أکد عالم الدین العراقی الشیخ جواد الخالصی فی حوار مع قناة المیادین أن "العراق عانى من مرض اسمه الاحتلال وقبلها من مرض الاستکبار"، مضیفا أن "هناک رؤیة تبنتها کل الجماعات المخلصة التی رفضت الاحتلال وهو الاتفاق على الثوابت ولیس صراع الطوائف التی انتهى الى صراع الاحزاب".
وبیّن الشیخ جواد الخالصی أن "ثوابت العراق هو الوحدة والاستقلال وهویته وبعدها نبدأ بمشاریع انتخابیة لخدمتها على الوجه الصحیح".
وأعلن أنه "قلت للعبادی سر فی طریق الاصلاح ونحن معک فی الاصلاح لکن هل یتمکن من هذا الاصلاح"، مردفا أنه "یجب أن تتم عملیة الاصلاح والذین یتحدثون عن تشکیل کتلة فی البرلمان لمواجهة الإصلاح علیهم أن یخجلوا".
وصرّح الشیخ جواد الخالصی أنه "لماذا تجعل الکتل الغطاء على المفسدین، علیهم أن یرفعوا الغطاء لیحاسب کل مفسد على سرقته دون أن تتورط الکتل"، مبینا أن "السارق لا یمثل طائفة وهم لیس لدیهم أنصار".
وطلب من السیاسیین والمواطنیین لیجدوا حلا على بناء دستور جدید وتصحیح الدستور الحالی، مؤکدا "انا لست من یهوی فی تغییر الوجوه اذا یستطیع العبادی أن یعمل لیعمل".
وأشار إلى الحرب الثقافیة للعدو فی العراق، قائلا إن "المحتلون عندما دخلوا فی بغداد حافظوا على وزراة النفط و اباحوا بقیة الوزرات واخترقوا المتحف العراقی ودخلوا باناس متخصصین کانوا یمیزون بین التحفة التقلبیة والتحفة الحقیقیة وکان وراء هذه المخططات (إسرائیل)".
وأکد الشیخ جواد الخالصی أن "النبی امر بهدم اصنام قریش لأنها کانت تعبد ولکن المسلمون لماذا ما هدموا أسد بابل عندما دخلوا العراق ولم یهدموا ابو الهول فی مصر لأنها ما کانت تعبد من قبل الناس"، مصرحا أن "التکفیریون یدمرون الآثار التی لا تعبد، هم یریدون فیها اظهار نوع من الغلاظة فی الدین وکأن الدین ضد المثقفین وضد السلم".
واستنکر تدمیر المکتبات فی العراق، مضیفا أنه "بالنسبة إلى المکتبات لا یستهدفه الإ الجاهل أو الأمی او الحاقد أو مسخر لتهدیم الحالة العلمیة".
وتابع أن "مسألة التفکیر هو السلاح الذی غرسوه فی العقول الجاهلة لتقوم بالعملیات التکفیریة والتفجیرات فی کل مکان"، موضحا أنه "ما الهدف من استهداف الکفاءات وتهجیر الناس وتدمیر الآثار والمکتبات وضرب العقول العالمة وتخویف الطوائف، استهداف مسجد النبی یونس".
وأضاف الشیخ جواد الخالصی أن "الوحدة هی المطلوب مع تنوع الاجتهادات، لو کان الاجتهاد طریقا للتکفیر لکان الشیخ المفید شیخ التکفیریین وهو درس على ید علماء من اهل السنة، کان العلماء یناقشون ویختلفون ولا یؤدی هذا الاختلاف إلى الخصومة".
واعتبر أصل الاختلافات القائمة الیوم سیاسیة ولیست مذهبیة، معتبر أن "إیران کانت شیعیة منذ مئات السنین وفی زمن الشاه ما کانت تثار هذه القضایا وبدأ الصراع ضد إیران بعد أن انتصرت الثورة الإسلامیة فیها".
وندد بمن یفتی لصالح التفرقة، قائلا أن "من أفتى بهذا الاتجاه إما أنه استدرج إلى الفتنة لأنه ضعیف الإیمان أو أنه مدسوس، کل عالم أفتى بما فیه ضرر بوحدة الأمة لیس عالما حقیقیا والتقریب شرط ضروری لتستمر الأمة فی مشروعها".
وأکد أن "الاسلام دین واضح یدعو إلى الحیاة معا جنبا إلى جنب وعلى علماء الدین المخلصین أن یرفعوا رآیة الحق ویقفوا بوجه کل محاولة تستهدف الإسلام".
وبین أن "قضیة فلسطین قضیة الأمة کلها، الدفاع عن فلسطین هو الدفاع عن أرضی وکلما یحرف الناس عن هذه البوصلة هو یخدم العدو"، مضیفا أن "غایة المشروع هو أن تنصرف الأمة عن قضایاها المرکزیة ومحاربة الکیان الصهیونی".
وقال حول مستقبل الأمة الإسلامیة "اتوقع أننا تجاوزنا هذه المرحلة العصیبة ونکتشف هذا من وعی الناس".