رأى رئیس المجلس التنفیذی فی "حزب الله" السید هاشم صفی الدین، "أننا الیوم أمام فرصة لا یجوز لأحد أن یضیعها، والمتمثلة بالحوار الجاری حالیا فی لبنان، ومن یضیع هذه الفرصة علیه أن یتحمل العواقب حاضرا ولاحقا، فیکون هو المسؤول عن أی نتیجة سیئة یمکن أن یصل إلیها البلد، لأن لبنان وبالرغم من أن الظروف غیر مثالیة فیه، إلا أنه أمام فرصة مرحلیة للانتقال إلى بعض الحلول للمشاکل التی نعیشها"، مضیفا "لا یجوز أن یضیِّع البعض هذه الفرصة بخلفیات ومصالح فئویة ضیقة نسمعها فی بعض خطب التحریض والتخریب المشین، ومن بعض الذین اعتادوا على ذلک، وهم من الذین یسعون لإفشال الحوارات والتسویات بهدف تمدید الأزمات، سیما وأنهم من الذین لم یهتموا فی یوم من الأیام بهذا البلد ووحدته واستقراره".
کلام السید صفی الدین جاء خلال الاحتفال التکریمی الذی أقامه "حزب الله" لمناسبة مرور أسبوع على استرجاع جثمان الشهید مهدی محمود برجی، وذکرى أربعین الشهید مهدی مصطفى مدنی فی حسینیة بلدة دیر قانون رأس العین، بحضور مسؤول "حزب الله" فی منطقة الجنوب الأولى أحمد صفی الدین، المسؤول التنظیمی لإقلیم جبل عامل فی حرکة "أمل" علی اسماعیل وعدد من العلماء والفاعلیات والشخصیات، وحشد من أهالی البلدة والقرى المجاورة.
وأشار إلى "أننا تعلمنا من خلال تجربتنا أن نبقى نمتلک منطق الحوار من أجل الحفاظ على بلدنا، فإذا کنا نقاوم ونقدم الشهداء فی وجه العدو الإسرائیلی والعدو التکفیری من أجل أن یبقى بلدنا آمنا ومستقرا ومطمئنا وبعیدا عن کل هذه العاصفة التکفیریة التی تصیب المنطقة، فمن أولویاتنا أیضا أن نکون جاهزین لأن نقدم الکثیر من منطق الحوار والفکر والمعرفة، لکی نصل إلى حلول منطقیة لکل المشاکل التی یعانیها بلدنا فی الموضوع الاقتصادی والاجتماعی، لذلک فإننا دائما شارکنا ونشارک فی الحوارات، بل نحن ممن یدعو إلیها للوصول إلى علاجات ولو جزئیة، وإذ أننا نعرف ونقدر أن الحکومة الحالیة بظروفها، فی ظل الأوضاع الحالیة، لیست مساعدة وجاهزة لإیجاد حلول جوهریة ومبدئیة، إلا أن المطلوب بالحد الأدنى هو أن یکون هناک التقاء على معالجة بعض الأمور الضروریة واللازمة بالمقدار الذی نتوافق علیه جمیعا کلبنانیین".
واعتبر أن "کل الکلام الذی نسمعه والذی یتحدث به البعض بأن المقاومة هی السبب فی تردی الوضع المعیشی والاقتصادی غیر صحیح ومزیف، لأن الناس یعرفون تماما أن رجال المقاومة وشبابها الذین یبذلون أنفسهم ویقدمون دماءهم دفاعا عن الوطن والمجتمع والأهل، لن یبخلوا بشیء من مال وغیره لأجل أن نعیش حیاة عزیزة کریمة، وبالتالی فإنه لا یمکن لأی محاولة خبیثة أن تجعل المقاومة فی مکان والناس فی مکان آخر، وکذلک لا یمکن لأی کلام لا طائل منه أن یجعلنا نتراجع، لأن مقاومتنا تحمل الوعی والحکمة والشجاعة والإقدام والرؤیة".
وأکد السید صفی الدین "أننا وکما کنا سابقا حیث کان ولا یزال العدو الإسرائیلی هو عدونا الأول، لا یمکن مواجهته أو دحض کل مؤامراته إلا بالمقاومة والسلاح، فکذلک الیوم فی مواجهة العدو التکفیری، فإنه لا یمکن أیضا أن ندافع عن أعراضنا ومقدساتنا إلا إذا کنا أقویاء، لیس فقط فی کفریا والفوعة ونبل والزهراء، بل فی البقاع والجنوب وفی کل مکان، فلا مکان للضعفاء فی معادلات العالم، لا فی التاریخ ولا فی الحاضر ولا فی المستقبل، بل إن هؤلاء الضعفاء هم للسحق والقتل والظلم، ویتم استعمالهم لتحقیق کل البرامج والأهداف الاستکباریة للدول الإقلیمیة والعالمیة، بالمقابل ولأننا ننتمی إلى کل التاریخ المقاوم والعریق الذی نفتخر به، فقد عقدنا العزم وشددنا الهمم من أجل أن نبقى فی هذه الساحات، ونحن متواجدون فیها بإذن الله تعالى".
وختم: "بالأمس استشهد قائد عزیز من قادة المقاومة الحاج حسن الحاج (أبو محمد الإقلیم/ الحاج ماهر) الذی هو قائد عزیز وغالی، وهو من الذین عملوا فی المقاومة منذ یومها الأول، فشهادته لا نعتبرها خسارة إنما ربح بمنطق الدم والشهادة، وبمنطق کربلاء والحسین، والفداء والتضحیة والإیثار والعطاء والالتزام بالمبادىء وبکل قیمنا وأهدافنا المقدسة، فهؤلاء هم شهداؤنا وقادتنا الذین یتواجدون فی ساحات الوغى فی مقدمة المواجهة، فلا یقولون للشباب تقدموا ویقفون هم فی الخلف لیدیروا المعرکة، بل یحملون دماءهم على الأکف، ویتقدمون إلى الساحات الأمامیة بکل صبر وعزم وهمة واطمئنان وثقة"، مشددا على أننا "قدمنا التضحیات وما زلنا جاهزین لتقدیم کل التضحیات من أجل أن نصل إلى تحقیق کامل أهدافنا، وسنصل إلى ذلک بإذن الله تعالى".