06 March 2010 - 15:19
رمز الخبر: 1901
پ
السید علی فضل الله فی خطبة الجمعة:
الاستباحة الأمیرکیة لأمن لبنان وسیادته لا تنفصل عن الاستباحة الإسرائیلیة له

ألقى السید علی فضل الله، خطبتی صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامین الحسنین(ع) فی حارة حریک، فی حضور عدد من الشخصیات العلمائیة والسیاسیة والاجتماعیة، وحشد من المؤمنین، ومما جاء فی خطبته السیاسیة:
"فی فلسطین المحتلة، استباحت قوات الاحتلال الصهیونی المسجد الأقصى بعدما کانت استباحت مسجد بلال فی نابلس، والحرم الإبراهیمی فی الخلیل لتوحی بأن الأمور بدأت تتجه نحو المرحلة النهائیة التی یسقط فیها الأقصى الشریف فی أیدی الیهود المحتلین، بعدما لاحظ العدو استرخاء غیر مسبوق على مستوى الأنظمة والدول العربیة، وحتى فی الشارع العربی. وإلى جانب هذه الاستباحة، أعلن الاحتلال عن البدء ببناء 600 وحدة سکنیة استیطانیة فی القدس، لیوجه رسالة أخرى إلى العرب والمسلمین یعلن فیها إمعانه فی انتهاک حرمة الأقصى والقدس ومسرى الرسول الأکرم(ص)، حتى فی الوقت الذی یحتفل العالم الإسلامی بولادته".
وقال:" اننا فی الوقت الذی نحیی الشعب الفلسطینی على وقفته المستمرة فی الدفاع عن الأقصى الشریف، ومواجهته جیش الاحتلال والمستوطنین الذین حاولوا تدنیسه، بالأجساد العاریة، والقبضات المؤمنة، ندعو المسلمین والعرب إلى أن یستفیقوا من کبوتهم، وینهضوا من سباتهم، ویحملوا لواء الدفاع عن فلسطین والقدس وسائر المقدسات الإسلامیة التی لا یتوانى الاحتلال عن انتهاکها فی ظل الإصرار العربی والإسلامی على سلوک طریق الاستضعاف والهوان، إن من المعیب حقا أنه إلى جانب هذا العدوان الصهیونی المستمر على الفلسطینیین وقضیتهم، وتراثهم، ومقدساتهم، وأرضهم، یصر البعض فی الساحتین العربیة والفلسطینیة على الرضوخ لشروط العدو والتحضیر لاستئناف المفاوضات معه، بدلا من التحضیر الجدی لانتفاضة شعبیة من شأنها تغییر المعطیات، وفضح العدو أکثر أمام أعین العالم، لتکون هذه الانتفاضة هی السبیل لتوحید الصفوف الفلسطینیة الداخلیة، وإطلاق عجلة المصالحة، وتغلیب منطق المواجهة الذی یفهمه العدو، على منطق الرضوخ الذی أفقد هؤلاء کل شرعیة ومصداقیة أمام شعوبهم، وأمام شعوب العالم العربی والإسلامی".
وتابع:" إننا فی الوقت الذی نستمع إلى مسؤولی العدو الذین یوزعون التهدیدات فی کل اتجاه، والذین یوزعون أقنعة الغاز على مستوطنیهم ویعلنون الاستعداد للحرب، نستغرب کل هذا السعی المباشر أو غیر المباشر من قبل الجامعة العربیة والکثیر من القیادات العربیة، لتقدیم صورة مغایرة عن حکومة "نتنیاهو" إلى العالم، وذلک من خلال الرضوخ لمنطق التفاوض معها مجددا، لکی تبرز بثوب السلام، مع أنها حکومة حرب، ولا تملک أن تقدم إلى الفلسطینیین والعرب إلا الإرهاب والعدوان والوحشیة".
واوضح "فی موازاة ذلک، نلحظ إصرارا غربیا على محاصرة إیران، بفعل تواطؤ الکثیر من الإدارات الغربیة مع کیان العدو، وانخراطهم فی أجواء الحملة الإسرائیلیة الداعیة إلى معاقبة إیران وفرض حصار اقتصادی واسع علیها، وانضمام وکالة الطاقة الدولیة إلى ذلک من خلال إیحاءات یطلقها مدیرها الجدید، على الرغم من تعاون إیران بشفافیة عالیة مع الوکالة، الأمر الذی یفترض انسجاما فی الموقف الإسلامی العام للرد على هذه الحملة التی تضع الجمهوریة الإسلامیة فی مرمى سهامها واتهاماتها، لتصل فی نهایة الأمر إلى ضرب کل قوى الممانعة والمقاومة فی العالم الإسلامی والعربی. ونصل إلى لبنان، لنلاحظ أن الاستباحة الأمیرکیة لأمنه وسیادته لا تنفصل عن الاستباحة الإسرائیلیة له، والتی تتم تارة من خلال العدوان الجوی أو البری، وأخرى من خلال شبکات التجسس التابعة "للموساد". ولعل المشکلة تکمن فی عدم بروز موقف لبنانی حاسم یدعو إلى معاقبة السفارة الأمیرکیة، ویحمل المسؤولیة للمعنیین، ویشیر إلى انتهاک السیادة اللبنانیة، وخصوصا ممن یرفع لواء السیادة ویتحدث عن رفض الوصایة الأجنبیة بصرف النظر عن هویتها وجنسیتها".
وختم: " نلتقی بعد یومین بالذکرى الخامسة والعشرین لمجزرة بئر العبد التی مثلت وصمة إرهاب ووحشیة رهیبة فی جبین الإدارة الأمیرکیة وکل من ساعدها وعمل على تنفیذ مخططها بهدف النیل من الاسم الرمز، وقد قال مدیر المخابرات المرکزیة آنذاک، ویلیام کایسی، بأن فضل الله أصبح مزعجا للسیاسة الأمیرکیة وأن علیه أن یرحل.إننا عندما نستذکر هذه المجزرة الرهیبة بحق المئات من الضحایا الذین استشهدوا أو جرحوا، نستذکر الوحشیة الأمیرکیة، وإرهاب الدولة المنظم، ونتساءل: إلى أی مدى سیواصل الأمیرکیون استباحتهم للأمن اللبنانی والاعتداء على اللبنانیین دونما محاسبة، ومن دون أن تعمل الدولة على الاقتصاص منهم أو رفع دعوى ضدهم، أو أن المسألة لا تزال فی نطاق التواطؤ الذی یمهد السبیل لجرائم أخرى ویبقی البلد ساحة مفتوحة لمخابرات الآخرین وبطشهم وظلمهم".

المصدر: الوکالة الوطنیة اللبنانیة للإعلام

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.