29 October 2016 - 16:35
رمز الخبر: 425079
پ
السيد الحكيم في مؤتمر مناهضة العنف ضد المرأة:
أكد رئيس التحالف الوطني العراقي السيد عمار الحكيم، السبت،عبور حاجز الخطر والتحديات الكبيرة، والوصول الى مرحلة تحديد الأولويات وتعزيز الثقة ، مشيرا بالقول " من الموصل سنعيد بناء مجتمعنا العراقي ونعيد تثبيت حدودنا الوطنية وتحديد مستقبلنا المشترك".
 السيد الحكيم

وذكر السيد عمار الحكيم، خلال كلمته في المؤتمر السنوي لليوم الاسلامي لمناهضة العنف ضد المرأة، الذي اقيم في مكتبه ببغداد، "في الاول من صفر، في اليوم الإسلامي لمناهضة العنف ضد المرأة نحيي نساءنا وحرائرنا الصابرات، المظلومات، المسبيات، الاسيرات"، لافتا ان "هذا هو عاشوراء الثالث الذي يمر علينا وهناك عراقيات سبايا وأسيرات، وهذا عاشوراء الثالث الذي يمر علينا وهناك أمهات واخوات مفجوعات بأبنائهن وازواجهن واحبتهن".

وأضاف، ان "العنف النفسي ضد النساء لهو اقسى من العنف الجسدي او اللفظي، وان الله تعالى قد جعل المرأة سكينة تسكن لها نفوسنا حيث قوله تعالى في سورة الروم/21 (ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجاً لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكّرون)، فكيف تتحول هذه السكينة بفعل الظروف القاسية التي تمر بها الى كتلة من الألم والصدمة واللوعة!".

ولفت إلى ان "منذ عقد من الزمن والمرأة العراقية تحت ضغوط كبيرة وعنيفة، وقد تركت هذه الضغوط اثارها الواضحة على المرأة العراقية وخدشت نفسيتها، والمرأة العراقية بتاريخها وصلابتها وروحيتها وقدرتها على التكيف استطاعت الصمود لحد الان، ولكن الضغوط والظروف والممارسات أنهكتها وأثرت في بنيانها النفسي".

وبين رئيس التحالف الوطني، "انها فترة طويلة من الزمن يتواصل فيه العنف النفسي للمرأة بهذه الدرجة، ويرافقها الخوف من المستقبل والمجهول، وكل هذه المخاوف تواجهها المرأة وحيدة، ونادرا ما تشتكي او تعبر عن مخاوفها"، مشيرا إلى ان "نفسية المرأة تبدأ بالتشكل منذ العقد الأول من عمرها، ومنذ الانهيار في بداية التسعينات من القرن الماضي والى اليوم يكون قد مر 26 سنة على نسائنا العراقيات بين حصار مدمر ومتغيرات سياسية عنيفة وحادة وأحداث عنف سياسية وطائفية متفاوتة، وهذه المدة الزمنية تكوّن فيها جيلان كاملان من النساء !!".

وتابع، ان "جيلان من نسائنا كبرن وتعلمن وتعايشن مع ظروف غير طبيعية ومع مستويات عالية من العنف، وهذان الجيلان اغلبهن بدأن مرحلة الامومة وتكوين الاسرة وتنشئة المجتمع الان !، وعلينا ان نتوقف عند هذه الحقيقة ونوليها الاهتمام ونتواصل مع هذين الجيلين بلغة اكثر تفهماً وصراحة".

وأوضح "ومع وجود الإرهاب الأسود على أرضنا وحربنا الشرسة ضده، فان العنف المباشر وغير المباشر ضد المرأة وصل حدوداً فاقت التصورات، حيث الإرهاب التكفيري ركز بصورة ممنهجة على كسر نفسية المرأة، ومارس أساليب متوحشة في التعامل معها كان اقلها الاسر والسبي والاعتداء الجنسي"، مضيفا ان "اليوم لدينا ملايين النازحين من مناطقهم، ويقع اغلب العبء والمعاناة في مأساتهم على المرأة بالتحديد لأنها تكون خارج مملكتها الخاصة وبيتها، ويطلب منها ان توفر الحد الأدنى من الاحتياجات لعائلتها".

وأشار إلى ان "العنف الأسري والمجتمعي لم يعد يمثل الأولوية القصوى في هذه المرحلة، لأننا نواجه تحدياً مصيرياً في إعادة بناء وتأهيل المرأة العراقية والتعامل مع هذا العنف الذي تعيشه بسبب الظروف السياسية والإرهاب والحروب والنزوح والتهجير"، مبينا "اننا نواجه تبعات مجتمع منهك ومستنزف وان عماد هذا المجتمع هو المرأة، ولن نستطيع ان نبني المجتمع ونعيد ثقته بنفسه إلا إذا ساعدنا المرأة العراقية على النهوض وأعدنا لها ثقتها بنفسها وساعدناها على تجاوز هذا الكم الهائل من العنف والضغط النفسي والمعنوي، فلا تسوية مجتمعية من دون امرأة واثقة بنفسها، ولا مجتمع صامد من دون امرأة قوية".

