وصف السید عمار الحکیم فی کلمه له بمکتبه تعامل الحکومة مع خرق السیادة العراقیة بالواضح والحکیم والمتدرج ویسیر وفق خارطة طریق واضحة تبدأ بالدبلوماسیة والتصعید الشعبی والعقوبات الاقتصادیة، مستغربا فی ذات الوقت من ازدواجیة الفهم الترکی للسیادة.
وبین ان " الحکومة تعاملت بتدرج حیث استقبلت الوفد الترکی وسلمت مجلس الأمن رسالة رفض للموقف الترکی الأخیر وللامین العام للأمم المتحدة بان کی مون، لافتا الى ان التوغل الترکی فی الأراضی العراقیة ووجه بشبه إجماع من القوى السیاسیة وإدانة له وتعبیر عن الرفض".
واستشهد بـ " موقف اغلب القوى الکردیة الصریح وباقی مکونات الشعب العراقی من هذا الخرق" ، داعیا ترکیا الى سحب قواتها والمحافظة على رابط حسن الجوار والمصالح المشترکة بین البلدین".
وتابع السید عمار الحکیم ان " تناسبا طردیا بین الفرص والتحدیات فکما زادت التحدیات زادت معها فرص الوصول الى تسویة تاریخیة تنقذ البلد وتعید الثقة وتکسر حالة الجمود السیاسی" ، موضحا ان " هناک خلط بین التسویة والتنازل فالتسویة تعنی الوقوف تحت سقف الدستور على نقطة التقاء تجمع الجمیع، مشیرا الى ان السنوات الاثنى عشر الماضیة أثبتت دون لبس ان الجمیع بحاجة الى الجمیع وان کل مکون علیه ان یحمی ویحتمی بباقی المکونات".
وبین ان " الأزمة الترکیة الأخیرة مع العراق بینت ضمنا حاجة المکونات لبعضها وادانتها لأی خرق للسیادیة الوطنیة".
وفی معرض رده على مداخلات الحضور حول دخول قوات ترکیة دون علم او موافقة الحکومة الى الموصل بین السید عمار الحکیم ان " ماطلبه العراق من ترکیا لم یکن استثناءا عن ما طلبه من دول العالم، ووضح لترکیا ما وضحه للعالم من ان ما یحتاجه من دول المنطقة والعالم لمحاربة داعش باعتبارها تهدیدا للسلم العالمی هو التدریب والتسلیح والغطاء الجوی والمعلومة الاستخباریة ومکافحة مصادر تمویل الإرهاب وهذه المساعدات قدمتها وفهمتها الولایات المتحدة الأمریکیة فی دعمها للعراق وقدمت المدربین والسلاح مثلما فهتمها ایران وسارعت بتقدیم المدربین والسلاح وما شابه، عادا تبریرات ترکیا متناقضة ومجافیة للحقیقة .
وفصل رئیس المجلس الأعلى حدیثه عن الأزمة السیادیة مع ترکیا بالقول ان " ترکیا ادعت فی البدایة انها جاءت للمساهمة فی تحریر الموصل ثم غیرت رأیها للتدریب ودعم القوات العراقیة بعد موجة الغضب التی قابلت الخطوة الترکیة" ، مشیرا الى ان " حمایة المدربین لا تتطلب إدخال قوات مدرعة من دون علم الحکومة أنما تتطلب نقل مرکز التدریب الى مکان أکثر أمنا على سبیل المثال لتلافی ما یدعى انه خطر امنی یهدد المدربین".
وتساءل "ای مرکز تدریب هذا الذی یقع فی مرمى نیران داعش؟"، معربا عن عتبه الشدید لاعتماد البعض سیاسة الکیل بمکیالین حیث تتعالى الأصوات رفضا لدخول الحشد الشعبی للموصل فیما ترحب ذات الأصوات بدخول قوات تابعة لدولة أخرى، داعیا الى التمعن بالقراءة التاریخیة الترکیة للموصل والتی تضع للموصل الى الان موازنة رمزیة لها " لیرة واحدة "، مبینا ان حدود الموصل کما یراها الأتراک لا تشمل المدینة المعروفة وحدها إنما هی تعبیر عن منطقة اوسع تشمل الموصل واقلیم کردستان".
کما أعرب عن استغرابه لازدواجیة الفهم الترکی للسیادة ففی الوقت الذی أسقطت طائرة روسیة دخلت أجواءها حسب روایتها ١٧ ثانیة تشتری التبریرات لدخول قواتها للعراق، مبینا ان " ما من دولة أعلنت تأییدها للخطوة الترکیة وترکیا بهذه الفعلة اتخذت موقفا فردیا جعلها معزولة عن العالم".
وبین ان " البعض یقارن بین الموقف الترکی والعراقی فی التعامل مع الأزمة الأخیرة متناسیا ان الأطراف الترکیة التی تتصدر الدفاع عن الخطوة الترکیة من لون واحد وحزب واحد ومن حکومة مکونة من نصف زائد واحد".
وعن تحلیل البعض من ان العراق اخفق فی أدارة سیاسة المحاور التی تحکم العالم والمنطقة أوضح السید عمار الحکیم ان عدم الدخول فی المحاور لا یعنی عدم الخوض فی التحالفات التی تتوافق مع مصالح العراق".
وأکد " حاجة العراق لأی صوت فی العالم یشجب ویستنکر الأفعال الإرهابیة لعصابات داعش، مبینا ان العراقیین الیوم اقرب من ای وقت مضى للتقارب والتفاهم والجلوس على طاولة حوار، رافضا کل التصریحات التی تقول بتعمد المکونات الکبیرة فی العراق بتهمیش المکونات الاخرى".
واوضح ان " التهمیش قد یکون بسبب حالة الترکیز على قتال داعش، مستشهدا بتعاطی العراقیین مع المختطفات وترکیزه على المختطفات الایزیدیات مع ان هناک مختطفات ترکمانیات تعرضن الى ذات ما تعرضن له الایزیدیات انما اشد فالمختطفة الشیعیة تسبى ومن ثم تحرق وهذه الصور نقلتها المختطفات الایزیدیات الناجیات من بطش الإرهاب .
وأعرب السید عمار الحکیم عن " اطمئنانه بنهایة داعش کمشروع خبیث أرید له تمزیق العراق وان نهایة هذه العصابة باتت مسالة وقت لیس الا، مستشهدا بانتصارات الرمادی وبیجی ".