص فمن المتیقن انهم سیجلبون المزید من المحن والتخلف للشعوب.
واشار قائد الثورة الى تاکید المسؤولین سواء على صعید السیاسة الخارجیة وغیرهم على حظر التفاوض بشکل کامل مع الجانب الامیرکی ما سوى الموضوع النووی وقال ان سبب هذه المعارضة هی توجهات امیرکا التی تقف فی الطرف النقیض مع الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة.
وقال قائد الثورة الاسلامیة: اننی اعتقد وقد ابلغت رئیس الجمهوریة ایضا بانه لیس من المصلحة ان نتجاهل مجلس الشورى الاسلامی فی قضیة دراسة برنامج العمل المشترک الشامل.
واشار قائد الثورة الى المحاولات الواسعة والدعایة المکثفة لجبهة الاستکبار بهدف املاء ادبیاتهم ومصطلحاتهم المزیفة على المسؤولین واصحاب القرار فی الدول وقال: فی ادبیات نظام الهیمنة نجد ان مفاهیم نظیر الارهاب وحقوق الانسان لها معان خاصة، ففی هذه الادبیات لا تعد الهجمات المستمرة على مدى ستة اشهر ضد الشعب الیمنی وقتل الابریاء من ابناء غزة ارهابا کما لا یعد قمع الشعب البحرینی بسبب مطالیبه بامتلاک حق الرای انتهاکا لحقوق الانسان.
وقال سماحته: فی ادبیات نظام الهیمنة یعد الدفاع المشروع للمقاومة فی لبنان وفلسطین ارهابا فیما لا تعد اجراءات الدول المستبدة القریبة فی علاقتها من امیرکا فی المنطقة انتهاکا لحقوق الانسان.
وتابع: فی هذه الادبیات لا یعد ارهابا، اغتیال العلماء النوویین وهو ما اعترف به الصهاینة صراحة تقریبا واقرت بعض الدول الاوروبیة بدورها فی دعم هذه الاغتیالات.
واکد ان تزییف مثل هذه المفاهیم والتوقع من الجمیع ان یتحدثوا فی اطار هذه الادبیات هی واحدة من المؤشرات البارزة للاستکبار وقال: فی المقابل نجد الجمهوریة الاسلامیة التی تمتلک منظومة فکریة اسلامیة مازالت تتمتع بجاذبیة ونضارة بالعالم بعد مضی سنوات طویلة.
واستعرض قائد الثورة تفاصیل منظومة الفکر الاسلامی قائلا "ان رفض الظلم والاستکبار والاستبداد واعتماد العزة الوطنیة والاسلامیة والاستقلال الفکری والسیاسی والاقتصادی هی من اجزاء هذه المنظومه الفکریة ولاسیما اهمیة الاستقلال ودوره فی الثقة بالنفس وتقدم ای شعب" مردفا القول "ان الاستقلال جزء من الحریة، لذا فان من یرفضون الاستقلال هم فی الواقع یرفضون الحریة".
واعتبر قائد الثورة شعار "الاستقلال والحریة وجمهوریة اسلامیة" بانه یتضمن العلاقة المنطقیة لهذه المفاهیم الثلاث وقال ان الاستقلال الشامل والحریة الفکریة والعملیة هما ضمن المنظومة الفکریة الاسلامیة واسس الجمهوریة الاسلامیة وان مثل هذا النظام الفکری یمهد الارضیة للثقة بالنفس والحرکة المتنامیة نحو الامام لکل شعب.
واعتبر سماحته نهج الحیاة الاسلامیة والحداثة والتلاحم الوطنی بانها من باقی اجزاء المنظومة الفکریة الاسلامیة وقال ان الشعب الایرانی طیلة 36 عاما الماضیة وبسبب حرکته فی اطار هذه المنظومة الفکریة استطاع تحقیق تقدم کبیر رغم العقبات الجمة.
واوضح ان الافق الذی یتطلع الیه النظام الاسلامی هو بناء ایران متقدم من الناحیة العلمیة والصناعیة بنفوس تصل الى 150 او 200 ملیون نسمة ویتمتع بالقضایا الروحیة والمعنویة بعیدا عن الهیمنة.
وقال ان بلوغ الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة هذه المکانة یعد باهضا جدا لجبهة الاستکبار وما جمیع المؤامرات والمحاولات لمواجهة الجمهوریة الاسلامیة فی ایران الا للحیلولة دون بناء مثل هذا المستقبل.
واکد سماحته ان ظهور مثل هذه الدولة الاسلامیة سیکون مقدمة لزوال الاستبکار والکفر واضاف انه یجب على الشعب الایرانی لاسیما الشباب وعلماء الدین والمفکرین الجامعیین ان یتحرکوا فی اطار المنظومة الفکریة الاسلامیة وان یبدی الجمیع بمن فیهم المسؤولین الحساسیة والیقظة ازاء مخططات الاعداء ومؤامراته .
واکد قائد الثورة انه لا ینبغی ان ننخدع بابتسامة العدو او احیانا بمساعدته القصیرة الامد او فی موضوع خاص بل یجب ان نعرف دوما کنه مخططاتة ومؤامراته.
واکد قائد الثورة من جدید ان العدو والاستکبار العالمی لیس موضوعا وهمیا بل حقیقة قائمة وان اکبر مصادیقه الادارة الامیرکیة والشرکات والکارتلات الاقتصادیة الصهیونیة التی تدعمها.
واشار سماحته الی نقاشات الایام الاخیرة حول دور مجلس الشوری الاسلامی فی دراسة خطة العمل المشترک الشاملة قائلا ان الابعاد الحقوقیة والقانونیة لهذا الموضوع یجب ان تدرس علی ید خبراء القانون لکن من وجهة النظر العامة، ارى وقد اخبرت رئیس الجمهوریة بذلک بانه لیس من المصلحة ان یتم تجاهل مجلس الشوری الاسلامی فیما یخص دراسة هذه الخطة.
وشدد سماحته على ضرورة ان یتدخل المجلس فی دراسة خطة العمل المشترک الشاملة وقال فی الوقت ذاته: انی لا اقدم ای رؤیة معینة الى المجلس فیما یخص کیفیة دراسة الخطة ورفضها او التصدیق علیها، وممثلو الشعب هم من یجب ان یتخذوا القرار بهذا الشان.
وفی جانب اخر من تصریحاته اعتبر سماحته مجلس الخبراء بانه المظهر الکامل للسیادة الشعبیة الاسلامیة ومدعاة لهدوء واستقرار المجتمع وضمن توصیته الاکیدة لجمیع المسؤولی للتحرک والسعی فی اطار منظومة الفکر الاسلامی والحذر من الانصهار فی ادبیات نظام السلطة شدد قائد الثورة على ان االمهمة الاساسیة لعلماء الدین والمفکرین الجامعیین والمسؤولین الیوم هو ابداء الحساسیة ازاء مخططات الاعداء ومعرفتها ورسم مستقبل البلاد الوضاء والمفعم بالامل والتقدم فی اطار معالم منظومة الفکر الاسلامی والاستفادة من قابلیات وقدرات الشباب وطاقات البلاد الواسعة.