أشار الناشط القرآنی العراقی ومدیر مؤسسة دارالقرآن الکریم بالکوفة ورئیس مؤسسة «الحکمة» الثقافیة بالنجف الأشرف، «السید حمزة الموسوی الکوفی» إلى استشهاد عدد من أعضاء الوفد القرآنی الایرانی الی حج هذا العام فی حادث تدافع الحجاج فی منی، قائلا ان "هذه الدیار هی نعم الدیار وهذا هو محتسب عنده تبارک وتعالی وان شاء الله هؤلاء الی خیر لأنهم ذهبوا فی شعیرة مقدسة عند الله تبارک وتعالی".
وأضاف السید حمزة الموسوی الکوفی أنه "لکننا نقول ان ما حصل لا یمکن ان نقول أن یکون حادثاً عفویاً إنما هو حادث مقصود ضد اتباع اهل البیت (ع) ولا یمکن أن تمر هکذا أمور أدراج الریاح وبدون حساب وبدون تحمیل للسلطات السعودیة المسئولیة تجاه هکذا حوادث أخذت تتکرر فی الفترة الأخیرة".
وحول دور المؤسات القرآنیة والمنظمات الإسلامیة فیما یخص الرد علی هذا الحادث، قال انه "لا بد أن یکون أمن الحجاج تحت رعایة منظمة التعاون الإسلامی حتی تکون هی الجهة الراعیة والجهة المشرفة علی مناسک الحج وتؤخذ الصلاحیات من الحکومة السعودیة لأننی اعتقد ان القوات المشرفة علی مناسک الحج لیست بقوات سعودیة ولا قوات اسلامیة وإنما هی قوات أمنیة مستوردة من هنا وهناک وهذا ما یعکسه التصرف غیر اللائق الذی حصل مع الحجاج الضحایا عندما جاءت الشاحنات وأخذت تجرف الجثث ولا تفرق بین حی بینهم فیه رمق من الحیاة وبین من استشهد بسبب هذا الحادث الألیم".
وفیما یخص التناقض فی الإعلان عن عدد الضحایا علی لسان المسؤولین السعودیین، أوضح رئیس مؤسسة «الحکمة» الثقافیة بالنجف الأشرف ان "هذا التناقض لیس بجدید علی السلطات السعودیة".
وأردف موضحاً أنهم "من جهة یصرحون بوجود ضحایا ومن جهة لا یسلطون الضوء علی جسامة هذا العمل ووحشیته وتقصیرهم وإهمالهم وإنما یسلطون الضوء علی فرق الإنقاذ وانها جاءت و أدت الواجب وأدت ما یلزم وکأن هذه منقذة لهم والحال ان الحادث یندرج فی تقصیراتهم وإهمالهم ومن المفروض ان یسلط الضوء علی هذا الجانب لا ان یسلط الضوء علی فرق الإغاثة والإنقاذ التی جاءت بعد ذلک".
وإستطرد قائلاً إنه "کأن المطلوب من الإعلام ان یعکس نجاح فرق الإنقاذ لا أن یعکس إهمال سلطات المسؤولة عن تنظیم الحج".
وحول إتهام بعض الجهات لإیران علی انها ترید تسییس حادث منی أکد ان "هذا الکلام للإستهلاک المحلی وکلام لذر الرماد فی العیون لأنه لا مصلحة لإیران فی أن تتبع هکذا أمور وان تکون وراء هکذا أحداث إنما ایران ومن خلال مسیرتها الطویلة فی الجمهوریة الإسلامیة حرصت علی علاقات طیبة مع کل دول الجوار والدول العربیة والإسلامیة ولکن کل ما حصلت مشکلة رمت السلطات السعودیة بمسؤولیتها علی الجمهوریة الإسلامیة وانها ترید القاء الفتنة وانا اقول بالعکس لربما حکومة آل سعود ترید ان تزج ایران بفتنة فی المنطقة وترید ان الحکومة الإیرانیة ینفد صبرها وترتکب عملاً إنفعالیاً حتی تنتقم منها لأن هناک عداء تأریخی بین الحکومتین وتکررت هذه الأعمال الإجرامیة بین الحجاج علی أیام الإمام الخمینی عندما حصلت أعمال ضد الحجاج الإیرانیین وحتی ان السید الامام فی وصیته ذکر انه لا یمکن ان ننسی هذه الأعمال من قبل آل سعود".
وفی معرض حدیثه عن الرأی العام العراقی ووفاة عدد من الحجاج فی حادث منی قال ان "الشعب العراقی متضامن مع کل المسلمین بصورة عامة ومع أتباع أهل البیت(ع) بصورة خاصة و ینظر الی الحجاج المسلمین کل لا یتجزأ وبالأخص من أتباع أهل البیت(ع) ولهذا فإن ألم المسلمین فیه ألم للعراقیین وفیه ألم إخواننا من الجمهوریة الإسلامیة ألم لنا جمیعاً وهذا ما ینظر الیه الشارع العراقی وهو الذی یحمل کل الدول الإسلامیة مسؤولیة الضغط علی الإدارة السعودیة بأن تعطی مسألة أمن الحجاج الى منظمة التعاون الإسلامی.