وشدد رئيس التحالف الوطني، "علينا أن لا نرفع الشعارات في هذا الموضوع وانما نعمل بصدق، ومهما كانت الظروف المالية صعبة على البلد الا ان برامج تأهيل المرأة ورعايتها يجب ان لا تتأثر، لان كل الإمكانيات التي تسخر لنساء العراق ستعود على الوطن بمجتمع ناضج وواعٍ وسوي".

ولفت إلى ان "المتغيرات التي مرت على العراق وشعبه في الـ50 سنة المنصرمة كثيرة، ولكن اكبر هذه المتغيرات هي ان يكون جزء من شعبنا تحت سلطة عصابة إرهابية تكفيرية!!"، مؤكدا "علينا ان لا نمر على هذه التجربة القاسية ببساطة او نتعامل معها ومع نتائجها عسكريا وامنيا، انه شرخ كبير في النفسية العراقية وعلينا ان نعمل بكل جدية على ان نعالج هذا الجرح النازف في الكرامة وفي السلوك"، منوها "من اكثر شرائح المجتمع التي عانت من هول هذه الكارثة هي المرأة بكل أصنافها وعناوينها".

وتابع السيد عمار الحكيم، ان "الموت والإرهاب لم يفرق بين طائفة وأخرى او بين قومية وأخرى وانما حصد الأرواح بوحشية وتعمد إذلال المرأة وكسر نفسيتها والتعامل معها خارج حدود الإسلام والإنسانية"، موضحا ان "عصابة المتوحشين والقتلة كانوا أنذالا في التصرف حتى مع النساء المغرر بهن ممن صدقن أكاذيبهم وتكفيرهم وحولوهن الى مجرد أجساد محطمة لاشباع رغباتهم السادية المريضة".

وذكر، "إننا ننظر الى نساء العراق بعين المظلومية الواحدة بغض النظر عن انتمائاتهن، الا بعض الاستثناءات ممّن كان لهن دور في تمكين الإرهابيين والتغرير بالنساء والفتيات، فانها مسؤوليتنا الشرعية والوطنية والإنسانية ان ندافع عن الوعاء الذي تتربى فيه أجيالنا القادمة".

وتطرق رئيس التحالف الوطني، إلى المعركة التي يقودها العراق ضد عصابات داعش الإرهابية، قائلا:"اننا على أبواب معركة العراق المصيرية، وان مدن نينوى وقصباتها قد فتحت ذراعيها لاستقبال أبنائها الابطال المحررين من كل مناطق العراق وان النصر قادم على غربان الظلام والتكفير والفكر المنحرف"، مضيفا ان "العراق كل العراق يقاتل، والعراق كل العراق سينتصر".

وشدد "ولا يحق لأحد كائنا من كان ان يمنع عراقياً من المشاركة في شرف تحرير أرضه، والذين يدعون الحرص على وحدة العراق وحرية شعبه عليهم ان يكونوا حريصين على عدم اثارة النعرات الطائفية والاحقاد بين العراقيين"، منوها إلى ان "التاريخ يخبرنا ان كل الاسماء مهما كبرت او صغرت ستذوب وترحل وتبقى الأوطان هي الشامخة والابدية"، لافتا "من الموصل سنعيد بناء مجتمعنا العراقي ونعيد تثبيت حدودنا الوطنية وتحديد مستقبلنا المشترك".

واكد، "لن يكون هناك من هو احرص على العراق من ابنائه الغيارى، ولن يكون هناك من هو اصدق مع العراقيين من بعضهم البعض، وكل المراهنات على المشاريع الأجنبية القادمة من خارج الحدود ستفشل وترتد على اصحابها خيبة وعاراً، فالعراق يرفض ان تكون اليد الطولا فيه لغير العراقي وان يتم التخطيط له من خارج حدوده ومساحاته الوطنية".

وتطرق رئيس التحالف إلى زيارته القطعات العسكرية شمال مدينة الموصل، مبينا :"بالأمس كنا على الجبهات في قواطع نينوى العزيزة، وكانت صورة رائعة من تلاحم الجيش مع البيشمركة والحشد الشعبي والعشائري، فهذا هو العراق الذي صبرنا كثيرا من اجله وحلمنا كثيرا به"، داعيال إلى " التفكير والعمل بروحية الشعب الذي يرفض كل الحواجز، لنبني وطناً يحترم أبناءه".

وقال، خلال كلمته في المؤتمر، "اننا ندرك ان الطريق صعب وطويل ولكننا عبرنا حاجز الخطر والتحديات الكبيرة، والان اصبحنا في مرحلة تحديد الأولويات وتعزيز الثقة، فبدون الثقة ببعضنا البعض وبدون الثقة بقدرتنا على العيش المشترك وبدون الثقة بوحدة هذا الوطن العظيم لا يمكننا ان ننتصر ونواصل العمل".

ولفت إلى ان "أساس المرحلة القادمة يجب ان يكون مبنياً على الثقة المتبادلة والحصانة المتبادلة والمواطنة للجميع، ويجب ان يشعر الجميع انهم شركاء وأبناء لهذا الوطن فما دام هناك من يشعر انه مغبون او مهمش فان السلام والوئام الذي نسعى اليه لن يتحقق".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.