وجدت العوائل النازحة من المحافظات التی سقطت بید قوى داعش والتی یتجاوز عدد افرادها عشرات الآلاف ظلا فی رحاب منشآت واروقة ومرافق العتبة الحسینیة المقدسة ، إذ أنها یممت وجهها صوب کربلاء المقدسة إیمانا منها بقدسیة المکین والمکان من جهة وحسن التعامل ولیاقة الدعم وإنسانیة القبول الذی یتحصلون علیه من العتبات المقدسة فیها فضلا عن الحکومة المحلیة والدوائر ذات الشأن، وأخیرا التعاطف منقطع النظیر من قبل اهالی کربلاء الکرام وخدمة الإمام الحسین من اصحاب المواکب والحسینیات .
هذا ما کشفه عضو مجلس إدارة فی العتبة الحسینیة المقدسة ورئیس لجنة ایواء النازحین فیها الحاج فاضل عوز قائلا إنه "بتوجیه من الامین العام للعتبة الحسینیة المقدسة الشیخ عبد المهدی الکربلائی، تم تشکیل لجنة خاصة لإدارة ازمة النازحین الى کربلاء المقدسة من خلال خطة عمل محکمة ومدروسة ضُمنت من خلالها توفیر جمیع متطلبات واحتیاجات النازحین والمنکوبین، وذلک بتقسیم محاور ومداخل کربلاء وما یحیط بمرکز المدینة من الحسینیات والجوامع والمنازل لإیوائهم، لتأخذ مدن الزائرین التابعة للعتبة الحسینیة المقدسة منها حصة الأسد، إذ تم تخصیص کل من مدینة الزهراء (کربلاء ـ بغداد) ومدینة الامام الحسین ( کربلاء ـ الحلة ) وبشکل کامل ، فضلا عن مدرسة المخیم (سابقا) ، وبذلک فقد وصل عدد من تکفلت العتبة الحسینیة المقدسة بإیوائهم الى اکثر من (12) الف عائلة ، تحصلوا من خلالها على الخدمات الإسکانیة والصحیة والغذائیة والامنیة ،ناهیک عن الجوانب الخدمیة الأخرى ، وکل ذلک مؤرشف وموثق لدینا وبالأرقام الدقیقة ، یضاف الى کل ذلک ، ما قدمه أهالی اهالی کربلاء المقدسة الکرام واصحاب الحسینیات والجوامع والمواکب من تعاطفهم ودعمهم النازحین وبدون مقابل، بدءا من إسکانهم وتوفیر الطعام لهم ".
کما بین عوز أنه " تم تجهیز الحسینیات والمساجد والمواکب والدور السکنیة التی هیئت للنازحین بالأجهزة الکهربائیة والمنزلیة والاثاث الضروری کالثلاجات والمجمدات والمراوح السقفیة والطباخات وقنانی الغاز والمبردات وخزانات الماء والسخنات ، ناهیک عن توفیر الطعام وبثلاث وجبات ، وتوزیع المواد الغذائیة الجافة والمعلبة وبشکل یومی وتخصص معملین للثلج ( خلال فصل الصیف ) لتزوید النازحین بالثلج ، وتوفیر الماء الصالح للشرب ".
وأختتم عوز حدیثه أنه "العتبة الحسینیة تکفلت وبشکل مستمر جمیع العوائل النازحة الى کربلاء المقدسة شعورا منها بالمسؤولیة الأخلاقیة والشرعیة فضلا عن الوطنیة منها، وان جمیع ما نقدمه لأخوتنا النازحین قلیل بحقهم ، سیما وأنهم بین اهالیهم وشرکائهم فی الوطن ، سألین المولى القدیر ان یرعاهم وان یرجعهم الى اوطانهم سالمین غانمین ".