وجاءت تصريحات مقدم فر هذه خلال كلمة له ألقاها يوم أمس الأحد في قاعة اجتماعات مرقد الإمام الحسين (ع) في كربلاء المقدسة، خلال انعقاد المؤتمر الخامس للطلبة المسلمين في العالم.
وفيما يلي الترجمة العربية لكلمة رئيس لجنة الثقافة والاعلام في المجمع العالمي للصحوة الإسلامية، حميد رضا مقدم فر:
السلام عليك يا ابا عبد الله الحسين
ان اهم واجب يقع اليوم على عاتق الطلاب المسلمين في العالم في الدرجة الاولى، هو معرفة الوضع الراهن بدقة، واساليب واستراتيجيات عداء أعداء الاسلام وخارطة طريق مناسبة لمواجهة تلك السيناريوهات.
ان تاريخ الاسلام مليء بانحراف طبقات النخبة الجاهلة والتي اثبت في بعض الاحيان خيانتها للعالم الاسلامي.
على الطالب في العالم الاسلامي ان يعرف ان حركة التاريخ تتغير وفي هذا المنعطف التاريخي الكبير نرى التأثير الكبير لحركة الصحوة الاسلامية التي تتجلى اليوم بين غير المسلمين في اوروبا وامريكا وسائر الدول.
ان هذا التغيير بالتأكيد يتم بهدوء وبطء ويمكن لبعض الحوادث والظواهر الاقليمية ان تسرع منه، هذه الظاهرة موجودة في الطبيعة المناهضة لنظام الهيمنة العالمي.
وكان من المقرر عقب تفكك الاتحاد السوفيتي وفي ظل العالم الاحادي القطب وادعاء الشيطان الاكبر قيادة العالم، ان تتشكل نظرية "نهاية التاريخ"، وان مدعي الحضارة الرفيعة في الجاهلية الحديثة المصنوعة من قبل سياسيي الغرب واعلامه كان يسعون الى ادارة وقيادة العالم بشكل منفرد.
لكن مساعي هؤلاء كان لها نتيجة معكوسة وبات ومازال العالم مستعد يوما بعد يوما لتغيير مؤكد مناهض لنظام الهيمنة، والحقيقة هي ان سياسات الاستكبار وامريكا وداعميها في الغرب واجهت الفشل الذريع خلال العقود الثلاثة الاخيرة.
ان حدوث الثورة الاسلامية في إيران والاطاحة بالديكتاتور البهلوي الذي كان شرطي الغرب في منطقة الخليج الفارسي، مثل بداية هزائم الغرب بقيادة امريكا في المنطقة وحتى في سائر دول العالم.
وان فشل ارسال جيوش القرون الوسطى الى افغانستان والعراق واضطرارهم على الخروج الذليل من هذه الدول، هو فشل في تحقيق مشروع الشرق الاوسط الكبير.
والفشل في اخماد القضية الفلسطينية وقمع الانتفاضة والعجز عن دعم الكيان الصهيوني والهزيمة في حرب تموز ومعركة الفرقان في غزة ولبنان وهزيمة سياستهم التدخلية في سوريا، جميع ذلك يشير الى تحقق توقعات الخبراء وان نظام الاستكبار العالمي يقترب من التفكك يوما بعد يوم.
والحقيقة الخفية في هذه الهزائم تشير قبل كل شيء الى دور "الاسلام الثوري" المصيري في اظهار هذا الفشل الطاغي في نظام الهيمنة.
ولذلك نلاحظ انهم بالتوازي مع الضربات التي تلقوها من الاسلام الثوري، يقومون بنشر فكرة "الاسلامو فوبيا" ومحاربة الاسلام، وحاولوا ويحاولون نشرها حتى في المجتمعات الغربية.
وفي هذا الصدد يريدون عبر دعم المجموعات التكفيرية تقديم صورة كاذبة عن الاسلام وخلق موجة من الغضب والكراهية تجاه الاسلام في الرأي العام العالمي.ويحاولون عبر بث الخلافات المذهبية، اضعاف بنية العالم الاسلامي في مواجهة نظام الهيمنة العالمي. ان التشيع البريطاني والتسنن الامريكي اليوم هما سكينا مقص يستهدفان الاسلام الحقيقي ويحاولان ابعاد المسلمين عن العدو الحقيقي.
وفي غضون ذلك يجب أن لا نغفل عن دور الانغماسيين في المنطقة والعالم الاسلامي. ان الانغماسيين يحاولون في ظل غفلة المفكرين في العالم الاسلامي، اضعاف رأس مال المقاومة في وجه الاعداء الذين يضعون نظريات المساومة والخنوع للغرب بقيادة امريكا، وينشرون في الرأي العام الاسلامي فكرة التخويف من مقارعة الاستكبار العالمي.
وهذا يقع على عاتق طلاب العالم الاسلامي بوصفهم العنصر الرئيسي دور ومهمة ورسالة كبيرة وابرز محاورها :
1) الارتقاء بالبصيرة الدينية والسياسية والحفاظ على مشاعل المعرفة مضيئة بين الشعوب المسلمة ليتمكنوا من معرفة العدو والتعريف به وكشف خططه وافشال تحقيق سياساتهم الخائنة للاسلام.
2) السعي للحفاظ على مشاعل الوحدة الاسلامية مضيئة، حيث ان الوحدة الاسلامية ستطيح بمؤامرة الغرب في خلق ودعم التشيع البريطاني والتسنن الامريكي. ان مسيرة اربعين الامام الحسين(ع) الكبيرة رمز القوة الاسلامية ورمز للوحدة في العالم الاسلامي حول محورية قائد ثوري اي حضرة ابي عبدالله الحسين (ع).
3) التعريف بالحدود الواضحة بين الاسلام الحقيقي والثوري وبين الاسلام المزيف، وفضح داعميه المجرمين في عالم الاستكبار والارتجاع العربي الاسود.
وهنا من الضروري الاشارة الى رسائل سماحة آية الله العظمى السيد على الخامنئي مد ظله لشباب الدول الغربية، حيث سعى سماحته في هذه الرسائل الى فضح الاسلام المزيف المدعوم من قبل نظام الهيمنة ودعا شباب الغرب الى معرفة الاسلام مباشرة.
4) السعي الى زيادة مدى التأثير في عالم الغرب.
وعلى الطلاب المسلمين والثوريين اليوم عدم تقييد انفسهم في الاطر الاقليمية والجغرافية الضيقة. وبموازاة انتشار موجة اعتناق الاسلام في العالم الغربي، على طلاب العالم الاسلامي توفير قدرة التعامل الصحيح التي تترافق مع المنطق والاخلاق السياسية، مع سائر الطبقات المثقفة في الغرب وتبيين ابعاد الاسلام الحقيقي لهم عبر هذا المنطلق.
وفي الختام اتمنى لكم النجاح ايها الشباب المسلم المثقف وايام مليئة بالنصر للامة الاسلامية.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)