07 September 2016 - 15:07
رمز الخبر: 423784
پ
نائب الأمین العام لحزب الله:
أکد نائب الأمین العام لحزب الله الشیخ نعیم قاسم أن الدور السعودی «فهو دور داعم مالیاً ورافض لأی حل سیاسی مع الرئیس بشار الأسد، وهو أسوأ من الدور الأمیرکی، لافتًا إلی أن النظام السعودی یدعم الجماعات الإرهابیة المسلحة ویمنع الحل السیاسی فی سوریا.
الشيخ نعيم قاسم

موقف الشیخ قاسم هذا جاء فی سیاق حدیث مطول مع مجموعة من الصحافیین، نشر الیوم الأربعاء، وتناول مختلف التطورات المحلیة والإقلیمیة، أکد فیها أن نظام آل سعود هو الذی یعیق الحلول لأزمات المنطقة، ویمنع انتخاب رئیس للجمهوریة اللبنانیة. معربًا عن قناعة حزب الله بأن رئیس «تکتل التغییر والإصلاح» النیابی العماد میشال عون هو الأجدر للرئاسة اللبنانیة لاعتبارات عدة، 'وإلا لما أجری رئیس «تیار المستقبل» النائب سعد الحریری منذ سنتین حواراً معه والاتفاق علی انتخابه فی السابع من آب الماضی'. مشددًا علی أنه 'إذا وافقت السعودیة علی عون رئیساً ینتخب غداً'.

ولخص موقف حزب الله من الأحداث فی سوریا بالقول: 'نحن موجودون لدعم الدولة السوریة. یکفینا أن تبقی الدولة السوریة واقفة، قویة، موحدة، متماسکة مع محور المقاومة (...) وما دامت هناک حاجة لبقائنا فی سوریا فنحن باقون والزمن هو الحل'. موضحًا أنه منذ البدایة 'کان هناک طرف یقول إن ما یحدث مؤامرة لتغییر النظام المؤید للمقاومة بآخر یتعایش مع «إسرائیل»، فیما الطرف الآخر کان یری فیها محاولة لإجراء إصلاحات، واضطرت المعارضة إلی القیام بالعسکرة. وتبین بعد فترة أن ثمانین دولة أرسلت مقاتلیها إلی سوریا، وأعطت أمیرکا وأوروبا وعدد من الدول العربیة والإسلامیة کل التسهیلات اللازمة والإمکانات المالیة والتدریب العسکری، وأصبحنا أمام جیوش من مختلف دول العالم تقاتل تحت رایة المعارضة والتغییر السیاسی'.

ورأی أن 'المطلوب فی سوریا هو إحلال شرق أوسط جدید للمرة الثانیة من بوابة سوریا، بعدما فشل من بوابة لبنان. نحن قاتلنا فی سوریا فی اللحظة التی شعرنا فیها بأن الخطر یزداد وإذا ضربت سوریا، فهذا یعنی أن المقاومة نالها قسط من الخطر'. وأضاف: 'کان الهدف من دخولنا الدفاع عن محور المقاومة، وحمایة لبنان ومقاومته'.

وحول الاتفاق الروسی ـ الأمیرکی، اعتبر أن 'محوره هو وقف الأعمال العدائیة بین الدولة السوریة والمعارضة التی یسمونها معتدلة وتحیید «النصرة» و«داعش» لیکونوا مسرح عملیات مشترکة بین الأمیرکی والروسی. السؤال هنا: کیف یمکن أن یتحقق هذا الأمر؟ وما هی التقنیات؟ هذا هو ما یناقشونه فی الاتفاق الذی أعادوا بحثه مجدداً، وإن کان لا یزال یتوقف علی ما سُمی خلافات تقنیة. ولکن لا اتفاق سیاسیاً إلی الآن وما یجری هو اتفاقات جزئیة. بعض الاتفاقات الجزئیة الأمنیة یمکن أن یبنی علیها اتفاق سیاسی مستقبلی ویمکن لا'.

