22 October 2016 - 16:41
رمز الخبر: 424921
پ
البيان الختامي للمنتدى العالمي للتقريب بين المذاهب:
اختتم المنتدى العالمي للتقريب بين المذاهب ، الذي عقد بالعاصمة الروسية موسكو تحت شعار ( وحدة الاسلام – وحدة المسلمين : اساس الحوار ) ، اختتم اعماله باصدار بيان ختامي جاء فيه :
التقريب بين المذاهب

نحن المشاركون في المنتدى العالمي للتقريب بين المذاهب الذي عقد تحت عنوان ( وحدة الاسلام – وحدة المسلمين : اساس الحوار ) ، في موسكو في الفترة 18 – 20 أكتوبر 2016 ، و بعد الاستماع و بحث و مناقشة الآراء و الافكار التي عرضت في المنتدى ،  نلفت انظار  قادة المؤسسات الاسلامية و التربويين الدينيين من مختلف الاديان ، و خريجي المؤسسات التعليمية الاسلامية ، و ممثلي المجامع العلمية و المختصة، و كافة المؤسسات الرسمية و المنظمات الاجتماعية ، الى البيان الختامي الذي خرج به المنتدى .

 

و تابع البيان : تعتبر وحدة المسلمين الدينية مبدأ اساسياً ، حيث أوصى القرآن الكريم بذلك  بقوله " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ". و قال عزّ من قائل : " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ " . و نظراً للتفرقة التي تعم  اوساط المسلمين و المظاهر الاجتماعي – السياسية و الثقافية التي يشهدها عالم اليوم ، فأن الوصايا القرآنية  هذه تكتسب اهمية مضاعفة . و أن العولمة التي يروج لها على اساس النموذج الغربي ، تعمل على محو القيم المحلية و مصادرة الرؤية الكونية الدينية بما في ذلك الدول التي يقطنها المسلمون . كما أن العولمة تقود الى تنامي التوجهات الانتقامية و التطرف لدى الطبقات المستضعفة في المجتمع . و أن الامة لم تستطع حتى الآن تقديم اجابة واضحة للرد على هذه المخطط العالمي ، و ان السبب في ذلك يكمن بالتشتت و التفرقة بين النخبة المفكرة ، و اتساع نطاق النهج التكفيري .. و لهذا نؤمن بأنه للحد من الافراط و التفريط  الناتجين عن العولمة ،  و الحيلولة دون الغاء الهوية الدينية و التصدي للتطرف ، لابد لنا  من العمل بالوصايا الخالدة للقرآن الكريم بشأن  وحدة المسلمين، والتأمل والتدبر في ابعاد هذا الموضوع المصيري الذي أثرته الثقافة الاسلامية و ناقشت مختلف جوانبه.

 

و لفت المشاركون بالمنتدى في بيانهم : أننا نعتبر التقريب بين المذاهب ، أي التقريب بين المذاهب الحقوقية و التعليمية و الثقافية في الاسلام ، يشكل مرحلة هامة في هذا التوجه و هذه المراجعة. ذلك ان التقريب بين المذاهب ، الذي يعني الوحدة الدينية و الاستراتيجية للبحث عن حلول للمشكلات المشتركة ، يعتبر امراً ضرورياً ، غير أن ذلك لا يعني مطلقاً أن تكون وجهات النظر واحدة في مختلف المجالات . ان قوة الاسلام و غناه تكمن في التعددية و التنوع داخل الامة الواحدة الذي يعد  رحمة الهية ، و أن عدم وعي ذلك يشكل في الغالب سبباً في التشتت و التكفير ، خاصة بالنسبة للموضوعات التي يعجز الانسان عن التمييز و الفصل  بين الاصل و الفرع و بين ما هو عميق و ما هو سطحي . و لهذا  يكتسب  التأكيد على وحدة الماهوية  ، على الرغم من تعدد و تنوع  الآراء بالنسبة للمسائل الفرعية ، اهمية قصوى .

 

واضاف البيان: أننا نؤمن بأن التأمل ملياً في وصايا  القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بشأن وحدة المسلمين، وتجسيدها عملياً على ارض الواقع، يحتم على كافة الطاقات الفاعلة والمؤثرة في المجتمع الاسلامي بأن تضع نصب اعينها الموضوعات التالية كأحد الاهداف الرئيسية بالنسبة لها :

-  الدعم الشامل للرؤية التي تؤمن في التوجهات الدينية الاسلامية  والتي تجلت في نتاجات مجتهدين كبار  وعكستها  العديد من الفتاوى ( فتوى الشيخ شلتوت التي صدرت عام 1959 ، و بيان عمان الذي صدر في عام 2004 و غير ذلك ) .

