وافادت ذلك دائرة العلاقات العامة بسفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في أبيجان، مشيرة الى أن الملتقى حفل بكلمات قيمة لعلماء ومفكرين من ايران وساحل العاج، حاولت تسليط الضوء على مكانة ومنزلة الرسول الاكرم (ص)، ولفت الانظار الى المفاهيم التي شدد عليها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، بضرورة الاعتصام بحبل الله وصيانة الانسجام والوحدة، وتعزيز اواصر الاخوة والمودة بين ابناء الامة الاسلامية الوحدة.
وفي كلمة له في الملتقى، رحب سفير الجمهورية الاسلامية بالحاضرين مهنئاً بحلول شهر ربيع الاول وذكرى المولد النبوي الشريف، لافتاً الى أن ايران الاسلامية لا تألوا جهداً في رفع لواء وحدة المسلمين والدعوة للتضامن والانسجام والوحدة.
كما اشار سعادته الى مقتطفات من نصائح وتوجيهات سماحة القائد الامام الخامنئي، تدعو للتأكيد على النقاط المشتركة ونبذ الاختلاف والعداوة في اوساط المسلمين، وتلفت الى ضعف العدو في مواجهة التحرك الاسلامي العظيم مما يضطره الى اللجوء للحرب النفسية، وتشدد على حاجة العالم الاسلامي الماسة الى التآخي والتعاضد والتآزر لاستعادة مجد وعظمة الامة الاسلامية، ورفض واستنكار اية اساءة وتوهين ازاء بعضهم البعض، معتبراً ذلك نموذجاً بارزاً في الاستراتيجية الايرانية وتوجهاتها في مجال التقريب بين المسلمين وتوحيد صفوفهم.
وفي ختام كلمة اعرب السفير الايراني عن أمله في أن يحظى الملتقى باهتمام جاد باعتباره خطوة هامة على طريق تضامن المسلمين ووحدة العالم الاسلامي.
بدوره ألقى حجة الاسلام والمسلمين محمد حسين واسطي، عضو وفد المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الى الملتقى، كلمته استهلها بالاعراب عن تهنئته الحاضرين بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، ومبلغهم تحيات الشعب الايراني المسلم ومراجع الدين والامين العام لمجمع التقريب آية الله الشيخ الاراكي، الى اخوتهم في الايمان ممن حضروا الملتقى الاسلامي، وداعياً الحاضرين للوقوف دقيقة حداد على ارواح الشهداء ضحايا الاجرام التكفيري في محتلف انحاء العالم.
حاول حجة الاسلام واسطي، من خلال كلمته، تسليط الضوء على الموقع الاستراتيجي التي تحظى به الوحدة الاسلامية في سيرة الرسول الاعظم (ص) أهل بيته الكرام (ع)، مشيراً الى أن الاختلاف في الرأي بالنسبة للاجتهادات الفقهية أمر طبيعي ومشروع لدى المذاهب الاسلامية، ونافياً وجود اي اختلاف بين السنة والشيعة في الاصول والمحكمات وضروريات الدين.
من جهته اعتبر العالم السني البارز في ساحل العاج الشيخ احمد التيجاني الدياباته، الجهل وغياب الوعي عاملاً رئيسياً في اشاعة الاختلاف والتفرقة بين المسلمين، وشدد فضيلته على ضرورة احترام الفرق والمذاهب الاسلامية لعقائد ومقدسات بعضهم البعض، معتبراّ ذلك السبيل الامثل للحد من الاحتقان الطائفي ونبذ الخلاف والفرقة.
كما دعا الشيخ التيجاني في جانب آخر من كلمته، العلماء والزعماء الدينيين الى تبيين وتفسير المفاهيم الدينية بشكل صحيح وسليم والحد من الفهم الخاطىء للدين الذي يكون مدعاة لبروز الاختلاف داخل المجتمع الاسلامي.
بدوره رأى الشيخ شريف عمر عبد العزيز، المفكر الاسلامي الناشط في ساحل العاج، أن قضية الوحدة الاسلامية السبيل الوحيد الذي يقربنا الى الله. لافتاً الى أن غياب الاخلاص في اوساط المسلمين، واساءة التيارات الدينية لبعضهم البعض، يشكل عاملاً رئيسياً في إثارة الخلافات وبث التفرقة بين المسلمين، مشدداً على ضرورة الاحترام المتبادل الذي عدّه اساس الوحدة وركنها الركين.
وكان آخر المتحدثين في الملتقى حجة الاسلام الدكتور محمود وزيري، الاستاذ الجامعي ومندوب مجمع التقريب الى الملتقى، حيث رأى في كلمته ان موضوع وحدة الامة الاسلامية، واستناداً الى نص القرآن الكريم والسنة الشريفة، موقفاً استراتيجياً وليس تكتيكاً، موضحاً بأنه بغياب الوحدة لا يمكن تحقيق اهداف الامة الاسلامية السامية.
ولفت سماحته الى أن مفهوم الوحدة التي تؤكد عليها مواقف الامام الخميني الراحل، وتوجيهات سماحة الامام الخامنئي، وترفع لوائها الجمهورية الاسلامية في العصر الحاضر، إنما يتمحور حول الاحاطة بالمشتركات بين المذاهب الاسلامية والتمسك بها، ولا يعني أن يتخلى السني والشيعي عن مذهبه.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)