05 October 2015 - 16:27
رمز الخبر: 11173
پ
رساـ أنعقد مؤتمر الخطباء والمبلغین فی الدول الاسکندنافیة ، برعایة ممثل المرجعیة الدینیة فی أوروبا ، السید مرتضى الکشمیری وبحضور نخبة من الخطباء والمبلغین من مختلف الدول الاسکندنافیة ، أمس الأحد، فی بنایة مؤسسة الامام المنتظر (عج)فی السوید.
السيد الكشميري


ألقى ممثل المرجعیة الدینیة فی أروبا السید مرتضى الکشمیری کلمة خلال حفل مؤتمر الخطباء والمبلغین أکد فیها على أهمیة المنبر الدینی ودوره فی بناء الإنسان والمجتمع.


والیکم نص هذه الکلمة:


قال الله تعالى: ((وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِی مِنَ الْمُسْلِمِینَ))


نحن الان على ابواب شهر محرم الحرام، الموسم الذی تتعطش الیه النفوس المؤمنة بلهفة وحرارة فی کل عام، رغم ما یحمله من مصائب واحزان جرت على اهل بیت الرسالة (ع) فی کربلاء یوم عاشوراء، ولکنهم یرون هذا الموسم هو القناة النقیة التی یتربون من خلالها هم وابناؤهم على الثقافة الاسلامیة الحقة، والاخلاق الرفیعة والتربیة الصالحة، وذلک بما یقدمه لهم خطباء المنبر الحسینی من محاضرات قیمة تحصنهم من الامراض المستوردة والعادات الفاسدة، لما یتمتعون به من علم ومعرفة وبصیرة بامور الوعظ والارشاد والتبلیغ، اخذین بنظر الاعتبار المبادئ التالیة :


1- ان یکون رائدهم الاخلاص لوجهه تعالى وهدایة الناس الى الطریق المستقیم، وترسیخ ولاء اهل البیت (ع) ومحبتهم فی نفوسهم، لانهم (ع) العروة الوثقى التی من تعلق بها اهتدى ونجا، قال (ص) (یا عمار ان رایت علیا سلک وادیا وسلک الناس کلهم وادیا فاسلک مع على فانه لن یدلیک فی ردى ولن یخرجک من هدى).


وان یشعروهم بأهمیة الولایة التی ترفع من معنویاتهم ومستواهم الثقافی والنفسی والاخلاقی، الى جانب ترکیزهم على الامور العقائدیة والتاریخیة، مستندین فی توضیح ذلک بالایات والاحادیث الواردة فی حقهم. وقد راینا اثر هذا المعنى واضحا وجلیا لمن التزم بخطهم ونهجهم، والیه الاشارة بقول المعصوم (ع) فی زیارة الجامعة (وجعل صلاتنا علیکم وما خصنا به من ولایتکم طیباً لخلقنا وطهارة لأنفسنا وتزکیة لنا وکفارة لذنوبنا).


قل ابن ابی الحدید المعتزلی بعد ما افاض من اخلاق امیر المؤمنین (ع) (وقد بقی هذا الخلق متوارثا متناقلا فی محبیه وأولیائه إلى الآن ....).


فعلى الخطباء ان یحثوا المؤمنین على شکر الباری لنعمة الولایة علیهم فی الدین والدنیا، والاستجابة لأمره سبحانه وتعالى والخضوع لحکمه والوقوف عند حدوده والتزام طاعته فی اداء الفرائض واجتناب المحرمات.


وان یحثوا على توحید الصف وجمع الکلمة وبذر الطیبة منها فی کل مکان وزمان، فانها تنبت المحبة فی القلب، لان قولک لاخیک المسلم انی احبک تنبت المحبة فی قلبه ان کان حرا.


وان تکونوا دعاة للناس بغیر السنتکم بان تکون اعمالکم وتصرفاتکم مطابقة لما تدعون الیه (ومعلم الناس اولى بتعلیم نفسه).


وعلى الخطباءان  ینقلوا محاسن کلمات الائمة (ع) المؤثرة فی القلوب، کخطب الامام علی (ع) وکلماته القصار، او الروایات الواردة فی (تحف العقول) و(جامع السعادات) مما صح سنده ومضمونه، والاحادیث التی تؤکد على محاسبة النفس لتهذیبها وتزکیتها، معتمدین على الاحادیث الواردة فی ما جاء فی (وسائل الشیعة – باب الجهاد)، الى غیر ذلک من الکتب المعتبرة بشرط توضیح مضامین احادیثها بشکل مبسط، فان عموم الناس لیست لدیهم القدرة الکافیة على فهم کلام المعصوم (ع) مالم یوضح بالشکل الکافی.


