وقال الرئيس روحاني في الكلمة التي القاها في القمة السابعة عشرة لحركة دول عدم الانحياز، ان هذه القمة تنعقد في الوقت الذي يواجه فيه السلام في جميع ابعاده وفي جميع انحاء العالم الخطر والتهديد، حيث يتم خرق السيادة الوطنية للدول النامية تحت ذرائع مختلفة وبطرق متنوعة.
واضاف: ان مايحدث في النظام العالمي الحديث مقلق للغاية حيث تسيطر على العلاقات الدولية اليوم طموحات الهيمنة، كما لايزال التوجه نحو الاحلاف العسكرية قائم في اذهان بعض اللاعبيين الدوليين.
وشدد روحاني على ان ايران لم تعارض الارادة الشعبية والعالمية ابدا خلافا لما تروج له مكاتب اختلاق الاكاذيب واشعال الحروب،قائلا: ان دفاع ايران عن الحركات المطالبة بحقوقها لايتنافى بأي وجه من الوجوه مع القيم الانسانية المشروعة.
واردف: ان الاحداث المؤلمة التي تعرض لها الشعب السوري والعراقي والليبي خلال الاعوام الماضية نتيجة المنافسات المدمرة، عانى منها ملايين البشر حول انحاء العالم، وهذا دليل على عدم تحمل المسؤولية من قبل القوى الكبرى في العالم امام الجراح التي يتعرض لها الابرياء كل يوم.
الجمهورية الإسلامية البلد الأول الذي حذر من خطر الارهاب
ونوه روحاني الى ان العالم اجمع بات يعرف ان الجمهورية الاسلامية الايرانية هي البلد الاول الذي حذر من مغبة الخطر العالمي للارهاب التكفيري في سوريا فيما كانت بعض الدول غير المسؤولة في الشرق الاوسط والغرب مشغولة بتجهيز وتدريب الارهابيين التكفيريين، قائلا: نحن وقفنا الى جانب الشعب والحكومة في العراق وسوريا امام مجرمي المجموعات الارهابية.
ولفت الرئيس الايراني الى انه عقب تفشي الهجمات العنيفة لهذه المجموعات وانتشارها خارج سوريا اضطرت بعض الدول الداعمة للارهاب التكفيري الى تشكيل تحالف غير فعال ضد الارهاب.
واضاف: هذا كله في الوقت الذي لايزال المجتمع الدولي لم يلتمس ادنى نجاح في اعادة حقوق الشعب الفلسطيني المنتهكة وانهاء الاحتلال الصهيوني، ان القوى العظمى لم تساعد على تخفيف هذه الالام بل ساعدت الى حد كبير في استمرار الفقر والعنف والقتل والحرب وتشريد الملايين في دول النامية.
وبيّن الرئيس حسن روحاني ان جميع هذه الاحداث شاهد على انه يجب عدم الاعتماد على القوى العظمى للحصول على الامن والتنمية والتطور معربا عن اسفه حيال انتهاك بعض دول الحركة للمباديء الاولية لهذه الحركة ودعمها للارهابيين وتعكير السلام والتدخل في الشؤون الداخلية لجميع الدول الاعضاء.
واشار روحاني الى مقترح ايران خلال الدورة السادسة والثمانيين للجمعية العامة للامم المتحدة حول "العالم ضد العنف والتطرف" الذي ادى الى اصدار قرارين من قبل الجمعية العامة للامم المتحدة خلال عامي 2013 و 2015 قائلا: انني اؤمن بأن مواجهة التطرف والارهاب بحاجة الى تعاون بناء وصادق من قبل جميع اعضاء المجتمع الدولي.
يجب الا نغفل عن القضية الفلسطينية
وفي جانب آخر من كلمته نوه الرئيس روحاني الى ان التحديات الراهنة في جميع نقاط العالم يجب الا تجعلنا نغفل القضية الفلسطينية وشعبها المظلوم، قائلا: ان الشعب الفلسطيني لايزال محروما من حق ملكية الارض وسيادته عليها والعودة الى وطنه الام، وان اطلاق مصطلح "تمييز عنصري" على الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني ليس كافيا.
واضاف: ان الكيان الصهيوني يحاول عبر الاستفادة من التطورات الراهنة في منطقة الشرق الاوسط لاسيما ظهور داعش وانتشار الارهاب والتطرف، التعتيم على جرائمه ضد الشعب الفلسطيني والشعوب الاخرى في المنطقة.
دفاع ايران عن فلسطين لم يتأثر بالتطورات العابرة
واكد الرئيس روحاني ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تضع دوما دعم الشعب الفلسطيني وتطلعاته على رأس مباديء سياستها الخارجية وذلك انطالقا من المعتقدات الدينية والقيم الوطنية والانسانية السامية، مضيفا: ان قضية فلسطين ليست قضية خاصة بل قضية عامة واننا في ايران لم يتأثر دفاعنا عن فلسطين بالتطورات العابرة والسياسات الخاطئة واننا نشعر بالفخر لان الشعب والحكومة في ايران وقفت دوما الى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم تحت جميع الظروف.
واوضح روحاني ان السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية الايرانية قائمة على الاعتدال والتعامل والسعي لتسوية النزاعات والخلافات واساءة الفهم عبر الحوار والتعاون، لذلك رغم الاجراءات المعادية والضغوط السياسية والاقتصادية الممارسة ضد ايران تحت ذريعة الملف النووي، فإن الجمهورية الاسلامية الايرانية اكدت منذ البداية على اجراء مفاوضات بناءة، حيث ادت المفاوضات بين ايران ومجموعة الست الى التوقيع على "خطة العمل المشترك الشاملة".
وتابع: ان دعم دول عدم الانحياز للبرنامج النووي الايراني السلمي ودعم المفاوضات كان له دور مؤثر في ضمان الحقوق النووية المشروعة لايران والدول النامية.
الاتفاق النووي استراتيجية
واردف: في الحقيقة ان الاتفاق النووي ليس اتفاقا سياسيا فحسب بل استراتيجية وتوجه جديد للتعامل الايجابي والبناء بغية تسوية الازمات والتحديات سلميا في ظل هذا العالم المتأزم الذي حول استخدام السلاح والعنف الى فكرة رائجة، ويمكن للاتفاق النووي ان يكون بداية للتعاون الثنائي والشامل للدول في سبيل تقدم السلام والتطور في العالم.
وشدد الرئيس الايراني على ان ايران ترحب بالحل السياسي لانهاء الازمات في الدول التي تعيش حالة حرب في المنطقة قائلا: على جميع الدول في المنطقة ان تشعر بالكوارث الانسانية التي تضرب المنطقة من اليمن ومرورا بالعراق وسوريا وان توقف دعم الارهابيين.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)