وبين ان المقاتلين والمجاهدين الابطال مستعدين للقيام بواجباتهم تجاه عقيدتهم ومقدساتهم ووطنهم، مستدركا "لكن القلق يأتي من البعض الذي قد لا يستوعب حساسية التحدي وجسامته ويغرق في الحسابات الذاتية والمواقف الشخصية، او ممن يفكر في الحصول على قطعة ارض زائدة عن حدود ما يستحق هنا او هناك"
جاء ذلك في مؤتمر المبلغين والمبلغات النصف سنوي الذي يسبق شهر رمضان وشهر محرم الحرام في النجف الاشرف الخميس 22/9/2016.
صبر الشعب والمرجعية الدينية وراء المنجز الذي تحقق
رئيس التحالف الوطني أشار إلى أن داعش الانحراف والإرهاب اندحرت والعالم كله يشهد انه رغم كل المشاكل والمعوقات والتحديات الجسام اثبت العراقيون أنهم " قد ينحنوا ولكنهم لن يركعوا"، مبينا ان هذا المنجز يعود بفضل صبر هذا الشعب وإرادته وبفضل المرجعية الدينية تلك النعمة الآلهية العظيمة كونها الأب والراعي والموجه والبوصلة التي تحدد لنا المسار.
التجربة العراقية ارتكبت فيها أخطاء جسيمة
السيد عمار الحكيم عد مشروع بناء الدولة وتماسك المجتمع أساسا لمشروع حماية الوطن، مبينا ان نقطة الشروع هي الوحدة في الأهداف وان اختلفت المسارات فبدون وحدة الهدف والرؤية المشتركة والمشروع الواحد لا يمكننا المضي بعيدا في حماية الوطن وترسيخ دوره التاريخي والحضاري وترسيم دورنا كشعب حاضراً ومستقبلاً، مشيرا الى ان التجربة العراقية كانت صعبة ومرة وقاسية ارتكبت فيها العديد من الأخطاء و لعّل اغلبها لم يكن مقصوداً ولكنها أخطاء جسيمة كلفتنا كثيرا وكادت أن تصل الى درجة يضيع معها كل شيء، موضحا الأخطاء بالقول "احد أهم أسباب هذه الأخطاء إننا كنا نفكر بنظرية العقل المنفصل! ولم يقتصر الانفصال عن الأخر في التفكير بل تعداه الى الانفصال عن الواقع وعدم التفاعل مع الأحداث الاجتماعية والتطورات المتسارعة والتحديات الكبيرة والمعقدة التي واجهتنا بالمستوى المطلوب من العمق والجدية"
خارطة طريق للأولويات في المرحلة الراهنة والمستقبلية
سماحته بين ان المسؤولية الشرعية والأخلاقية والوطنية والإنسانية هي الموجه والمنظم لبوصلة "حركتنا في مهمتنا السياسية والمجتمعية"، داعيا الى وضع خارطة طريق للأولويات في المرحلة الراهنة والمستقبلية، معربا عن ثقته من أن العمل بنظرية العقل المنفصل والمشاريع الفئوية والخطوات المتعجلة والخضوع إلى ردات الفعل لا يؤدي الى أي نتيجة مرجوة، فضلا عن ان التأزيم والتصعيد والتشنج في المواقف قد يكسب جولة ولكنه يضيع المشروع والجمهور والوطن على حد سواء، محملا المبلغين مسؤولية تشكيل الوعي الجماهيري وتطمين الجمهور وتحصينه نفسيا امام موجات الإحباط واليأس، عادا إياها مسؤولية شرعية وإنسانية في زرع الأمل لدى الشعب ونقد السلبيات بموضوعية والبحث عن الإيجابيات وإبرازها.
تجربة التصدي للمسؤولية تختلف عن تجربة العمل المعارض
رئيس التحالف الوطني اكد ان تجربة العمل السياسي المباشر والتصدي للمسؤولية في ادارة شؤون الوطن والمواطن تختلف تماما عن تجربة العمل المعارض، لافتا الى ان هذه التجربة كانت محفوفة بكثير من التحديات وفي ظل تركة ثقيلة وتدخلات كبيرة اضافة الى فقدان وحدة المشروع والرؤية، مضيفا "مع ذلك فالعمل وتطوير الذات وتعديل المسار والانطلاق الى الامام بقوة وامل هو أولوية يجب ان لا نتنازل عنها"
ملفات تحرير الأرض وبناء الدولة تحتاج الى الوحدة
سماحته شدد على رص الصفوف الصفوف وتوحيد المواقف والوصول الى اتفاق ولو بالحد الأدنى من المشتركات أولوية في المرحلة القادمة، موضحا ان ملفات تحرير الأرض وبناء الدولة والمجتمع كلها تحتاج الى الوحدة وبتحرير الارض نكون قد "حققنا اهداف مشروع الوطن"، مخاطبا المؤتمرين "ان دوركم الديني والعقيدي والأخلاقي مهم واستراتيجي في المرحلة القادمة وان كانت هناك تجاوزات من البعض او خلط للأوراق والتوصيفات او محاولة لتوجيه إحباط الشعب ويأسه بالضد من أبناء المشروع الإسلامي" معربا عن ثقته بفشل هذه المحاولات كما فشلت مثيلاتها من قبل، لافتا إلى أن "هذا الصراع كان موجوداً في السابق وسيبقى في المستقبل"، مستدركا بالقول "لكن هذا لا يعفي من أساء لقيمة الدور الإسلامي بسلوكيات وممارسات خاطئة"، مؤكدا العمل مع قادة التحالف الوطني على ماسسته وتحويله من مجرد ائتلاف انتخابي لتقديم مرشح رئاسة الوزراء الى مؤسسة سياسية تخدم الدولة وتدعم العمل السياسي الواعي وتتفاعل مع الناس بجدية وفاعلية، معربا عن امله بالنجاح في هذه المهمة رغم إدراكنا بصعوبة المهمة وتعقيداتها ولكنها ليست بالمستحيلة اذا ما توفر الحد الأدنى من الاتفاق والكثير من النوايا الصادقة، مشيرا الى العمل لعقد الهيئة العامة للتحالف وهي اجتماعات لم تعقد منذ سنين، عادا الاستناد الى أرضية صلبة شرطا للانطلاق نحو المشروع الوطني، مؤكدا أن مأسسة التحالف تعتبر خطوة أساسية ومهمة لبلورة عمل سياسي ناضج وواعٍ يستفيد من الأخطاء ويستثمر الفرص ويواجه التحديات بذكاء وحكمة.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)