-  الاهتمام  بتراث علماء الاسلام الذي يتسم بالتعددية ، و التأمل في نتاج دعاة  الحركة الاصلاحية في القرنين التاسع عشر و العشرين ، بما في ذلك نتاج علماء الدين الروس .

-  الدراسة المختصة للتيارات الاسلامية المتعددة بالاستناد الى المصادر الاصلية ، و الابتعاد عن ترويج الشائعات و الاوهام ضد الاخوة في الدين .

-  الكف عن التكفير ، و ادانة العنف و الارهاب الذي يستهدف المسلمين الذين يؤمنون بالتوحيد و برسالة النبي الاكرم (ص) و  بالمعاد ، دون الالتفات الى المسائل الهامشية .

-  التعاون مع رموز التيارات الاسلامية المتعددة ، و السعي من أجل الوحدة  المعنوية ، و البحث عن السبل المشتركة لمواجهة التحديات المعاصرة ، نظير ازمات  التدين  و الاستهلاك و التطرف .

-  الدعم الشامل لحوزات الاصلاح و التجديد في الفكر الاسلامي التي تتمحور حول بلورة مشروع الحضارة الاسلامية ، و التي بوسعها  المزاوجة بين مبادى القرآن الكريم الخالدة و متطلبات المجتمع المعاصر بشكل متوازن ، و اعتمادها بمثابة الخيار الامثل في مواجهة مخططات المتطرفين و مثيري الفتن .

-  اتحاد الثروات الفكرية للمجتمع العلمي لتربية جيل جديد من المسلمين يحرص على مزاوجة المبادىء و القيم مع اساليب الحياة العصرية ( في المجالات التي لا تتعارض مع موازين الاخلاق الاسلامية ) ، و يؤمن بالاعتدال و الموضوعية و التوجه الفكري ، و اعتماد الرؤية العلمية في النظر الى الامور .

و لفت المشاركون في المنتدى العالمي للتقريب بين المذاهب ، الى أن تحقيق هذه الاهداف يكمن في :
1 -  التأكيد على ما  تضمنه بيان عمان الصادر عام 2004 و المبادىء التي نصّ عليها بخصوص التدين ، لاسيما المادة التي نصت على :  أن كل من يتعبد  بأحد المذاهب السنية الاربعة -  الحنفي ، المالكي ، الشافعي ، و الحنبلي -  ، و الشيعة الجعفرية ،و الزيدية ، و كذلك الاباضية و الزهرية ، يعتبر مسلماً، و لا يجوز اتهامه بالكفر و التعرض اليه بالنفس و العرض و المال و ... الخ .

2 -  ضرورة الاهتمام بشكل خاص بمشكلة التدين و الحوار بين الفرق الاسلامية خلال المؤتمر الدولي الاسلامي الذي من المزمع انعقاده في باريس هذا العام ، و اعداد دراسة مهنية مختصة حول موضوع التدين و اصدار الفتوى في ضوء المضامين التي ينصّ عليها بيان عمان عام 2004.

3 -  توفير الدعم المالي للبحوث و الدراسات التي تتناول مشكلات التدين و الحوار بين الاوساط الاسلامية ، بما في ذلك البحوث و الدراسات التي يشرف عليها المنتدى العالمي للمسلمين  و الدائرة الدينية الاسلامية الروسية ( مجلة " منارة الاسلام " ، " الاسلام في العالم المعاصر " ، " الفكر الاسلامي : التراث و الحداثة " الى غير ذلك ) .  
 
 4 -  حمایت مالی از ترجمه (به انگلیسی، عربی و زبان های دیگر) و انتشار آثار عالمان مسلمان روسیه که به کامل ترین و دقیق ترین شکل جهت گیری تکثر گرایانه قرآن را بیان می کنند، لازم است.

5 -  ضرورة توفير الدعم المالي للترجمة الى اللغة الروسية و اصدار نتاجات علماء العالم الاسلامي ، بشكل موثق  و فاخر  بما يجسد التوجه القرآني و ايمان الاسلام بالتعددية .

كما دعى المشاركون في المنتدى العالمي للتقريب بين المذاهب ، الى انعقاد المنتدى سنوياً  بالتعاون مع المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية و مجلس الافتاء الروسي تحت شعار ( الوحدة و التقريب ) ، و الى تأسيس مكاتب محلية لـ ( دار التقريب ) للمسلمين الروس ، و دعوة المسلمين في الدول الأخرى الى فعل الشيء نفسه .

جدير بالذكر أن وفداً ايرانياً رفيعاً برئاسة آية الله الشيخ محسن الاراكي الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، حضر المنتدى  الذي شارك فيه اكثر من 200 شخصية دينية و اكاديمية و ثقافية من ايران و روسيا و تركيا و منظمات اسلامية ناشطة في اوروبا و الشرق الاوسط و شمال افريقيا و جنوب شرقي آسيا .(9863/ع940)  

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.