قال إمام جمعة بغداد السید رسول الیاسری فی خطبة الجمعة التی القها فی جامع الرحمن فی بغداد أن " الهجرة حظیت بأهمیة خاصة فی القران والروایات والمراد من الهجرة هو الانتقال والحرکة من نقطة إلى نقطة أخرى لینجو الانسان بدینه ویحفظ عقائده ویتمکن من القیام بوظائفه وتکالیفه الالهیة وطقوسه الاسلامیة بحریة واطمئنان لا الهجرة من أجل المال وکسب المقام والجاه والشهرة".
واضاف ان" الهجرة تکون لأجل الأمور التالیة کإنقاذ حریة وشرف الفرد على طریق الأیمان والحصول على امکانیات جدیدة وظروف مساعدة خارج محیطه الاجتماعی والسیاسی الظالم للنضال ضد هذا المحیط وکذلک اشاعة وترویج الفکر والعقیدة فی بقاع ومجتمعات أخرى لاداء رسالة انسانیة عالمیة یلتزم بها کل مسلم ویتحمل مسؤولیتها امام البشریة لتوعیتها وتحریرها وإسعادها".
وبین السید الیاسری إن "بعض الجهات السیاسیة فی العراق علقت على حالة ترک الوطن بطریقة ملفتة للنظر ومثیرة للعجب فمنهم من قال بان ما یجری هو مؤامرة من قبل جهات اقلیمیة ودولیة وکأنه أبلغنا عن شیء لم نکن نعلمه ولعب دور المحلل السیاسی ونسی إن من واجبه العمل السیاسی من خلال وضع المعالجات لأی ظاهرة غیر صحیحة ومحاسبة المسببین لها وأظهر نفسه مظهر الراعی الحریص وکأنه لیس ممن ینفذ هذه المخططات من خلال أتعاب المجتمع ومن خلال قتل الروح الوطنیة لدى أبناء البلد بأیجاد المشاکل والمعوقات وتغییب الوعی".
واردف السید الیاسری "خرج طرف سیاسی آخر یقول إن الشعب معذور وان اختیارهم ترک البلاد هو الحل الصحیح فان هذا الحل خیر من البقاء فی بلد یسوده التخلف والصراعات کی یتمکن من التطور ویصل إلى حالة التحضر والثقافة ونحن فی معرض الرد علیه، قائلین له یا صاحب العقل الکبیر انت جزء من العملیة السیاسیة وهذا الکلام ادانة لک".
وتساءل السید الیاسری "ماذا قدمتم للنخب التی تعیش فی خارج البلاد وقد دعتکم المرجعیة بعد زوال الطاغیة بتوفیر المناخ المناسب کتحسین الوضع الأمنی المقلق لتلک الشریحة او توفیر مساحات فی العمل الحکومی لما یتمتعون به من خبرات کی یساهموا بتقدم البلد ویساهموا بجعل البلد یواکب العالم".
واشار الى "أذا کان ترک البلاد یمنح أولئک الوعی والتحضر والتقدم فلماذا لم یحظى هؤلاء الذین فی السلطة على هذه الامور علمنا أن الکثیر منهم کانوا خارج البلد ثم من قال إن الحل یکمن بترک البلاد للسراق والفاسدین والفاشلین بل الحل یکون بالمرابطة والمثابرة بتغییر هؤلاء من خلال الانتخابات باختیار من یرید خدمة هذا الشعب ولدیه اهلیة ذلک وعدم السکوت عن أی تقصیر یحصل ومن ای جهة کانت".
وطالب السید الیاسری ان "من منطلق المسؤولیة ندعو الجهات المختصة لدراسة ظاهرة ترک البلاد ومعالجة أسبابها بشکل عاجل ومعاقبة المتسببین والمشجعین علیها کما نوجه شکرنا لکل من یحاول بث روح الأمل فی نفوس العراقیین وبالخصوص المرجعیة الدینیة".