وعن الدور السعودی أوضح الشیخ قاسم أن هذا الدور هو دور داعم مالیًا للمجموعات الإرهابیة المسلحة، ورافض لأی حل سیاسی مع الرئیس بشار الأسد، وهو أسوأ من الدور الأمیرکی'. جازماً بأنّ الریاض أصیبت بالکثیر من الانتکاسات العسکریة علی الأرض السوریة.

واعتبر الشیخ قاسم أن الکلام عن أن ترکیا تتقدم هو مبالغ فیه، وقال: 'ترکیا تراجعت. کانت تملک طموحات کبیرة جداً ولکنها تقلصت. بالمحصلة، جمیع من هم فی هذا المحور أُصیبوا بنکسات، ولکن یبقی لدیه بعض الأمل للتأثیر فی المعادلة'.

وعن العلاقة بین روسیا وترکیا، رأی الشیخ قاسم أن هذه العلاقة 'لا تزال فی خطواتها الأولی، وقد قال بوتین إنها تحتاج إلی وقت لکی تعود الأمور کما کانت علیه، أما الکلام عن اتفاقات روسیة ـــ ترکیة فمبالغ فیه'. وقال: 'هناک قناعات متشابهة بین إیران وترکیا وروسیا، علی الأقل مثلاً فی شأن الملف الکردی، ولکنها لم تتحول إلی اتفاق سیاسی فی شأنها». هناک «قناعات مشترکة واتفاقات جزئیة علی موضوعات، ولکنها لا تعتبر اتفاقاً سیاسیاً شاملاً'.

وأکد أن 'من یقرأ الخریطة الیوم، یرَ أن الغلبة للدولة السوریة وحلفائها فی کثیر من المناطق، وآخر إنجاز کبیر هو حصار شرق حلب. فی البدایة، کانت مراهناتهم علی حلب، وحتی الاتفاق الروسی ـ الأمیرکی أُعدّت مسوَّدته وأصبح ناجزاً منذ نحو شهرین، قبل أن تبدأ معارک مزارع الملاح والکاستیلو. وتبین أن هذا الاتفاق کان یستهدف، من الجانب الأمیرکی، لجم التحرک السوری فی حلب. مع بدایة معرکة حلب وتحریر مزارع الملاح والکاستیلو انقطع الاتصال بین شرق حلب والریف الغربی وإدلب، وهذا ما جعلهم یتراجعون عن الاتفاق الذی بُنی علی اعتراف بأن «النصرة» مثل «داعش» ویجب أن تنفصل المجموعات المسلحة، المسماة معتدلة، عن «النصرة» لضربها کـ«داعش». فتح المسلحون فتح ثغرة الراموسة، ولکن منذ أسبوع أُقفلت بالکامل'.

وأضاف: 'باختصار، حصار حلب هو المشروع الحالی للدولة السوریة. أما الأمیرکی، فیخشی إذا طال الحصار أن یستسلم المسلحون فی حلب، وهذا یعنی خسارة کبیرة لواحدة من أدوات الضغط الأمیرکی علی سوریا. وقد کان الغرب وأمیرکا وحلفاؤها مزعوجین جداً من المصالحة فی داریا لأنها کانت بالکامل لمصلحة الدولة السوریة، وهم کانوا یریدون الدخول علی خط المصالحة لفروض شروط معینة'.

ورأی الشیخ قاسم، أن لا حل سیاسیًا فی سوریا فی المدی المنظور، 'إلی ما بعد الانتخابات الأمیرکیة. وکل الخطوات التی تحدث لا تعدو عن کونها جزئیة ومحدودة لا تصل إلی مرحلة التمهید حتی للحل السیاسی'.

