12 November 2015 - 16:12
رمز الخبر: 11648
پ
رسا ـ أقامت العتبةُ العباسیّةُ مهرجان عاشوراء الثقافیّ السنویّ الرابع تحت شعار (الإمام الحسین(علیه السلام) منهجٌ راسخٌ ومسیرةٌ خالدة) إحیاءً لذکرى استشهاد الإمام أبی عبدالله الحسین(علیه السلام) وذلک بالتعاون مع رئاسة جامعة بغداد.
العتبة العباسية المقدسة


استُهِلّ مهرجانُ عاشوراء الثقافی السنوی فی جامعة بغداد وقد شهد المهرجان حضوراً واسعاً لوفود العتبات المقدّسة ومشایخ الدین الأفاضل وعددٍ من الشخصیات الثقافیة والعلمیّة.


وقد أکد ممثل رئیس جامعة بغداد الدکتور أسامه العانی الذی ألقاء کلمة بالنیابة عن رئیس الجامعة، قائلا إن "من دواعی سرورنا أن تشترک أمّ الجامعات العراقیة -جامعة بغداد- مع العتبة العباسیّة المقدّسة فی إقامة مهرجان عاشوراء السنویّ الثقافیّ الرابع لإحیاء ذکرى استشهاد أبی الأحرار الإمام الحسین(علیه السلام) الذی یمثّل رمزاً ومَثَلاً عظیماً للشجاعة والفداء والإخلاص للرسالة المحمّدیة، وهو مدرسةٌ شاملةٌ نستلهم منها کلّ القیم والمثل العُلیا لأنّها الامتداد الحقیقیّ لمدرسة جدّه الرسول الکریم(صلى الله علیه وآله)".


وقال إنّ "الإمام الحسین(علیه السلام) فلسفةُ ثورةٍ یشهد لها التاریخ الإنسانیّ الخلود بنقاوة نضوجها الفکریّ فکانت واقعةً عاشت حیّةً فی ضمیر أحرار العالم بمحوریة المبادئ التی تحلّت بها قضیةُ الإمام الحسین، لکونها عمّقت مبدأ التعایش السلمیّ والدفاع عن المظلومین فی إطار النظام العالمی بما لها من العمق الفکریّ والنفسیّ لتهیئة البشریة وصولاً الى التکامل الفکریّ وفق نظام تحقیق العدالة الإنسانیة بین البشر لأنّ واقعة الطفّ تمثّل خیر انتصارٍ لإرادة الإیمان والتضحیة على صراع المصالح، إنّنا الیوم إذ نحیی ذکرى الإمام الحسین وفاءً وإیماناً وخشوعاً ونقیم المحاضرات والندوات ونغتنم الفرصة لنجعل هذه الذکرى لنا وللجمیع وعدم حصرها فی إطارٍ مذهبیّ ضیّق لأنّ الوفاء الحقیقیّ للحسین(علیه السلام) یکون من خلال التمسّک بالمبادئ التی استُشهد من أجلها".


ثم ألقى نائبُ الأمین العام المهندس بشیر محمد جاسم کلمة، قال فیها "کانت هناک عدّة مقوّمات للإمام الحسین(علیه السلام) حتى یکون مشروعه متکاملاً سواءً من الأشخاص الذین اختارهم رجالاً ونساءً أو الأرض التی دارت علیها الواقعة، فالأرض هی جزءٌ من هذا المشروع الکبیر الذی هو مشروعٌ سماویّ یمتدّ الى هذا الیوم والى ظهور الإمام المهدیّ(عجل الله تعالى فرجه الشریف)".


وأضاف أنه "کما قلنا الأرض جزءٌ من هذا المشروع وهی أرض العراق، لأنّ هناک حکمة إلهیة أراد الإمام الحسین(علیه السلام) أن یکون مشروعه فی العراق وینطلق منه الى العالم، کما کان والده أمیر المؤمنین(علیه السلام) حینما تولّى الخلافة کانت عاصمتُه فی العراق، والإمام المهدیّ(علیه السلام) أین بدایة تکوین دولته؟ أیضاً ستکون فی العراق".


وأعلن أن "ثلاثةُ أئمّة محاور رئیسیة للعالم الإسلامی بل للعالم أجمع یکون اختیارهم أرض العراق هل جاء هذا بشکلٍ عفویّ؟ لا.. إنّه تخطیطٌ إلهیّ أن یکون هذا البلد محوراً أساسیاً فی العالم".


بعدها ألقیت قصائد بحقّ شهید الإنسانیة ورمز التضحیة سبط الرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله) الإمام الحسین(علیه السلام) ملحّنةً على هامش الطفّ وثرى کربلاء قدّمتها فرقةُ إنشاد العتبة الحسینیّة المقدّسة، ثمّ قدّم بعدها الدکتور علی السامرائی بحثه الموسوم بـ(الحسین إرادة الله فی أرضه) الذی تحدّث فیه عن الشخصیة العظیمة للإمام الحسین(علیه السلام) وعن أهداف ومبادئ ثورته المبارکة.


کما تمّ عرضُ فیلمٍ وثائقیّ عن مراحل إنجاز وطباعة المصحف الشریف الذی یُعَدّ أوّل مصحفٍ یُنجز فی العراق بحرف الخطّاط العراقی وبأیادی خدمة أبی الفضل العباس(علیه السلام)، بعد ذلک أُلقیت القصائدُ الشعریة التی جسّدت النهضة المبارکة للإمام الحسین(علیه السلام).

 

وفی نهایة المهرجان تمّ تقدیم هدایا تبرّکیة من قبل العتبة العباسیّة المقدّسة للأساتذة والمشارکین فی هذا المهرجان لیتوجّه الحاضرون بعدها لافتتاح معرض الکتاب الذی ضمّ نتاجات متنوّعة ومتعدّدة للعتبات المقدّسة.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.