قال الشیخ عادل الساعدی من على منبر جامع الرحمن فی المنصور ببغداد ان "ما شهده العراق من غرق بسبب الأمطار فإننا أکدنا مراراً أن بغداد بالذات ستظل تشهد هذه المأساة من الغرق واضطرار بعض الأهالی إلى ترک بیوتهم ، وأن الحلول لا تقف عند تغییر هرم السلطة فی أمانة بغداد، کما لا تکفی الحلول الترقیعیة التی تقوم بها فی کل عام قبل موسم الامطار، بل لا بد من وجود حلول جذریة لأصل المشکلة بدءً من إقرار قانون العاصمة وتغییر منظومات الصرف الصحی التی لا تسع هذا التعداد السکانی والذی یفوق بحدود اکثر من ثلاث مرات لطاقتها الاستیعابیة".
واضاف الشیخ الساعدی ان " الحلول الترقیعیة لم تعد کافیة أو قادرة على مواجهة الأمطار ومادامت الحکومة الاتحادیة مقبلة على التعاقد على مشاریع بالدفع الآجل فلابد من الالتفات الى مثل هذه المشاریع لمواجهة المشاکل التی یعانی منها أهالی بغداد ولتعاد المنظومة الصرف الصحی على أسس صحیحة مع شرکات رصینة ولیست وهمیة أو عراقیة فاسدة بعناوین اجنبیة".
وبخصوص نجاح الخطة الامنیة لزیارة عاشوراء قال الشیخ الساعدی " إحیاء العاشر من محرم الحرام مقتل سید الشهداء أبی عبد الله فقد أحیى محبیه ذکرى الفاجعة العظیمة، وکانت أعداد الزائرین لهذا الموسم مفرحة لقلب إمام زمانهم وشیعته، إذ استقطبت الملایین من العراقیین وزوارا من خارج العراق، الأمر الذی یتوقع لهذه الزیارة أنها ستتراقى لتضاهی ربما زیارة الأربعین فی الأعوام المقبلة".
واضاف الشیخ الساعدی أننا "نأمل أن نستفید فی کل عامٍ درساً على الأقل من هذه الأیام ومن ثورة الاصلاح وثائرها فی العمل الصالح والأمر بالمعروف والنهی عن المنکر وأن نوشح الحیاة بلون حسینیٍ وأن نساهم بعملیة اصلاح الأمة فلیس من المعقول کل هذا الجهد والتضیحة ونقف عند الشعیرة لیتحول الامام الى طقسٍ اجتماعیٍ خالٍ من الحیاة والروح وکرنفالٍ خالٍ من الدروس".
وتابع الشیخ الساعدی " اننا نشکر جمیع المشارکین فی إنجاح الزیارة وخصوصاً أمنیا ، فقد کُتِبَ لها النجاح رغم الظروف الأمنیة الصعبة التی نمر بها ، ورغم کثرة أعداد الزائرین التی تجاوز الخمسة ملایین مع هذا لم یحصل تدافع بین الزائرین لیؤدی إلى موتهم أو جرحهم رغم المخاوف الأمنیة التی تحیطهم ، على العکس من بعض الدول کالسعودیة التی تشهد مواسماً أقل من هذا العدد وقد أودت بحیات الآلاف من المتواجدین".
وبخصوص تطبیق التسعیرة الجدیدة للکهرباء، بین الشیخ الساعدی " إصدار رئیس الوزراء أمراً للعمل بالتسعیرة الجدیدة للکهرباء التی أقرّها مجلس الوزراء سابقاً وتم رفضها شعبیاً أمراً غیر مقبول ولیس صحیحا على الأقل فی هذه الفترة، فکما ان من حق الدولة أن تُعظِّمَ إیراداتها لمواجهة قلة الواردات، إلا أن اقرارها فی الوقت الذی تفکر فیه الدولة تقلیل رواتب الموظفین وفق سلم الرواتب الجدید المزمع اقراره ستثقل حتماً هذه التسعیرة کاهل المواطن لذا نطلب من الحکومة مراجعة نفسها وأن تعید النظر بقرارها مرة أخرى لحین تحسن الأوضاع الاقتصادیة للبلد".
وبخصوص مشارکة العراق فی تحدید مصیر سوریا، اوضح الشیخ الساعدی ان " مشارکة العراق فی تحدید مصیر سوریا وتحدید مستقبلها خطوة رائدة تعید للعراق مکانته الإقلیمیة وحضوره عالمیاً، لکن یجب ان تکون مشارکته مشارکة جادة تقدم مصلحة البلد وشعبه دون تقدیم حلولٍ توصف بأنها مجاملة للآخرین أو تبنی حلول آخرین لا تجدی نفعا لذلک البلد المظلوم ولا تنفعنا ، کما أنه لابد من الاستفادة من هذه المؤتمرات وحشدها للإستفادة منها فی دعم العراق بحربه ضد داعش وتقدیم ید العون له، فإن الحلول لسوریا ستکون حلولا ناقصة مالم ترافقها حلولٌ لمشکلة العراق من أجل ضمان أمن المنطقة ککل".