اکد نائب الأمین العام ل"حزب الله" الشیخ نعیم قاسم فی حفل تخریج طلاب معهد الرسول الجامعی، ان "حزب الله یعمل من أجل الإنسان ومن أجل المستقبل والأجیال، وبالتالی عندما یقاتل (إسرائیل) إنما یقاتلها لأنها معتدیة ولأنها ترید أن تسلب حق الإنسان فی بلدنا وفی منطقتنا".
اضاف: "حزب الله یحاول أن یعید الحق إلى نصابه، یحاول أن یعید الکرامة والمعنویات والعزة، والحمد لله تعالى تقدمنا خطوات کثیرة فی هذا المجال، واستطعنا أن نقدم نموذجا رائدا ورائعا، وأنتم تعلمون أننا لا نقصر فی خدمة الناس حیث نستطیع ذلک، ولکن بطبیعة الحال نحن لسنا بدیلا عن الدولة، وعلى الدولة أن تتحمل مسؤولیاتها الکاملة فنحن نسد الثغرات ونساعد ونقدم بعض ما یمکننا أن نقدمه وهذا الذی نقدمه هو الذی حمى الساحة من کثیر من التداعیات التی کان یمکن أن تحصل".
وتابع: "نحن نلاحظ الیوم التمادی الإسرائیلی فی الاعتداء على الأقصى، والسبب المرکزی لهذا الاعتداء المتکرر هو انصراف العرب والمسلمین إلى قضایا جانبیة أو إلى مشاکل أوجدتها (إسرائیل)، ولو جعل هؤلاء أولویتهم قتال (إسرائیل) وتحریر فلسطین والقدس لما تجرأ أحد علینا أو أن یتصرف بهذه الطلاقة. فی کل الأحوال یجب أن نصرخ ونرفع أصواتنا، یجب أن ننتقد وندین (إسرائیل) المعتدیة والمجرمة التی تنتهک الحرمات والمقدسات وتعتدی على الناس أطفالا وشیوخا ونساء لیسمع العالم المستکبر المتواطئ مع (إسرائیل)، والذی یغطی (إسرائیل) ویشارکها فی جرائمها. یجب أن یسجل التاریخ أن أصواتا خرجت من کل مکان، وفی الحد الأدنى هذه الأصوات إن لم تغیر فهی تحرک وتضع المسؤولیة على من یجب أن یتحملوها، هذا فضلا عن الدعم الذی یجب أن یعطى للشرفاء الفلسطینیین الذین یواجهون بأجسادهم وحجارتهم هذا العدوان الغاشم".
واعتبر ان "سوریا الیوم فی مرحلة جدیدة، فی مرحلة إنهاء کامل المشروع المعادی لمصلحة مشروع جدید دعامته الرئیس بشار الأسد، ولیکن واضحا: لولا الرئیس السوری بشار الأسد والجیش السوری والشعب السوری وهذا التماسک والصبر والقتال والإلتفاف والصمود لما استطاعت سوریا أن تواجه هذه الحملة الکونیة الآثمة التی استمرت لخمس سنوات تقریبا، نعم نحن ساعدنا سوریا، ولکن هل کانت المساعدة لتنفع لولا أنهم أهل لذلک؟ ولولا أنهم وقفوا أساسا لاستعادة الدور والمکانة لسوریا؟ هم الأساس. الیوم یقر العالم بشرقه وغربه أن الحلول فی سوریا لا یمکن أن تتم إلا مع الرئیس بشار الأسد، هذا الاعتراف لیس مکرمة لهم إنما هو اعتراف المهزوم، واعتراف الذی لا یستطیع أن یصنع شیئا فی سوریا من دون قیادتها وشعبها وجیشها الذین صمدوا وقاتلوا، حتى عندما تدخلت روسیا الآن بشکل ممیز بسلاحها وإمکاناتها إنما تدخل لأن هناک من وقف على قدمیه، ومن أجل أن تواجه العبث الدولی وخطر داعش الذی هو خطر على الجمیع من دون استثناء".
وقال: "نعم أصبح واضحا: سوریا عصیة على السقوط، سوریا المقاومة باقیة، وعلینا جمیعا أن نبقى إلى جانبها لأن نجاح سوریا من نجاح مشروع المقاومة، هذا المشروع المتکامل الذی تتضافر جهوده وإمکاناته لمصلحة المستقبل. لا یریدون انتخاب رئیس قوی للبنان لأنهم لا یریدون دولة قویة تلتزم الدستور وتحاسب وتسیر وفق الضوابط والقوانین وتسأل وتقبل المساءلة، لا یریدون رئیسا قویا لأنهم یتأملون اللعب من خلال الرئیس الذی لا لون له ولا طعم ولا رائحة لینسحق أمام مشاریعهم الإقلیمیة والدولیة على حساب لبنان ودولة لبنان، أما نحن فنجاهر بأننا نرید الرئیس القوی لأننا نرید الدولة القویة، لأننا نرید بناء لبنان على أسس متینة، لأننا نرید أن نتخلص من هذا الاصطفاف الطائفی الذی یحمی الفاسدین والمفسدین والمرتکبین، ونتحداهم بأن یقبلوا بناء الدولة القویة لأن دعامتها الرئیس القوی".
اضاف: "الأمر الآخر هم لا یریدون الانتخابات عن طریق النسبیة، ویجاهرون بأن عدم موافقتهم علیها أنهم یخسرون، یعنی أنکم تریدون نظاما یأتی بکم تزویرا بإرادة ما وخلافا لما یریده الناس لتتربعوا على عرش صنعتموه فی غفلة من الزمن لتتحکموا برقاب البلاد والعباد وتغطوا الفساد والمفسدین. ألیست الانتخابات أصلا هی لتمثیل الناس؟ الاعتراض هو بما أن السلاح موجود لا نقبل الانتخابات النسبیة، فکیف قبلت الانتخابات بالأکثریة والسلاح موجود؟ مع ذلک هذه الحجج لا معنى لها وإنما یطرحها البعض من أجل أن یقول بأنه تکلم فقط، نحن ندعو إلى الانتخابات النسبیة من أجل أن یمثل الناس جمیع الناس سواء نقصت حصتنا أو زادت أو نقصت حصص الآخرین أو زادت، ما یهمنا أن یشعر الناس جمیعا أنهم ممثلون فی المجلس النیابی ولا حل إلا بالانتخابات على قاعدة النسبیة".
وختم: "أدعو جماعة 14 آذار إلى إعادة النظر بخیاراتهم السیاسیة، وأقول لهم: لقد ملأتم سجلکم أخطاء ولا زلتم تتابعونها، توقفوا قلیلا واملکوا الجرأة لأن تعیدوا النظر فی مساراتکم التی أدت إلى هذا الفشل فی داخل لبنان وفی الخیارات السیاسیة وحتى فی النظر إلى القضایا الإقلیمیة المختلفة. آمل أن یتعظوا وإن کان عندی یأس من هذا الأمر لأن المأمور إقلیمیا ودولیا یصعب علیه أن یأخذ قرارا جریئا إلا إذا تحرر من هذا الإنتماء والتحرر یحتاج إلى أبطال، آمل أن یفکروا بأن یکونوا أبطالا عندها نلاقیهم فی کل شیء".