قال البیان الذی أصدرته حرکة أنصار الله فی الیمن تندیدا بمقتل الأسرى من الجیش واللجان الشعبیة فی الیمن على ید عصابات داعش بصورة مروعة، إنه "على مدى تسعة أشهر من العدوان السعودی الأمریکی على الیمن، والنظام السعودی وحلفاؤه، وأدواته ومرتزقته لم یترکوا فی قاموس الوحشیة شیئا إلا ارتکبوه، إبادةً للبشر، وتدمیرا للحجر، ومع صمت العالم، وتواطؤ العدید من الدول، ودعم الإدارة الأمریکیة المباشر".
وأضاف "أمعن هذا النظام وحلفاؤه فی ارتکاب جرائم حرب یندى لها جبین الإنسانیة، وآخرها ولیس أخیرها إقدامه على إعدام عدد من أسرى الجیش واللجان الشعبیة عبر داعش أحد أدواته الإجرامیة التی عمل على استقدام الکثیر من عناصرها إلى الیمن من أکثر من دولة فی المنطقة لتقاتل جنبا إلى جنب مع قواته الغازیة، والتی فوجئ شعبنا الیمنی یوم أمس بمقاطع فیدیو تنشرها هذه العناصر الإجرامیة وتستعرض فیها تصفیة بعض أسرى الجیش واللجان الشعبیة بأسالیب وحشیة لا تمت للإسلام والإنسانیة بصلة".
وأکد المجلس السیاسی لأنصار الله أنه "رغم محاولاتنا إیجاد حل لقضیة الأسرى، إلا أن نظام آل سعود وأدواته فی الداخل وفی مقدمتهم المدعو هادی ظل یعرقل أی حل یمکن أن یؤدی إلى إطلاق سراح أسری الجیش واللجان الشعبیة ضمن صفقة تبادل أسرى والتی کنا على وشک إنجاحها لولا عرقلة هادی لتلک العملیة، وعلیه وبتلک الجرائم الصادمة للضمیر، والمنطق والعقل والدین والفطرة الإنسانیة، وبتوقیت نشرها فإننا نُحمل دول التحالف العدوانی بقیادة السعودیة کامل المسؤولیة عن کل ما تقوم به الجماعات الإجرامیة المتمثلة فی القاعدة وداعش فی بلادنا، خصوصا فی المحافظات الجنوبیة الواقعة تحت سیطرة قوی الغزو والعدوان والتی أعدم فیها هؤلاء الأسرى الذین أسروا فی معارک تقودها قوی التحالف بقیادة النظام السعودی.
کما أکد "أنه ما کان لهذه الجماعات الإجرامیة أن تنفلت من عقالها لولا الاحتلال السعودی والإماراتی، والغطاء الأمریکی الممنوح لکل أولئک لإخضاع الیمن، والحیلولة دون قیام دولة ذات سیادة واستقلال"، واشار إلى أن "توقیت ارتکاب هذه الجرائم ونشرها إنما یأتی فی سیاق محاولة دول العدوان وفی مقدمتهم النظام السعودی للتغطیة على إخفاقاته ومرتزقته فی جمیع الجبهات وصرف الأنظار عن الانتصارات التی یحققها أبطال الجیش واللجان الشعبیة فی کل الجبهات بما فی ذلک الانتصارات فی الحدود التی جاءت لتدشن مرحلة جدیدة ضمن خیارات شعبنا لمواجهة قوى البغی والاستکبار".
وشدد البیان على أن "ما ترتکبه داعش والقاعدة من جرائم إنما هی بعضٌ من جرائم النظام السعودی وحلفائه الذین یقتلون شعبنا بالطائرات، وبالحصار، ویغذون تلک الجماعات الإجرامیة بسکاکین الذبح فی محاولة بائسة لتخییر شعبنا بین أن یموت بالطائرات، أو یموت قهرا بالسکاکین".
وقال المجلس السیاسی لأنصار الله "أمام هذا التحدی الوجودی المفروض على شعبنا الیمنی، فإننا نحیی جیشنا ولجاننا الشعبیة على صمودهم وإنجازاتهم المیدانیة فی مختلف الجبهات، ونبارک لهم انطلاق المرحلة التصعیدیة الجدیدة".
کما أدان المجلس "الموقف الدولی المتواطئ مع العدوان الغاشم على الیمن والذی یعمل على تغطیة جرائمه ومنحه المزید من الوقت للفتک بالشعب الیمنی وتمکین هذه الجماعات الإجرامیة"، مؤکداً أن "المجتمع الدولی الیوم أمام محک ومسؤولیة تاریخیة لوقف هذا العبث والاستهتار بکرامة واستقلال الشعب الیمنی، ویتحمل مسؤولیة استمرار هذا العدوان، وننصحه أن یعید النظر فی مجمل علاقاته بالنظام السعودی المجرم، وسیتبین حقیقته أنه یمثل خطرا جدیا وحقیقیا على الأمن والسلم الدولیین".
ودعا جمیع أحرار العالم لأن یتحملوا مسؤولیتهم الإنسانیة والأخلاقیة والتاریخیة وأن یعلنوا إداناتهم الواضحة والصریحة لجرائم العدوان الأمریکی السعودی على الیمن وأدواته الإجرامیة التی تمثل وباءً یتهدد البشریة جمعاء.
ورجا البیان "من الله الرحمة والمغفرة لأسرى الجیش واللجان الشعبیة المظلومین المقتولین صبرا، ونسأله تعالى أن یمنَّ على أهالیهم بالصبر، ویکتب لهم الأجر، وأن یفک أسر الأسرى، وکل الإجلال لشعبنا الیمنی العظیم وهو یخوض معرکته الوجودیة فی مواجهة أعتى المجرمین والذی علیه أن یثق بمظلومیته، وعدالة قضیته، وما النصر إلا من عند الله".