واصل العلامة السید علی فضل الله زیارته للملکة العربیة السعودیة، على رأس وفد بعثة مؤسسات المرجع الراحل السید محمد حسین فضل الله، لأداء فریضة الحج، حیث استقبل وفودا من الحجاج القادمین من الولایات المتحدة، ووفدا آخر من الحجاج اللبنانیین القادمین من أوسترالیا.
وتحدث أمام الوفود عن معانی الحج والوفادة إلى الله، مؤکدا أن "الحج یمثل موسم الانفتاح على الله، من خلال المعانی الکبرى التی یحملها، حیث یخرج الإنسان فی ختام هذا الموسم وقد امتلأ قلبه حبا لله وللناس، وقرر أن یرکز حیاته على قواعد الخیر وهجران الشر".
وأضاف: "علینا أن نستفید من موسم الحج فی کل ما یفتح قلوبنا على بعضنا البعض، وما یجعل من هذا الاجتماع الإسلامی اجتماعا فاعلا، لجهة حمایة الوحدة بین المسلمین، والعمل على تعزیزها، وخصوصا فی هذه المرحلة، التی نشعر فیها بأن هذه الوحدة لا تزال مهددة بفعل الفتن المتنقلة التی تضرب بلاد المسلمین، وبفعل النزاعات التی تمتد على طول المنطقة العربیة والإسلامیة وعرضها، وخصوصا فی سوریا والعراق والیمن".
وأشار إلى أن "هذه المرحلة هی مرحلة صناعة الفتن والاستمرار فی الحروب هنا وهناک، حیث لا وجود لقرار دولی بوقف الفتن والحروب، وإن کانت شرارات هذه الفتن قد بدأت تصیب الدول الغربیة، التی تفکر فی هذه الأیام فی کیفیة إدارة هذه الحروب، لا فی إنهائها، والعمل لمنع ملف اللاجئین من التأثیر فی المجتمعات الغربیة، ولذلک، فإننا نلمح تعاملا کارثیا مع اللاجئین، فی الوقت الذی نستمع إلى کلمات معسولة من هذه الدولة وتلک حول هذا الملف".
وشدد على أن "یکون المسلمون والعرب فی بلاد الاغتراب ضیوفا طیبین، وأن یقدموا الدلیل للشعوب الغربیة على انفتاحهم وتعایشهم وسماحتهم واندماجهم الإنسانی والحضاری، لیقطعوا الطریق على کل ما یشوه صورة الإسلام، من خلال صور الفظائع التی تنتجها الفتن فی مناطقنا، ولیؤکدوا أن من یمارس أعمال القتل والتکفیر إنما هی فئة لا تعرف من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه".