رأى العلامة الشیخ عفیف النابلسی فی خطبة عید الأضحى من مجمع السیدة الزهراء فی صیدا أن "العید یطل والعالم الاسلامی یموج بالفتن بدلا من أن یکون واحة للایمان والسلام والتوحید والبصیرة، العید الذی یریده الله فرصة للتسامح والاعتصام والمودة والاخوة لتکون البشریة مستحقة للنعم الالهیة، ویریده فرصة لکسر صنم الأهواء والکبر والشهوات على المستوى النفسی والسیاسی والاقتصادی، فرصة لتکسیر الاستکبار بقوة الایمان وذلک عندما ینطلق الخیر من أعماق الفطرة ومن المنبع الفیاض للقلب الذی یمنح الحیاة عزة وکرامة".
وقال: "على المسلمین أن یدرکوا نعمة العید ویضعوا نصب أعینهم الواجبات والمسؤولیات الملقاة علیهم، وعلینا أن نستعید کلام الإمام الخمینی عندما قال: "إن کل مصائبنا هی من أمریکا". أمریکا التی تزرع بذور الفتنة بین المسلمین تحت لافتة الصراعات الدینیة وتعمق الخلافات بین الأمم والشعوب تحت لافتة الصراعات الحضاریة. ولا ننسى الکیان الصهیونی الذی یعمل فی اللیل والنهار لتهوید القدس وإسقاط حق الشعب الفلسطینی بأرضه. إن القضیة الفلسطینیة یجب أن تبقى قضیة المسلمین الأولى وهذا الأمر یجب أن یکون أولویة لدى کل مسلم وشریف".
أضاف: "فی لبنان، تسعى الطغمة الفاسدة إلى إفقار الشعب وإذلاله وتجویعه عبر اقتسام المغانم التی هی حق الشعب کله بطریقة غیر مشروعة حتى وصلنا إلى مرحلة ما عاد الشعب قادرا على الاحتمال والصبر، فنزل إلى الشارع لیهدد کل الطبقة الحاکمة التی تعرت وانکشفت وما عاد أحد یثق بتصرفاتها، ولکن الحق یقال إن النزول إلى الشارع لوحده لا یکفی لتغییر بنیة النظام القائمة على المحاصصة الطائفیة، إذ لا بد من إصلاحات سیاسیة ودستوریة بدءا من قانون جدید للانتخابات النیابیة إلى قانون اللامرکزیة الإداریة إلى غیرها من القوانین الضروریة التی عبرها یمکن إنتاج واقع جدید یجعل هذا الوطن وطنا للبنانیین لا للزعامات".
وتابع: "فی محیطنا اجتمعت دول کثیرة ضد سوریا لسبب وحید هو أن سوریا بقیت على موقفها الثابت من القضیة الفلسطینیة ومساندة الشعب الفلسطینی ودعم المقاومة، ولیس ما جرى من إرهاب منظم خلال السنوات الماضیة أی علاقة بحریة ودیموقراطیة وإصلاحات سیاسیة وهذا الأمر کان معروفا وواضحا منذ البدایة، وإنما لأن سوریا رفضت الشروط الامریکیة الصهیونیة. ومع کل ما حصل سیبزغ فجر الانتصار. نحن لسنا متوهمین بل واقعیین ومن خلال المعطیات التی نراها على الأرض لن یکون الرئیس بشار الأسد إلا منتصرا ولن یکون الشعب السوری الأصیل إلا منتصرا بإذن الله".
وختم: "أما فی الیمن فالأیام المقبلة ستثبت أن النصر سیکون حلیف الیمنیین المؤمنین بحقهم ودورهم".