06 September 2016 - 15:44
رمز الخبر: 423771
پ
أبنّت الجماهير العلمائية النجفية اليوم سماحة السيد قاسم السيد هجر المفضل الموسوي الذي توفاه الأجل في الثلاثين من شهر آب المنصرم بعدَ عمرٍ قضاهُ في خدمة الحوزة الدينية والحركة الإسلامية، حيثُ أختيرَ وكيلاً لكل مراجع النجف الأشرف، بدءاً من السيد مُحسن الحكيم (قدس) وصولاً إلى مراجع النجف الحاليين (أطال الله بقائهم).
النَجف الأشرف تؤبن وكيل مراجع الدين السيد قاسم السيد هجر

مراسل وكالة رسا للأنباء حَضر حفل التأبين الخاص الذي أقامهُ جمعٌ من علماء الحوزة الدينية وأصدقاء الراحل في الحسينية الأعسمية في النجف الأشرف، وحدثنا السيد الدكتور حميد قاسم هجر نجل الراحل قائِلاً: "نُعزي أنفسنا والوسط الديني والحوزوي بوفاة علم مِن أعلام هذا الوسط، تقلدَ سماحتهُ وكالة المرجعية منذ زمن مرجعية السيد محسن الحكيم (قدس)، بعد ذلكَ أصبحَ وكيلاً للسيد الخوئي (قدس)، ثم أصبح وكيلاً لمراجع الدين الكبار السيد السبزواري والسيد السيستاني والشيخ الغروي والسيد الصَدر والسيد حسين بحر العلوم والشيخ بشير النجفي والسيد محمد حسين فضل الله، فقد كان معتمدهم وثقتهم، وكل الشخصيات الدينية التي تسلمت وتسنمت مناصب القيادة الحوزوية كانت تَخصهُ بثقتها، والسيد (رحمهُ الله) كان لهُ دور فاعل ولهُ شخصية محبوبة ومقبولة، حتى عند الأطراف التي كانت مختلفة في أراءها".

وأضاف نجل الراحل السيد الدكتور حميد الموسوي قائِلاً: "تسلم السيد وكالة المرجعية في حقبة تأريخية عصيبة، في وقتٍ قلَّ فيهِ المناصِر والمواجه، قلَّ فيهِ من يمكن أن يعادي ذاكَ النظام الجائِر، حيثُ في زمن الثمانينيات والتسعينييات تعرضَ إلى مآسي كُبرى، حيثُ أنهُ تعرضَ للإعتقال ما يَقرب الأربعة والثلاثين شخصاً مِن أخوتهِ وأقاربهِ في زمن الطاغية، ثم تم إعتقالي أنا وأخي (أبناء المرحوم)، وكانَ محاصراً إيما حِصار في تلكَ الفترة، لكنهُ بقى في حكمةٍ كبيرة، كانَ همهُ الوحيد تثبيت أركان الدين، فحرصَ على إقامة صلاة الجماعة، وواضبَ على إقامة الشعائِر الحسينية".

وتابعَ نجل الفقيد حديثهُ واصفاً تعامل نظام البعث الدكتاتوري معَ والده الراحل قائلاً: "أستدعي سماحة السيد مراراً وتكراراً من قبل أركان النظام البائد، لعلّهُ يخفف مِن حِدة خطابه، وإلا سوف يلاقي ما يلاقي، وبعدَ ذلكَ تم إعتقالهُ وأفرج عنهُ بأرادة ألهية خالصة، وعلى هذا الأساس طلبَ منهُ سماحة السيد محسن الحكيم (قدس) الإنتقال من الكاظمية المقدسة موطن نشاطهُ الأصلي إلى ذي قار حيثُ ولدَ وعاش هناك، وكانت بداية المضايقات في حقبة عبد الكريم قاسم والتضييق الذي حصلَ على الكاظمية المقدسة، فأصبحت لهُ الريادة والقيادة هناكَ في ذي قار، وأصبحَ أستاذاً في مدرسة العلوم الدينية، وبعدها أسس جمعية التضامن الإسلامي، أيامَ ما كانت هناك أبداً حركة توعوية إسلامية".

وفي الحديث عن موقف سماحتهُ من الحراك الإسلامي أبان السيد محمد باقر الصدر في العراق والإمام روح الله الخميني في إيران قال :"لقد كانَ الفقيد وكيل السيد محمد باقر الصدر (قدس)، وفي آخر أيام السيد الصَدر وعندما كانَ تحت الإقامة الجبرية دخلَ عليهِ السيد الفقيد، وقد خصهُ السيد الصدر بتوجيهات ونصائح لكنهُ لم يفصح عنها حتى يوم وفاتهِ (رضوان الله عليه)، لكن السيد كان من المباركين والمؤيدين لهذا الحِراك الإسلامي، فكل شيء كانَ بهِ نصرة الإسلام كانَ الفقيد معه".

من جهتهِ عبرَّ سماحة السيد محمد الياسري مدير مكتب حزب الدعوة الإسلامية على ألمه البالغ بفقدان السيد قاسم السيد هجر الموسوي عاداً إياه شخصية نادرة في تأريخ العراق الحديث، قائلاً: "لقدَ كانَ الفقيد علماً من أعلام الحركة الإسلامية في العراق، نشأ على يديه الكريمتين العديد من الشخصيات التي أصبحت ذات تأثير في المجالات المختلفة، وكانَ حريصاً على تطبيق رؤية المرجعية الدينية، فنادى بالإصلاح وغلقَ بابهُ بوجهِ المتعثرين بالأداء الحكومي تعبيراً عن رفضهُ القاطع لسلوكهم السياسي والإداري، ورحلَ رحيلاً مفجعاً تاركاً أثره في قلوب محبيهِ من كل الأوساط العراقية".(۹۸۶۲/ع۹۲۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.