وأضاف:"وتعتقد الشعوب الخليجية أن نجاح القمم الخليجية مرهون بتحقيق تلك التطلعات التي تشكل أولوية لدى المواطن الخليجي لأنها تعطيه قيمة وتعبّر عن ذاته وتجعل منه في مصاف شعوب العالم".
وأوضح:"ولقد أصبح وعي المواطن الخليجي في مستوى من التقدم والرقي لا يمكن له أن يعيش بلا ديمقراطية حقيقية ومستوى عالي من حرية التعبير وحقوق الانسان وباتت كل تلك المتطلبات ضرورة إنسانية ملحة تحتاجها الكرامة الانسانية والعيش الكريم والاستقرار الاقتصادي والتنمية والتطوير، وباتت الحاجة للتحول الديمقراطي كالحاجة للماء والهواء".
وتابع:"نعتقد أن كل التحديات الاقتصادية والسياسية والأممية التي تحدق بالخليج يمكن أن تتحوّل الى فرص للنهوض والنجاح عبر المشاركة الشعبية في صنع القرار وإتاحة الفرصة لشعوب الخليج لأن تكون جزءًا من القرار الخليجي بشكل حقيقي وواقعي بعيداً عن لغة العصا والجزرة التي لم تعد مجدية في ظل التحديات الاخيرة".
وقال:"نتطلع الى أن تتحوّل هذه القمم لتشكل نعمة لشعوب الخليج وليس نقمة عليهم، وأن تساهم في دفع عجلة الإصلاح السياسي الجذري والمشاركة السياسية كل دولة حسب طبيعة ظروفها وتوافقاتها مع شعبها، وقد حدد شعب البحرين ذلك في مطالبه بأن يتحوّل النظام السياسي الى مملكة دستورية على غرار الملكيات الدستورية العريقة كما بشر بذلك ميثاق العمل الوطني، وقد تضمنت ذلك أيضاً وثيقة المنامة التي قدمتها المعارضة".
وأكد "ان أزمة البحرين الخانقة هي سبب تفجّر الكثير من الأزمات على امتداد الخليج، وأن الإصلاح السياسي الجاد والحقيقي في البحرين من خلال الاستجابة لمطالب شعب البحرين سيكون بوابة لاستقرار المنطقة برمتها، ولم تعد هناك فرص إضافية للهروب من الاستحقاقات الطبيعية في المطالَب العادلة لشعب البحرين".
ورأى "ان دولة القانون والمؤسسات تغيب بعد أن انفرط عقد التوافق بين الشعب والحكومة، مع تجاهل الحكم لكل دعوات الحوار والحلول السياسية والحقوقية من كل الأطراف الدولية والإقليمية والمحلية، ومنها دول خليجية كانت سباقة في الدعوة للحوار والتعايش و دعوات أممية من قبل هيئة الامم المتحدة ومؤسسات دولية مختلفة، لكن لم تتم الاستجابة لكل تلك النداءات والتقارير والمبادرات واستمر الوضع في التصاعد والتوسع في الأزمات السياسية والاقتصادية والحقوقية والاجتماعية والمذهبية لحد تجاوز الحكم فيه كل القواعد والمحددات".
وختم بالقول:"ان شعب البحرين بغالبيته الساحقة متمسك بحقوقه العادلة والطبيعية في العيش الكريم والمشاركة السياسية والتوافق الوطني والوحدة الوطنية وأن تسير سفينة الوطن الى بر الأمان بكل أهلها والمقيمين فيها، وأن تعود لأن تكون عنصر خير وفعالية في عمقنا الخليجي والعربي والإسلامي وحتى الدولي بدلاً من التدهور والتصادم والتصارع على كل المستويات، وهو ما أفقد البحرين الكثير من تاريخها بسبب تغليب خيارات البطش والعداء والتهور والمغامرة سياسيًا ودبلوماسيًا واقتصاديًا وأمنيًا وتنموياً، ونحن كبحرينيين نؤكد ان مطالبنا وبشهادة كل العالم هي مطالب وطنية بامتياز ولا مجال للتشكيك في أي منها، وأن كل محاولات التيئيس فشلت وستفشل حتى النهاية، لانها رهان خاسر واثبتت كل التجارب ذلك".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)