استُهِلَّ المؤتمرُ الذي شهد حضور وفود العتبات المقدّسة العلويّة والحسينيّة والكاظميّة والعبّاسية بالإضافة الى محافظي واسط وبابل وعددٍ من القيادات الأمنية بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق، جاءت بعدها كلمة العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية التي ألقاها السيد عدنان جلوخان الموسوي والتي جاء فيها: "في الواقع إنّ جامعة الطفّ التي وضع منهاجها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وشيّدها وترأّسها أبو عبد الحسين(عليه السلام) وعيّن فيها مجموعةً عظيمةً من الأساتذة، فأستاذها الأوّل أبو الفضل العبّاس(عليه السلام) وكذلك علي الأكبر وزهير بن القين وحبيب بن مظاهر وباقي الأصحاب الكرام، وهذه الجامعة فيها فروع وأقسام ومن هذه الأقسام -أستطيع أن أقول-: قسم الجهاد في سبيل الله، وأنا ذكرت هذا الأمر أوّلاً حتى نستذكر في هذا الاجتماع أولئك الأبطال الذين يقفون في سوح الوغى ويقطعون تلك الأيدي القذرة والأقدام النجسة، التي تريد أن تدنّس أرض عراقنا الحبيب وتنال من مقدّساتنا، وكلّ قسم الجهاد هذا هو من نتاج هذه الجامعة، أمّا القسم الثاني من أقسام جامعة الطفّ فهو قسم الخدمة الحسينيّة، وهذه الجامعة في الواقع لا يمكن أن يدخلها إلّا من يتمتّع بالولاء والحبّ والمودّة لأبي عبد الله الحسين وجدّه وأهل بيته الأطهار(عليهم السلام)، والخدمة تكون متنوّعة بالنسبة للموالين فمنهم من يخدم على المنبر ومنهم من يكتب عن حياته الزاخرة(عليه السلام) بمختلف جوانبها ومنهم من يخدم زوّاره، وهذه الخدمة أثرها وثوابها عظيم فهنيئاً لكم يا خدّام الحسين(عليه السلام) هذا الأجر العظيم".
جاءت بعدها كلمة رئيس ديوان الوقف الشيعي التي ألقاها بالنيابة عنه الشيخ حيدر السلامي والتي بيّن فيها: "إنّ الاهتمام بقضيّة الإمام الحسين(عليه السلام) وثورته لهو من أساسيّات المذهب الحقّ وطريقة أهل البيت(عليهم السلام)، حيث نجد الروايات الكثيرة التي تحثّ على إقامة العزاء عليه وذكر مصائبه وما جرى عليه وعلى أهل بيته وعياله، كما نجد سيرة علمائنا القدماء والمحدثين قائمةً على ذلك فضلاً عن تصريحهم بلزوم الاهتمام بشعائر الحزن على سيد الشهداء، حيث طوّر أتباع أهل البيت(عليهم السلام) في مختلف البلاد التي يتواجدون فيها أساليب العزاء بما يتناسب مع ظروف بلادهم ومجتمعاتهم حتّى أصبحت الشعائر اليوم مظهراً لفخرهم وعزّتهم وهيبتهم، وأصبح منبر الإمام الحسين(عليه السلام) المدرسة الأكثر انتشاراً والأبلغ تأثيراً في كافة المجتمعات لذلك فإنّنا اليوم أمام مسؤولية عظيمة تتطلّب منّا الحفاظ على هذه الشعائر وتقويتها تحت ظلّ المرجعيّة وتوجيه الفقهاء".
لتأتي بعدها كلمةٌ ترحيبيّة لممثّلية المواكب في محافظة واسط ألقاها مسؤول الممثّلية الحاج صبيح العيساوي جاء فيها: "أيّها الحضور الكرام نرحّب بكم أجمل ترحيب، وإنّه من دواعي سرورنا أن تحتضن محافظةُ واسط هذه الجموع الحسينيّة في هذا المؤتمر المبارك الذي يهدف الى تنظيم الشعائر الحسينيّة باعتبار أنّنا مقبلون على شهر محرّم الحرام وصفر الخير، وإن شاء الله تعالى نأمل أن يتمخّض هذا المؤتمر بتوصياتٍ تخدم القضيّة الحسينيّة من خلال إقامة العديد من اللّقاءات وورش العمل، نسأل الله تعالى أن يوفّقنا لهذه الخدمة المباركة".
جاءت بعدها العديد من الكلمات منها كلمة محافظ واسط وكلمة محافظ بابل وكلمة معاون محافظ كربلاء وكلمة رئيس هيأة مستشاري محافظ الديوانية، حيث أكّدت جميعها على ضرورة توفير كافة الاستعدادات الخاصّة بشهري محرّم الحرام وصفر الخير.
هذا وتخلّلت الحفلَ العديد من المشاركات الشعريّة وأنشودةٌ قدّمتها فرقةُ إنشاد العتبة الحسينيّة المقدّسة، بيّنت جميعها شرف خدمة القضيّة الحسينيّة وعظيم أجرها، ليُختتم المؤتمر بتوزيع الدروع والشهادات التقديرية على العاملين والمشاركين فيه.
كما أُقيمت على هامش المؤتمر العديد من ورش العمل لممثّليات المواكب، حيث قسمت الورش الى مجاميع هي: (ورشة عمل ممثّليات مواكب المحافظات, ورشة عمل استحضارات زيارة الأربعين, ورشة عمل شعائر خارج العراق, ورشة عمل الإعلاميّين) وتناولت جميعها الاستعدادات الخاصّة بالزيارات المباركة في شهري محرّم الحرام وصفر الخير.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)