وقال: 'نحن مرتاحون، إذ نقوم بواجباتنا، ومشروع الشرق الأوسط الجدید انکسر. وبرغم التضحیات التی تحملناها، إلا أنها بنظرنا وفّرت علینا تضحیات کبیرة وکثیرة کان یمکن أن تحصل فی کل بیت وشارع لبنانی لو ترک المسلحون فی منطقة القلمون وجوارها. مع ذلک، لا أقول إن الخطر التکفیری توقف عن لبنان ولن یتوقف، ولکنه ضعف بنسبة کبیرة جداً، ویجب أن نبقی حذرین ومتعاونین مع الدولة اللبنانیة والأجهزة الأمنیة والعسکریة لمنع فتح أی ثغرة یمکن أن ینفذ منها هؤلاء'.

وفی ما یتعلق بملف الرئاسة اللبنانیة، أعلن الشیخ قاسم أن 'قناعتنا کحزب أن العماد عون هو الأجدر للرئاسة لاعتبارات عدة، منها سعة تمثیله من ناحیة وموقفه الواضح من استقلال الدولة ودعم المقاومة وغیرها من الاعتبارات، ونعتبر أن من حق «التیار الوطنی الحر» الذی استقطب تأییداً مسیحیاً إضافیاً، فضلاً عن شعبیته، أن یکون الرئیس هو العماد عون، ولو لم تکن هذه النظریة صحیحة لما باشر سعد الحریری من نحو سنتین لإجراء حوار مع العماد عون والاتفاق معه علی أن یکون رئیساً، ولکن الذی منع یومها هو القرار السعودی'.

أضاف: 'الیوم، کرر «تیار المستقبل» المحاولة نفسها منذ نحو شهرین، وقد کان الطرفان راضیین عن المباحثات، لدرجة أنه وضع تاریخ السابع من آب الماضی لانتخاب الرئیس، وفی رأینا إن الذی منع فی الأول هو الذی منع مجدداً'. مشددًا علی أنه 'إذا السعودیة وافقت علی عون رئیساً ینتخب غداً'.

أکد الشيخ قاسم أن الحل فی لبنان ینطلق من انتخاب الرئیس. موضحًا أن 'کل التطورات التی تحصل لها علاقة بعدم وجود رئیس جمهوریة'، وقال: 'إذا حصل انتخاب رئیس، فهذا سیفتح الباب علی الکثیر من الإیجابیات، ولکن لا شیء یوحی بهذا الأمر، أما العماد عون فسیبقی متمسکاً بترشیحه، وعلیهم أن یختاروا... إننا أمام خیارین، ونحن نختار العماد عون، وأنا أقول إن لم نختر عون فنحن أمام خیار الفراغ، وأنا أوصّف الواقع'.

وشدد علی أن حزب الله لا یدعو إلی مؤتمر تأسیسی فی لبنان، وقال: 'من یدعُ إلی مؤتمر تأسیسی، فلیعمل علی إقناع بقیة الأطراف بعقده. (...) ونحن لیس لدینا مشروع لتعدیل اتفاق الطائف أو تغییره'.

وعن موقف حزب الله من الحکومة الحالیة، أکد الشیخ قاسم أن حزب الله یرغب فی أن تستمر، ویرغب فی أن یفتح المجلس النیابی أبوابه للتشریع وأن یتم إنجاز قانون انتخابی جدید یقوم علی مبدأ النسبیة، 'لکن تبقی هذه رغبات، أما تحقیقها فله علاقة بمدی تجاوب الآخرین'.

وعن موقف حزب من الانتخابات النیابیة، قال الشیخ قاسم: 'إذا وصلنا إلی هذا الاستحقاق، فنحن مع إجراء الانتخابات فی موعدها وضد التمدید للمجلس الحالی، ولکن السؤال: هل سنقدر علی إجراء الانتخابات؟'.

وردًا عن سؤال شدد الشیخ قاسم علی أن الظروف غیر مناسبة لإجراء حوار بین حزب الله وحزب «القوات اللبنانیة» الذی یرأسه سمیر جعجع، مؤکدًا أن 'هذا الحوار غیر وارد الآن'.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.