أثار تنفیذ حکم الإعدام فی عالم الدین البارز الشیخ نمر باقر النمر أزمة دولیة وسبب أیضا غضبا فی القطیف بالمنطقة الشرقیة من السعودیة تندیدا بحکم الاعدام المجحف.
وقال زعیم من اتباع مدرسة اهل البیت (علیهم السلام) فی مدینة القطیف "الناس غاضبون. ویشعرون بالدهشة حیث کانت هناک مؤشرات خلال الأشهر الماضیة على عدم تنفیذ أحکام الإعدام. الناس یستمعون لخطبه ولا یجدون دلیلا مباشرا على میله للعنف".
وفی القطیف التی یسکنها نحو ملیون شخص من اتباع اهل البیت (علیهم السلام) اتسمت الاحتجاجات بالسلمیة.
وتقع القطیف قرب منشآت نفطیة کبرى وشرکة أرامکو وهی الشرکة الحکومیة للطاقة فی السعودیة.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعی تسجیلات مصورة لمتظاهرین یهتفون بسقوط حکم آل سعود ویرددون هتافات أخرى معادیة للحکومة.
وقال سکان إن تصاعد الاحتجاجات یتوقف على استمرار قوات الأمن فی سیاسة غیر معلنة محورها السماح بتنظیم مظاهرات سلمیة إلى أن تهدأ من تلقاء نفسها أو تقمعها الشرطة.
ویعیش سکان القطیف التهمیش وتکرس الحکومة عزلها فعلیا عبر نشر نقاط تفتیش فی مداخل الشوارع الرئیسیة.
ولطالما اشتکى ابناء المنطقة الشرقیة من التمییز فی بلد یحکم بصورة شبه رسمیة بالمنهج الوهابی الذی یعتبر الشیعة کفارا، ویقولون إنهم یواجهون إساءة من الشیوخ الوهابیین ویندر أن یسمح لهم بأماکن للعبادة ولا بشغل وظائف مهمة فی القطاع العام.
وأجج تلک الشکاوى الأساسیة على مدار سنین بحسب أهل القطیف القبضة الأمنیة الشدیدة ضد مجتمعهم، ویتهمون السلطات بشن حملات اعتقالات وتوقیع عقوبات وإطلاق النار على محتجین عزل وتعذیب مشتبه بهم دون وجه حق.
والتقت رویترز بعدد کبیر من الشیعة السعودیین الذین سبق احتجازهم بعد احتجاجات 2011 حیث قالوا إنهم تعرضوا مرارا للضرب والحرمان من النوم لانتزاع اعترافات بارتکاب أعمال شغب.
ویقول محللون إن الحکومة تستخدم فی بعض الأحیان موقفا متشددا تجاه شیعة سعودیین لحشد قاعدة التأیید لها بین الوهابیین فی حین أن لمس أی ضعف فی قبول أی من مطالب الأقلیة یمکن أن یثیر غضبا یسعى متشددون "سنة" لاستغلاله.
واستهدفت سلسلة هجمات لتنظیم داعش بالسعودیة منذ نوفمبر تشرین الثانی 2014 الشیعة بالأساس فی إطار استراتیجیة تهدف فیما یبدو لاستخدام الانقسام الطائفی کسبیل لحشد الدعم للتنظیم بین "السنة".