وفي حوار مع CNN العربية، قال بلخادم ردا على سؤال حول العلاقات الجزائرية مع السعودية:
الاختلاف قديم حول التوجه السياسي للجزائر من أيام الملك فيصل، عندما كان الرئيس هواري بومدين ينتهج السياسة الاشتراكية في الجزائر، أشقاؤنا في المملكة العربية السعودية كانوا يظنون أن الاشتراكية هي نتيجة الشيوعية والشيوعية ملحدة، وبالتالي كان فيه خلط بين توجه اقتصادي وبين عقيدة ثابتة عند الجزائريين وهي الإسلام.
ثم كان الخلاف على أسعار النفط بالنظر إلى أن السعودية هي أكبر منتج في منظمة أوبك، طبعا أكبر منتج ينبغي أن يراعي هو أيضا مصلحة المنتجين الصغار، لأن كل إيراداتنا كانت تأتي من النفط والغاز، فكلما تدنى سعر البرميل كلما تضررنا في نفقاتنا، كانت الاختلافات حول هذه الأمور.
طبعا، في قضايا جوهرية، كنا نتفق في بعض ونختلف في البعض الآخر، في عدم الانحياز كنا نتفق، في القضايا المتعلقة في رفع الغبن عن الشعوب المضطهدة كنا نتفق، وفي قضايا معينة كنا نختلف معها منها قضية مساندة السعودية المغرب في ضم الصحراء الغربية، ونختلف في بعض القضايا الأخرى، ولا أعتقد أن هناك صراعًا مع المملكة العربية السعودية.
وردا على سؤال آخر حول التقارب الجزائري مع إيران إلى حد تطابق مواقف البلدين أحيانا إزاء العديد من القضايا، قال وزير الخارجية الجزائري الأسبق:
لكن هذا يوجد ليس فقط مع إيران، لأن هناك نوع من التشاحن بين إيران والسعودية، وبالتالي الناس يصفون كل ابتعاد من الأول هو اقتراب من الثاني وهذا غير صحيح، لأن الجزائر مواقفها لم تتغير مع القضايا العادلة ومع تمكين الدول من الاستفادة من ثرواتها الطبيعية ومع التنمية التكاملية مع دول العالم الثالث، في قضايا عديدة نجد شيء من التوافق مع الكثير من الجهات ليس فقط مع الجهة الإيرانية.
وعن موقف الجزائر من حزب الله اللبناني وهل هو بتأثير ايراني، قال بلخادم:
لا لا، ليس تأثيرًا إيرانيًا، هذا قرار جزائري سيد ومبني على منطق، لأن حزب الله حزب لبناني معتمد ومعترف به وموجود في مؤسسات الدولة اللبنانية وفي مجلس النواب وموجود أيضا في الحكومة اللبنانية وفي المجالس المحلية وبالتالي كيف نصنف حزب موجود في الحكم في دولة سيدة عضو في الأمم المتحدة على أنه إرهابي؟
لأنه بالتبعية، إذا كان هذا التصنيف إرهابي، معنى ذلك أن الإرهاب معشش في مؤسسات الدولة اللبنانية، وهذا غير صحيح، حزب الله قد يختلف الناس معه في التوجه العقدي والتوجه المذهبي، لكن لا يمكن أن نختلف مع حزب الله في مقاومته للكيان الصهيوني، ولكونه أيضا عضو فاعل في مكونات الشعب اللبناني، هذا هو موقف الجزائر.
وحول قول البعض بأن وقوف النظام الجزائري إلى جنب النظام السوري بأن الأنظمة غير الشرعية تدعم بعضها البعض، قال وزير الخارجية الجزائري الأسبق:
هذا القول فيه الكثير من الشطط، ومن عدم الإنصاف، للذين صوتوا، سواء كانوا كثرة أم قلة، لصالح هذا الرئيس أو لهذا النظام أو ذاك الرئيس أو ذاك النظام، فلنقارن ما يجري في المنطقة، عادة تبدأ الأمور بالحريات وتمكين الناس من إرساء نظام ديمقراطي وتنتهي بالفوضى والاقتتال والحرب الأهلية.
حدث هذا في العراق ويحدث في اليمن وحدث في ليبيا وحدث في الصومال، فهل يراد لسوريا أن تصير إلى ما صار إليه العراق أو أكثر أو إلى ما صارت إليه الصومال أو أكثر؟ هذا ما جعل الجزائر تقول إن هذه القضية قضية إرادة شعب وليست قضية تدخل خارجي.
أزيد من 80 دولة في سوريا وأزيد من 30 دولة في العراق، ولكن لفائدة من؟ هل كبُر الأمر، حتى عجزت 80 دولة من أن تستأصل شأفة الإرهاب في سوريا؟ أم أن هناك أجندات أخرى يراد تحقيقها من خلال تخويف الناس من بعبع الإرهاب، ولهذا الجزائر تقول إنه مادام النظام هذا قد انتخبه الشعب السوري، فنحن لا ندعم الأشخاص ولكن لا نريد لسوريا أن تكون مرتعا للإرهاب.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)