08 October 2015 - 15:16
رمز الخبر: 11204
پ
رساـ أکد رئیس المجلس الاعلى الاسلامی العراقی السید عمار الحکیم الیوم الخمیس، على الحکومة ضرورة خلق شراکات حقیقیة فی الإصلاح والتقدم للأمام بقوة، مبینا ان مرجعیتنا العلیا تحدد لنا اتجاه البوصلة وتقدم الکثیر من الدعم والاسناد.
السيد عمار الحكيم


ذکر رئیس المجلس الأعلى الإسلامی العراقی السید عمار الحکیم فی کلمته بمؤتمر المبلغین والمبلغات العشرین بالنجف الاشرف " لقد انعم الله علینا بهذا الوطن ، وهو وطن علی والحسین (علیهما السلام)، ومن هذا الوطن ستنطلق رایة الامامة المهدویة لتطوف فی ارجاء العالم کله ولذلک نحن نعرف ماذا یعنی العراق ولأی غایة إلهیة اخذ هذا الدور المحوری فی حرکة التاریخ "، مضیفا أن "فی علم السیاسة والاستراتیجیة لدیهم لذلک اسبابهم وادلتهم! ...ونحن لدینا عقیدتنا وایماننا بالتقدیر الإلهی وان تطابقت الرؤیة فی الأهمیة، فهذا جید ولکن بالتأکید الأسباب والدوافع تختلف، فهم یحسبونها مادیا ونحن نحسبها معنویا، وهم یقارنون البلدان بالبلدان والجغرافیا بالجغرافیا ونحن نلتزم بالمشروع وبما وصل الینا من إشارات ودلالات ولکن فی النتیجة اننا متفقون على ان لهذه الأرض دوراً مهماً فی حرکة التاریخ وان لهذا الوطن مهمة مقدسة لم تنتهی بعد، هم لدیهم قوانینهم وقواعدهم ونحترمها ونحن لدینا حساباتنا ومشروعنا وایماننا بالوعد الإلهی ".


وتابع قائلا "من هذا المنطلق لا نحتاج الى کثیر من الجهد کی نثبت ان أهمیة العراق تتجاوز حدوده الجغرافیة، وتتعدى امکانیاته الاقتصادیة، وتفوق بکثیر عدد سکانه بکل مللهم وطوائفهم ، وان یکون العراق نقطة التقاء المشاریع وتقاطعها وصراعها فهو لیس بالشیء الجدید على تاریخ هذا الوطن وهذه الأرض، اذ نقرأ فی کتب التاریخ عن احداث لم نکن نتصور وقوعها رغم تفاعلنا معها، ولکننا الان اصبحنا نرى ونسمع ونعیش هذه الاحداث ".


واوضح السید عمار الحکیم أنه " فقد سمعنا عن دجلة وکیف یصطبغ لونه بلون الدم،ورأینا کیف اصطبغ ماء دجلة بدماء أبنائنا الذین اغتالتهم ید الإرهاب والتکفیر وسمعنا عن آکلة الاکباد والیوم نرى احفادها یأکلون اکباد الأموات وسمعنا عن الصبیة کیف یتلاعبون برؤوس الضحایا وهناک فی الرقة والموصل من الصبیة من اشبال دولة خلافة الشیطان من یتلاعب بالرؤوس المقطوعة ویتقاذفها فیما بینهم".


وقال رئیس المجلس الاعلى الاسلامی العراقی موجها خطابه للمبلغین "اننا فی زمن الفتن الکبرى ولهذا فان دورکم کبیر ومسؤولیتکم امام الله عظیمة لأنکم الخط الدفاعی الایمانی الأول للمجتمع امام هذا السیل من التطرف والتکفیر والإرهاب أنتم الیوم مقاتلون ناطقون ودورکم اهم من المدافع والطائرات انها حرب عقیدیة ولیست حرب جیوش لان عدونا التکفیری یستهدفنا بدوافع عقیدیة منحرفة ومن کانت عقیدته اقوى وارسخ واصلب سینتصر فیها طالت ام قصرت" ، مبینا ان " حربنا الیوم هی حرب مقدسة لأننا نخوضها کشعب ودولة بفتوى مرجعیتنا المبارکة ".


واضاف ان " هذه المرجعیة نعمة کبیرة من نعم الله علینا وان کنا منذ مئات السنین ندرک عظمة وقیمة وقدسیة مرجعیتنا ومراجعنا، فأن العالم کله اصبح الیوم یدرک قیمة هذه المرجعیة بفضل من الله تعالى، وکم مر علینا اقوام استهزأوا واستصغروا ووصمونا بالتخلف والرجعیة وقالوا ان العالم یتطور والعلم والجامعات والحسابات والریاضات والتخطیط یتطور وأنتم مازلتم فی النجف تتبعون نفس الأسالیب وتعتمدون نفس المناهج منذ مئات السنین ونحن نقول لهم نحن أیضا نتطور وقد یکون تطورنا أکبر من تطورکم ولکن مقاییسنا تختلف عن مقاییسکم" ، مؤکدا انه " الیوم بفضل من الله أصبح العالم ینصت عندما تتکلم النجف، ویستمع لما تقوله النجف، ویعید ترتیب أولویاته فی المنطقة بناء على أولویات النجف".