ومن الامور الهامة الاهتمام بالشباب اکثر واکثر، وتوعیتهم وعقد جلسات خاصة بهم لتعلیمهم اصول الاسلام وعقائده واحکامه وادابه واخلاقه وتعریفهم بسیرة النبی (ص) والعترة الطاهرة (ع) من اهل بیته، والاجابة على مختلف اسألتهم التی تجول فی خاطرهم وذلک بسعة صدر ولطف لیتقربوا الى الاسلام ویحبوه، لان وسائل الاعداء ومکائدهم هذا الیوم کثیرة ومتنوعة لحرف الشباب عن دینهم وعقیدتهم واخلاقهم.


وتشجیع الشباب على اقامة النشاطات والفعالیات الدینیة والثقافیة والاجتماعیة فی سبیل احیاء امر اهل البیت (ع) بصورة حضاریة، عملا بقوله (ع) (أحیوا أمرنا ، فرحم الله من أحیى أمرنا).


وربط الامة بالمرجعیة کونها القیادة النائبة عن المعصوم (ع) فی زمان الغیبة وانها صمام الامان للشیعة والتشیع بل لعموم المسلمین وغیرهم من باقی الطوائف والادیان والقومیات، لانها الحریصة والشفیقة علیهم والمتألمة لألمهم والمتأثرة لمصائبهم والساعیة لحل مشاکلهم وقضایاهم، ولولا وجودها المبارک لقضی على التشیع ومقدساته. مضافا الى هذا رأیناها کیف تتواضع للجمیع وتخاطبهم بلسان المحبة والود (انا خادم اهل البیت (ع) والمؤمنین).


 بتوجیهات المرجعیة ومثالیة التشیع، اصبح للشیعة فی الغرب مکانة مرموقة، یوصفون بحمد الله بعدم العنف وعدم التعدی على حقوق الاخرین، ولا ننسى دور علماء النجف الاشرف فی هذه التوجیهات، فیلزم بیان ذلک لهم لیعرفوا دور علمائهم وقادتهم وانهم یفنون انفسهم من اجل حیاتهم وبقائهم.


حث الناس على تطبیق القوانین المعمول بها فی الغرب وغیره (فیما لا یکون منافیا للشریعة المقدسة)، لما فیها من الحفاظ على الارواح والممتلکات ورعایة المصلحة العامة لعموم بنی الانسان.


ولابد من توعیة الناس اجتماعیا وسیاسیا حتى یعرفوا الامور التی یجب علیهم فعلها لمعاشرة العامة من الناس، ودعوتهم الى قراءة الکتب المعتمدة من احادیث الائمة (ع) والاطلاع على تاریخ العلماء والحکماء والعظماء، لما فیها من العضات والعبر التی تنفعهم فی دنیاهم ودینهم وتقوی رصیدهم بالمجتمع عندما یبدون للاخرین مشورة او نصیحة.


 تنبیه المؤمنین واخبارهم بأن اعمالنا وافعالنا هی موضع علم الله ورقابته، وان ولی الله الاعظم (عج) یطلع علیها، فما کان موافقا لمرضاة الله سرّه، وما کان مخالفا احزنه وتألم منه، وهو معنى قوله تعالى ((وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَیَرَى اللّهُ عَمَلَکُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ))، والشعور بهذه الرقابة مؤثر فی انجاز العمل وفق ما یحب المولى سبحانه، ودافعا الى رقی المستویات الدنیویة والاخرویة والتنافس على طاعة الله وکسب رضوانه.


التأکید على مصائب اهل البیت (ع)، فان مناسبة عاشوراء مهمة لجمیع المسلمین والشیعة خاصة، ولابد من ذکر مصائبهم وبیان مظلومیتهم وتعظیم شعائرهم على النحو المناسب الذی یؤثر فی العواطف تاثیرا کبیرا، على خلاف من یقول بتقلیل الجانب العاطفی بشرط ان لا یکون مشوها لسمعة المذهب والعقیدة ومنفرا للاخرین.


تخصیص جزء من المجلس لبیان الاحکام الشرعیة عامة الابتلاء سواء فی ابواب العبادات او المعاملات وما بحکمها، مستندین فی ذلک بالرجوع الى الرسالة العملیة تفادیا للاشتباه.


نسال من المولى جلت عظمته ان یجعلنا ممن یستمعون القول فیتبعون احسنه ویحیون شعائر اهل البیت (ع) بما یدخل السرور علیهم (إن تلک المجالس أحبها ، فأحیوا أمرنا ، فرحم الله من أحیى أمرنا).

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.