30 June 2016 - 18:17
رمز الخبر: 422653
پ
اصدر المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية بيانا بمناسبة يوم القدس العالمي الذي يصادف آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، اكد فيه ان احتلال فلسطين كان تمهيدا لفرض الهيمنة الصهيونية على مقدرات المسلمين .
مجمع التقريب

ودعا البيان المسلمين للاحساس بالمسؤولية والتصدي للمؤامرات العالمية والاقليمية وعلى رأسها مؤامرات الكيان الصهيوني الرامية لتدمير العالم الاسلامي وتفتيته الى كيانات قومية ومذهبية، منوها الى ان الارهاب المستشر في اسيا وافريقيا واوربا يدخل ضمن هذا التآمر العالمي الصهيوني .

 

ودعا المجمع جميع الشعوب الاسلامية الى ان يهبوا في هذا اليوم العالمي للدفاع عن القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني المظلوم .

 

وفيما يلي نص البيان :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين .

يعود يوم القدس. يعود في كل جمعة من آخر شهر رمضان المبارك، ليذكرنا بجرحنا النازف في فلسطين وجراح أمتنا في كل مكان.

يعود ليذكرنا بما أحاط أمتنا من تآمر دولي انتهى بزرع غدة سرطانية في قلب العالم الإسلامي.

 

يعود ليذكرنا بأكبر همّ إسلامي عاشه الرساليون في القرن الأخير، وبما قدموه من مشاريع لإنقاذ الأمة من هذا الكابوس الصهيوني، وعلى رأسهم الفقيه الزاهد الثائر العارف بالله الإمام روح الله الموسوي الخميني (رضي الله عنه وأرضاه).

 

يعود يوم القدس ليذكرنا بصمود أمتنا خلال سنوات الاحتلال المتمادية وما سجلوه من ملاحم بطولية في مواجهة العدوّ المحتل ومَنْ وراءه من قوى الشرّ العالمية.

 

يعود يوم القدس ليذكرنا بالدماء، الزكية التي أريقت من أجل أن تبقى فلسطين حيّة في الأرواح والقلوب والعقول، ومن أجل مواجهة الهزيمة النفسية التي أريد فرضها على الأمة، ومن أجل الدفاع عن العزّة والكرامة.

 

احتلال فلسطين كان بداية مشروع كبير أُريد منه فرض حالة الذل والشعور بالهوان في الأمة الإسلامية بأجمعها. وبالتالي تنفيذ مخطط الهيمنة الصهيونية على كل مقدرات المسلمين. لكن المقاومة الفلسطينية ومواقف الشعوب الإسلامية حالت دون تنفيذ هذا المشروع، ثم جاءت الثورة الإسلامية لتنزل صاعقة على رؤوس الصهاينة ومَن وراءهم. ثم ظهرت المقاومة الإسلامية في فلسطين وفي جنوب لبنان لتضخّ في شرايين العالم الإسلامي دمًا متدفقًا يبشّر بعودة الأمة إلى مكانتها الكريمة على ظهر الأرض.

 

وما إن رأى الصهاينة وقوى الهيمنة العالمية نموّ هذا الأمل واتساع نوره، حتى أحاطوه بتفجير بقاعٍ من بلاد المسلمين وإغراقها بالدماء والدمار بأموال نفط المسلمين، تحت عناوين مختلفة.

 

ووسط هذا الجوّ الذي يكاد أن يخيم فيه ظلام القتل والبطش والهدم والإعلام المضلل المضاد نرى صوت العزّة يتواصل من الجمهورية الإسلامية ليقاوم كل هذه التحديات، ونرى صمود الشعب الفلسطيني وتقديمه قوافل الشهداء ليسجل إرهاصات بزوغ فجر انتفاضة الأقصى الثالثة، ونرى صوت الشعوب الإسلامية بل كل أحرار العالم ينطلق في مناسبات متعددة من كل عام وخاصة في يوم القدس العالمي ليعلن أن القضية الفلسطينية حيّة في النفوس ولا يمكن تغييب الذاكرة تجاه هذا الظلم الذي نزل بحق الأمة الإسلامية.

 

لا يخفى على أي مراقب للظروف الاستثنائية التي يمرّ بها العالم الإسلامي أن كل ما ينزل بالمسلمين من كوارث إنما يدخل في دائرة المخططات الصهيونية، وأن المنفذين لهذا المخطط هم قوى الهيمنة العالمية وعلى رأسها أميركا، بمساعدة قوى إقليمية معروفة بارتباطها بالكيان الصهيوني.

 

أيها المسلمون .. يا أحرار العالم

إنكم اليوم أمام مسؤولية كبيرة تجاه الله وتجاه شعوبكم وامام الجيل الجديد والأجيال القادمة.. مسؤولية إزالة أكبر ظلم نزل بحقّ شعب احتُلت أرضه وشُرّد ابناؤه وفُرض عليه أبشعُ ألوان العنصرية والإرهاب.. مسؤولية مواجهة مؤامرة عالمية وإقليمية لتدمير العالم الإسلامي وتضييع هويته وفرض حالة الإذلال عليه. إن البشرية بأجمعها مهددة اليوم بهذا التآمر من شرذمة عنصرية تدعي أنها شعب الله المختار.. مهددة في إنسانيتها وكرامتها واقتصادها وقيمها وهويتها واستقرارها وأمنها. هذا الذي تتعرض له آسيا وأفريقيا واوربا من عمليات إرهابية هو جزء من تأمر الصهيونية العالمية.

 

فلنهبّ في يوم القدس العالمي لنفضح هذه القوى الشرّيرة ولندافع عن القضية الفلسطينية التي هي مبعث كل قضايانا ومصائبنا في العالم الإسلامي بل في العالم أجمع.

 

ونحن من منطلق اهتمامات المجمع العلمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية نرصد بدقة ما يجري في الساحة من صراع طائفي على مستوى المواجهة الدامية وعلى مستوى الإعلام، ونرى أن خيوطه تمتد إلى بؤرة واحدة هي الدائرة الصهيونية العالمية التي تحرك دُماها مستغلة تعصّب الجاهلين وتعاون المأجورين، لتثير الحساسيات المذهبية بين طوائف المسلمين.

 

إننا واثقون إن كل هذا التحرك المعادي للإنسانية سيبوء بالفشل، وأن هذا التآمر قد يؤخر ساعة النصر ولكنه لا يستطيع أن يغيّب ذلك اليوم الذي تنتصر فيه القيم الإنسانية على الظلم والعنصرية والهمجية والعدوان. كما أن حركة الأمة للتصدي لهذا العدوان سوف يعجل ـ بإذن الله ـ من وصول اليوم الموعود الذي ينتصر فيه المستضعفون. ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا) .

صدق الله العلي العظيم

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.