قال خالد مشعل "نحن نعیش أجواء انتفاضة حقیقیة ببطولة تضرب بها الأمثال، وذلک بالرغم من انشغال الإقلیم بجراحه النازفة، وهو ما یؤکد أن فلسطین لا تغیب".
وأشار مشعل إلى أن شرارة الانتفاضة انطلقت من الأقصى رفضاً لمخططات العدو الصهیونی القاضی بتقسیم الأقصى، مضیفاً إن "انتفاضة الأقصى حررت غزة ویجب أن نوجه هذه الانتفاضة لتحریر القدس والضفة، وهذا هو الهدف الأهم".
ودعا رئیس المکتب السیاسی إلى وقف الجدل بتسمیة ما یحصل هبة أو انتفاضة، وقال إن "هذه انتفاضة حقیقیة تحمل کل مقومات وسمات الانتفاضة، ویجب دعم استمرارها، وهی مصلحة لنا جمیعاً ولیس لطرف على حساب طرفٍ آخر".
وأضاف أن "هناک قلق بأن الانتفاضة هی عبء على البعض، ونقول للجمیع بل هی عبء على المحتل وحده، وهی مکسب للکل الفلسطینی ولا یستطیع أحد أن یوجهها على هواه".
وتحدث مشعل عن الرسائل التی وجهتها الانتفاضة باشتعالها، یقول إن "الرسالة الأولى وجهتها الانتفاضة للمحتل بأن حساباتک خاطئة وخیاراتک ضعیفة، وأن انشغال الإقلیم بملفاته الساخنة لا یعنی غیاب فلسطین".
وأوضح القیادی الفلسطینی، إن الرسالة الثانیة توجهت للإدارة الأمریکیة والقوى الدولیة، بأنکم "أخطأتم الحسابات وأن ترک المنطقة لیس فی حالة سکون متواصل".
واعتبر الرسالة الثالثة للقیادة الفلسطینیة بأن "التحرک على الساحة الدولیة لا یکفی ولا یغنی لمواجهة العبء الثقیل من جرائم الاحتلال والاستیطان بحق شعبنا".
وحول المسؤولیة القیادیة الواقعة على عاتق الفصائل، اختصرها مشعل فی أربع نقاط، کان أبرزها "رسم رؤیة وطنیة مشترکة وأهداف سیاسیة ووطنیة محددة للانتفاضة تشمل إحباط تقسیم الأقصى والتخلی عن هذه المشاریع العدوانیة".
ودعا مشعل فی نقطته الثانیة، إلى أن "یکون هناک عزم وإرادة تملکها القیادة جمیعاً لتحرک تجاه الأهداف الفلسطینیة، کما أکد فی نقطته الثالثة على ضرورة الاتفاق على استراتیجیة وطنیة مشترکة وفاعلة تکون ضاغطة على الاحتلال.
وجدد فیها مشعل الدعوة إلى تشکیل قیادة میدانیة واحدة لخلق فرص واستثمارها، وتحدی الاحتلال والضغط علیه للتراجع عن مخططاته، لافتاً إلى أنّ "الوحدة الوطنیة ضرورة لإنجاح الانتفاضة وتحقیق أهدافها".
وبین رئیس المکتب السیاسی لحرکة حماس، أن "هذه الانتفاضة فرصة، یجب على الجمیع أن یشارک فی صیاغتها، مشددًا على ضرورة وقف التنسیق الأمنی فعلًا على أرض الواقع حتى تتحقق الأهداف الوطنیة للانتفاضة".
وشدد مشعل خلال اللقاء، على ضرورة حل مشاکل غزة، وقال: "هناک مسؤولیة وطنیة مشترکة على الجمیع من أجل حل مشاکل غزة، فلا أحد یحملها فوق طاقتها فجراحها کبیرة".
وتطرق مشعل لجهود حرکته فی السعی لفک الحصار عن قطاع غزة وحل أزماته، وأضاف "نحن تحرکنا على جمیع الأصعدة لحل مشاکل غزة على قاعدتین، الأولى أنها جزء من الوطن ولن تکون دویلة، والثانیة لن ندفع أی ثمن سیاسی مقابل حل هذه المشاکل".
وفی ملف المصالحة، أکد مشعل أن "الأوان لیس مهیئاً لبحث تفاصیل المصالحة بل من أجل تثبیت المواقف"، مجدداً حدیثه بالتأکید أنّ الجمیع مدعو للتفاهم على استراتیجیة وطنیة وقال: "نحن جاهزون لها".