24 August 2009 - 12:07
رمز الخبر: 382
پ
العلامة فضل الله استقبل وفد لجنة دعم المقاومة فی فلسطین:
رسا / أخبار الحوزة العالمیة - دعا العلامة السید محمد حسین فضل الله، کل المعنیین بالمسألة الفلسطینیة إلى البحث عن خطط وبرامج عملیة لإعادة المقاومة إلى حیویتها وحرکیتها داخل الساحة الفلسطینیة، مشیراً إلى أن تغییب مشروع المقاومة وإضعافه یعنی تقدم المشروع الأمیرکی الإسرائیلی خطوات نحو الأمام،
فضل الله

داعیاً إلى العمل لإعادة القضیة الفلسطینیة إلى دائرة الضوء العالمیة من الساحة الإسلامیة والعربیة والفلسطینیة بعدما أوشک العدو على احتلال العقول بعد احتلاله للأرض، مؤکداً أن مشروع المقاومة یتعرض لحال حصار غربیة ودولیة وعربیة لکسر شوکته، ملاحظاً تقدم المشاکل داخل الساحة الفلسطینیة على مشروع المقاومة والمواجهة.

استقبل العلامة فضل الله وفد لجنة دعم المقاومة فی فلسطین، برئاسة الشیخ حسین غبریس، الذی وضعه فی أجواء الملتقى اللبنانی الفلسطینی الذی عقد تحت عنوان "حق العودة ورفض التوطین"، وبحث الوفد مع سماحته فی سبل دعم المقاومة فی فلسطین فی ظل الضغوط الصعبة التی تنهال على الشعب الفلسطینین والانقسامات الحاصلة داخل الساحة الفلسطینیة.

ورأى السید فضل الله فی خلال اللقاء أن مشروع المقاومة فی فلسطین یتعرض إلى حال حصار عربیة ودولیة کبرى تهدف إلى کسر شوکته وشل حرکته، مشیراً إلى أن الکیان الصهیونی نجح ـ إلى حد ما ـ فی خلط الأوراق داخل الساحة الفلسطینیة بالطریقة التی فاقمت من الخلافات بین الفلسطینیین وباعدت بین الفرقاء الأساسیین داخل هذه الساحة، وعملت على تطویق حرکة المقاومة، بمساعدة من أطراف عرب فی کثیر من الأحیان.

أضاف: لقد تقدمت المشاکل الداخلیة التی تفاعلت فی الأشهر الأخیرة داخل الساحة الفلسطینیة على مسألة مواجهة العدو، ولاحظنا استغراقاً متصاعداً بهذه المشاکل بما شغل الساحة عن تدبیر الأمور لمواجهة مخططات العدو، حتى أن السجال الداخلی فی هذه الساحة یکاد یترکزّ على ما تقوم به هذه الجهة الفلسطینیة ضد الجهة الفلسطینیة الأخرى، فی عملیة تخاطب وتراشق مستمرة یتناسى فیها الجمیع مشروع المقاومة، أو یجعلوه خلف ظُهورهم، إلى أن سمعنا کلاماً خطیراً قیل بالأمس القریب مفاده أن المفاوضات هی الطریق الوحید، وأن لا طریق غیره، والحال أن هذا الخیار هو المعتمد منذ عقود من دون أن یحقق للفلسطینیین شیئاً، وفی الوقت عینه نلاحظ أن إسرائیل لا تتحدث إلا عن الحرب فی الوقت الذی یتحدث هؤلاء عن المفاوضات العبیثیة.

أضاف: إننا نخشى من أن الخطة المرسومة دولیاً والتی بدأت بعض ملامحها العربیة تظهر تباعاً تقوم على تسهیل الأمر أمام انتشار متسارع للاستیطان، یقود إلى إلغاء فعلی لحق العودة، ویحقق الطموحات الإسرائیلیة الأساسیة، من دون أن یمنع ذلک العرب من البدء بخطوات عملیة فی مسألة التطبیع، وخصوصاً أننا قرأنا کلاماً لأحد المسؤولین العرب لصحیفة إسرائیلیة یؤکد فیه بأن حق العودة قد سقط فعلیاً، وأن حدیث العرب عنه یهدف إلى تحقیق رغبة نفسیة معنیة فحسب، وبالتالی فهو لا یشیر إلى تنازل على مستوى حکمه وسلطته فقط، بل یرید أن یفتح الأبواب بالکامل أمام العدو لاستباحة الساحات العربیة الأخرى من الزاویة التی ینطلق منها لإنهاء القضیة الفلسطینیة بالکامل.

وتابع:علینا أن نبحث عن طریقة نخطط من خلالها إلى عودة المقاومة إلى حیویتها وحرکیتها على الساحة الفلسطینیة، حتى وإن انطلقت المسألة بشکل جزئی فی البدایة، لأن تغییب المقاومة عن المیدان الفلسطینی یعنی أن مشروع القضاء على القضیة الفلسطینیة یتقدم إلى الأمام بما یفسح فی المجال للطروحات الأمیرکیة الاستسلامیة لکی تتقدم خطوات فی صعید الواقع، وعلینا أن نعرف أن جزءاً من الحملة الإسرائیلیة المرکزّة على المقاومة فی لبنان یتصل بفلسطین والمسألة الفلسطینیة، لأن العدو یعمل على عزل المسالة الفلسطینیة عن المحیط العربی والإسلامی بالکامل، کما یعمل لعزل الفلسطینیین فی الداخل کلمة واحدة لحساب مشروع الدولة الیهودیة العنصریة الخالصة التی تُنهی مشروع الدولة الفلسطینیة واقعیاً وإن تواصل الحدیث عنه على ألسنة السیاسیین أو فی وسائل الإعلام، لأنه لم یأتِ وقت تعرضت فیه القضیة الفلسطینیة إلى هذه الهجمة المرکزة الهادفة إلى الاستباحة الکاملة کما فی هذا الوقت.

وقال: إن على کل المعنیین بالمسألة الفلسطینیة من إسلامیین ووطنیین وعروبیین أن یفکروا جدیاً فی القیام بخطوات وبرامج عملیة تعید القضیة إلى مساحة الضوء العالمیة من العنوان الإسلامی والمسیحی والعربی والفلسطینی، لأن القضیة هی أن الیهود المحتلین لم یغتصبوا الأرض ویرکزوا فیها الاستیطان فحسب، بل عملوا على احتلال العقل الغربی، ومصادرة العقول العالمیة عبر أساطیرهم وخرافاتهم، وأخشى أن أقول إنهم أوشکوا على مصادرة العقل العربی، لأننا بدأنا نستمع إلى بعض النماذج ممن یضعهم البعض فی دائرة النخبة العربیة المثقفة ممن ینصح الفلسطینیین بالنزول عند الشروط الإسرائیلیة والأمیرکیة حتى یحصلوا على شیء، أی شیء، کما نستمع إلى نصائح من هؤلاء بضرورة الإنصیاع للمنطق الأمیرکی حتى لو ذهبت الحقوق العربیة والإسلامیة بالکامل إلى جیوب الأمیرکیین وخزائنهم وبنوکهم المفسلة؟.

وختم کلمته داعیاً إلى الاستمرار فی المحاولة والمحاورة على المستویات کافة حتى تبقى فلسطین فی البال، وحتى نرکزّ فکرة القدس فی قلب الذاکرة العربیة والإسلامیة، فلا تستطیع جیوش الأرض أن تقتلعها وإن اقتلعت الحجر والشجر، ومهما أزهقت من أرواح البشر.

المصدر: الوکالة الوطنیة اللبنانیة للاعلام

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.