08 March 2010 - 14:50
رمز الخبر: 1919
پ
بيان المجلس العلمايي:لا لمكافئة الاحتلال والعدوان<BR>
<BR> 

أصبح التطبيع مع الكيان الصهيونيّ الغاصب والمحتل قدراً أمريكياً محتوماً، وفرضاً استكبارياً واجباً على أنظمة الحكم في عالمنا العربيّ والإسلاميّ، وأصبحت هذه الحكومات ومسؤوليها كباراً وصغاراً يتهافتون مسارعين لتأييد وتنفيذ كل مفردة من مفردات التطبيع إرضاء للسيّد الأمريكي، متناسين بشكل تام المجازر الصهيونية المستمرة على الشعب الفلسطيني المظلوم، وما يرتكبه هذا الكيان اللقيط من علميات اغتيال وتصفية مفضوحة، واستمرار في الاستيطان، واستيلاء على المقدسات، وحصار خانق مطبق على الشعب الفلسطيني صغاراً وكباراً رجالاً ونساءً.. وكأنّهم بذلك يكافئون العدو الصهيوني على جرائمه واعتداءاته المستمرّة.

وكم هو غريب أن تدّعي هذه الأنظمة أنّها تمثل شعوبها، وهي تمارس سياسة ومنهجية مناقضة لإرادة شعوبها، متجاهلة ومتجاوزة للمجالس النيابية التي يفترض فيها أنّها تمثّل إرادة الشعوب، وإن دلّ هذا على شيء فإنّما يدلّ على عزلة هذه الأنظمة عن شعوبها واستهتارها بمشاعر الأمّة.

وفي هذا السياق تأتي اللقاءات السريّة والمصافحات الوديّة والتصريحات الإيجابية من قبل بعض المسؤولين في الأنظمة العربية التي تصبّ في صالح التطبيع مع الكيان الصهيوني ورفع العزلة عنه، ولا شكّ أنّ التطبيع النفسي والإعلامي يمثّل مقدمة للتطبيع السياسي والاقتصادي، ويعدّ تصفية لقضيّة الشعب الفلسطيني وتضييعاً لحقوقه وطعناً له من الخلف.

وفي هذا الإطار توضع التقارير الصحفيّة التي كشفت عن زيارة قام بها وزير خارجية البحرين لمقر حركة "حباد" الدينية اليهودية المتطرفة في واشنطن، وبمشاركة مجموعة من كبار ممثّلي اللوبي اليهودي وأعضاء بارزون من منظمة "إيباك" واللجنة اليهودية الأمريكية، ومنظمة "بني ابريت" ومندوب عن اللجنة الأمريكية اليهودية لمكافحة التشهير وبعض الشخصيات اليهودية النافذة في واشنطن، والتصريح الذي نقل عنه أثناء اللقاء أنّه قال: "على الجميع أن يدرك أنّ إسرائيل لها وجود تاريخي في منطقة الشرق الأوسط وأنّها موجودة هناك في تلك المنطقة وإلى الأبد" وأضاف: "حينما يدرك الآخرون تلك الحقائق فإنّه سيكون من السهل التوصّل للسلام بين دول المنطقة وإسرائيل ".

ونحن إذ نعرب عن رفضنا القاطع وإدانتنا التامّة لهذه السياسة الخاطئة وهذا التجاوز الخطير والانتهاك السافر، نطالب المجلس النيابي أن يساءل الوزير المذكور ويحاسبه، كما نؤكّد على حقيقة أنّ الكيان الصهيوني غدّة سرطانية في جسم الأمّة لا بدّ من استأصالها ومحاصرتها ولا يمكن التعايش معها أبداً، والمطلوب من الأمّة شعوباً وحكومات أن يكون لها موقف حازم وقوي تجاه هذا الكيان العدواني لا أن يكافئ على عدوانيته وعنجهيّته.

وإنّنا على يقين أنّ مثل هذه السياسات والمواقف المتخاذلة والضعيفة سترجع على أصحابها بالعار والشنار، ولن تستطيع أن تفتّ من عضد الشعوب العربية والإسلامية في دفاعها عن القضية الفلسطينية، ولن توهن عزم المجاهدين والأبطال بل ستكون دافعاً لمزيد من الصمود والمقاومة والوقوف بكلّ قوّة أمام هذا الكيان الإرهابي الغاصب، وستبقى فلسطين شامخة أبية رغم الآلام والتضحيات.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.