واشار الى ان "هذه احدى الانتصارات الکبیرة والإنجازات العظیمة التی انعم الله بها علینا ونحن الیوم نخوض حربنا المقدسة برعایة وتوجیه مرجعیتنا العلیا، وهی معرکة شرف وکرامة سنولد معها من جدید رغم کل معاناتها وجراحاتها وآلامها، ولکنها مخاض ولادة، وان شبابنا ورجالنا وکهولنا الذین یقاتلون ویجاهدون هم الدم المتجدد المتدفق فی شرایین هذه العقیدة وعروق هذا الوطن الا لعنة الله على الظالمین، والحمد لله رب العالمین على هذه النعمة الکبیرة" ، مضیفا أنه "نحن نعلم انها معرکة طویلة وشرسة ولکن ستحسمها ارادتنا الصلبة النابعة من عقیدتنا باذن الله تعالى والیوم حرکتنا فی المجتمع هی حرکة دفاع وبناء، ندافع عن مقدساتنا ونبنی مستقبل اجیالنا ونمهد لظهور امامنا (عجل الله تعالى فرجه الشریف) فنحن جزء من مشروع إلهی فی هذا العالم ونتحمل المسؤولیة الأکبر لأننا نشغل الموقع الجغرافی الأهم فی هذا المشروع حیث العراق والکوفة والنجف ، مشیرا الى ان " تجربتنا حدیثة ومرتبکة وقد تداخلت فیها الکثیر من العوامل الداخلیة والخارجیة، وعلینا ان نقیم ونصحح ونعاود العمل ونستمر بالتقدم للأمام، ونلتفت للخلف کی نرى کم قطعنا من أشواط وکم انجزنا وأین اخفقنا وتلکأنا ".


وقال السید عمار الحکیم ان"مرجعیتنا العلیا تحدد لنا اتجاه البوصلة وتقدم الکثیر من الدعم والاسناد، وهی فرصة ثمینة قد لا تتکرر وعلى الحکومة ان تستثمرها بأقصى طاقاتها من اجل ان تنهض بالأعباء والمسؤولیات المکلفة بها وان تخلق شراکات حقیقیة فی الإصلاح وتتقدم للأمام بقوة وثبات فالتراجع مرفوض فی هذه الظروف الحساسة وبعد هذا الدعم والاسناد المرجعی الکبیر والقیادات الحقیقیة الفعالة علیها ان تستمع، وهی فلسفة إسلامیة اصیلة فی العمل والنجاح ، مستشهدا بالایة القرانیة {الَّذِینَ یَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَیَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِکَ الَّذِینَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِکَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} {18 الزمر}".


ومضى قائلا "فلنستمع لبعضنا البعض ولنتناصح مع بعضنا البعض ولنعمل من اجل بناء اساسات صحیحة هذه المرة فان الاوطان العظیمة تولد فی لحظات التحدی والمعاناة ونحن لدینا الیوم هذه الفرصة الکبیرة والتحدی الکبیر واسأل الله ان لا تضیع ".


واشار الى انه " فی هذه المناسبة العظیمة علینا ان نرکز على موضوع مهم نشعر به جمیعا، وهو موضوع هجرة أبنائنا الى الخارج "، مبینا انها" مسؤولیة کبیرة نتحملها فی هذا المجال، فنحن نمثل الخط الایمانی فی المجتمع وعلینا ان نکون قریبین من الشباب نتلمس احتیاجاتهم ونتفهم مشاکلهم .


وشدد على ان "الأمم الفتیة والشابة هی نعمة الهیة والیوم نرى شبابنا یهاجر ویتعرض لمخاطر الموت فی هذه الهجرة وعلینا کرسالیین ان ندرک بان العالم اصبح کالقریة الصغیرة وان وسائل الاتصال قد ازالت الکثیر من الحدود وأیضا الکثیر من الخصوصیة اننا ندرک ان هناک الکثیر مما یحتاجه شبابنا فی حیاتهم ونحن لا نوفره لهم حالیا بالطریقة المناسبة ".


وحث السید عمار الحکیم على " کسب احترام الشباب وثقتهم لأنها الوسیلة الوحیدة للتواصل معهم وتغییر بعض أفکارهم الخاطئة".

وقال ان" الهجرة بصورة عامة لیست شراً مطلقاً، خصوصا إذا کانت لطلب علم او رزق او ابتعاد عن ظالم او نشر هدى ولکن الهجرة بهذه المخاطر والسیر نحو المجهول وفی اجواء الإحباط تقرع أجراس الخطر وتحملنا مسؤولیة کبیرة وترفع بوجوهنا علامات الاخفاق فی دورنا الرسالی فی المجتمع وارجو من اخوتی واخواتی المبلغین ان یولوا هذا الموضوع أهمیة خاصة فی هذه المرحلة المصیریة".

وختم السید عمار الحکیم بالقول " علینا ان نفتح نوافذ الحوار مع النخب فی مجتمعنا، فقد حان الوقت کی نتواصل عبر الحوار وان لا یکون دورنا الحدیث فقط وانما علینا ان نستمع، لان الاستماع هو أیضا جزء من ثقافة الحوار فمجتمعنا عاطفی ویحترم رجال الدین والعلماء والمبلغین وقد تعود ان یستمع الیهم ونادرا ما یتکلم بحضرتهم، ولکن علینا ان نبادر نحن ونسألهم عن آرائهم ونشجعهم على الحوار حتى وان اختلفوا معنا، فهو تلاقح للأفکار وتقویة لأواصر العلاقة الفکریة مع النخب المجتمعیة، یعیش الیوم مجتمعنا مرحلة تحولات کبیرة وقد تکون جذریة والحوار مهم جدا فی هذه المرحلة واشراک النخب الأکادیمیة المثقفة یجب ان یحظى بأولویة ".

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.