والذي اختار له المنظمون لهذا العام شعار “تعالوا الى كلمة سواء”، بمشاركة الشعراء: د.علاء جانب (مصر)، باسم عباس (لبنان)، شاكر الغزّي (العراق)، عقيل اللواتي (عُمان)، الشيخ فضل مخدر (لبنان)، وفق وكالة شفقنا.
وحضور: الشيخ حسن المصري ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الثقافة روني عريجي، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان ممثلا رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، الشيخ بلال الملا ممثلا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الاب عبدو ابو كسم ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال بشاره الراعي، الشيخ سامي ابو المنى ممثلا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، السيد حيدر الحكيم ممثلا المرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم، رئيس المحاكم الجعفرية في لبنان القاضي الشيخ محمد كنعان، مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبد الله، مفتي صيدا الجعفري الشيخ محمد عسيران، عضو هيئة الرئاسة في حركة امل الدكتور قبلان قبلان، ممثلين عن السفارتين الايرانية والعراقية.
المقدم فادي حرب ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، رئيسة مؤسسة واحة الشهيد في حركة امل فاطمة قبلان، اضافة الى شخصيات حزبية وثقافية وقضاة ومفتين ونواب سابقين وفعاليات دينية وعسكرية واجتماعية وحشد من المهتمين.
وافتتح الاحتفال بآيات بينات من القرآن الكريم، تلاها المقرئ حمزة منعم، ثم النشيد الوطني اللبناني.
والقى ممثل السيد السيستاني في لبنان، ورئيس “جمعية آل البيت (ع) الخيرية ” الحاج حامد الخفاف كلمة استهلها بالترحيب بالحضور، وقال: أتقدم بأسمى آيات التهنئة والتبريك بمناسبة ذكرى ولادة الصادِقَين عليهما السلام، الرسول الأكرم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله، والامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، كما ابارك ذكرى ولادة السيد المسيح عليه السلام، وأردد مع أمير الشعراء أحمد شوقي:
عيد المسيح وعيد أحمد أقبلا ,,, يتباريان وَضَاءةً وجمالا
ميلاد إحسانٍ وهجرة سؤددٍ ,,, قد غيّرا وجهَ البسيطةِ حالا
وقال الخفاف: “في مرحلة عصيبة، يمر بها عالمنا العربي والاسلامي، إذ تعصف به تيارات فكرية جمحت بمفهوم الدين إلى غير مقصده، وابتعدت به عن سياقه القيمي والأخلاقي… في هذه المرحلة تقيم جمعية آل البيت (ع) الخيرية مهرجان الصادقين الشعري الثالث، تحت عنوان “تعالوا إلى كلمة سواء” في محاولة منها لتأصيل ثقافة الحوار والاعتدال والوسطية وقبول الآخر وهو النقيض الحضاري لمنطق التعصب والتطرف والظلم والإقصاء.
واضاف..”عنوان المهرجان لهذا العام، مستل ومستوحى من الآية 64 من سورة آل عمران: “قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلّا الله ولا نشرك به شيئاً”. ولست في صدد الخوض في شرح هذه الآية الكريمة، لأن المقام مقام شعر وأدب، ولكنني سوف أشير لمماً إلى بعض الملاحظات بعد استقراء متواضع للتفاسير الروائية والفلسفية والأدبية والحركية والشاملة، ومعاجم اللغة والمصنفات التاريخية، وأدبيات الحوار الاسلامي المسيحي، فاقول:
أولا: “إن كلمة “سواء” هي العدل والانصاف. الذي عرّفته الآية الكريمة بالدعوة إلى التوحيد. وبدون العدل يفقد الدين مضمونه العملي، بل نستطيع القول ان العدل مع الكفر مقدم على الظلم مع الدين، في مقام التفاضل. فلقد أفتى أحد كبار العلماء في القرن السابع الهجري، وفي مرحلة حساسة من تاريخ الاسلام في بغداد: ان السلطان الكافر العادل أفضل من السلطان المسلم الجائر.
ثانيا: “الملفت ان الدعوة القرآنية اكتفت بدعوة الآخر الديني إلى التوحيد، دون النبوة، والتي هي من أصول الدين الإسلامي كما نعلم. وهو درس بليغ في البحث عن المشترك في الحوار، والمرحلية في الخطاب والتلاقي مع الآخر في منتصف الطريق.
ثالثا: “إن الدعوة لكلمة “سواء” بلفظة “تعالوا” التي تستخدم _لغوياً_ في إطار التعالي والتسامي، هو عامل ارتقاء ورفعة لبني البشر المختلفين في أفكارهم.
رابعا: “ان الخطاب القرآني هو خطاب للإنسان في كل زمان ومكان، سواء كان مسلماً أو غير مسلم، وفي هذا السياق القرآني يمكن فهم الدعوة إلى الحوار الذي هو مبدأ أساس نصت عليه المبادئ التشريعية العامة بدأ من كرامة الانسان، وانتهاءً بالدعوة إلى المحبة والتسامح والبر والقسط، وضرورة نبذ العنف، وإقامة العدل.
وتابع الخفاف..”إن العنف الديني الذي يشوه صورة الشريعة السمحاء ويعبث بنقاء رسالة سيد المرسلين “ص”، هو عقيدة منحرفة ابتليت بها الأمة، ولا تعبر عن هويتها الحقيقية. فالدين براء من الذبح والقتل والظلم، والعدوان. كما أن تفجير الكنائس والمساجد ومراقد الأئمة والصالحين إرهاب مدان ومستنكر ويبرأ منه الإسلام، كما يبرأ منه أي دين.
ولله در الرصافي حين يقول:
فليس بدينٍ كل ما يفعلونه ,,, ولكنه جهل وسوء تفهمِ
لئن ملئوا الارض الفضاء جرائماً ,,, فهم أجرموا والدينُ ليس بمجرم
وشدد الخفاف على ان السيد السيستاني “دام ظله” يرفض الاعتداءات التي يتعرض لها غير المسلمين في العراق وخارجه فقال: “في هذا الاطار فقد رفض سماحة السيد السيستاني دام ظله وأدان _في أكثر من موقف_ الاعتداءات التي تعرض لها غير المسلمين في العراق وخارجه. ورأى _والكلام هنا لسماحة السيد_ “ان البشرية اليوم بأمس الحاجة إلى العمل الجاد والدؤوب _ولا سيما من الزعامات الدينية والروحية_ لتثبيت قيم المحبة والتعايش السلمي المبني على رعاية الحقوق والاحترام المتبادل بين أتباع الاديان والمناهج الفكرية”.
واضاف الخفاف..” خاطب السيد السيستاني الذين يتعرضون بالسوء والأذى للمواطنين غير المسلمين من المسيحيين والصابئة وغيرهم قائلاً: أما سمعتم أن أمير المؤمنين علياً عليه السلام بلغه أن امراةً غير مسلمةٍ تعرض لها بعض من يدعون الاسلام وأرادوا انتزاع حليها. فقال عليه السلام: (لو أن امرأً مسلماً مات بعد هذا أسفاً ما كان به ملومًا بل كان به عندي جديرًا). فلماذا تسيئون إلى اخوانكم في الانسانية وشركائكم في الوطن.
ولفت الى ان السيد السيستاني أكد مراراً أنه لا توجد مشكلة بين المسلمين والمسيحيين، ولا بين السنة والشيعة، ولا بينهم وبين أتباع الديانات الأخرى، وإنما هناك مشاكل سياسية، وهناك من يستخدم العنف الديني والمذهبي للحصول على مكاسب سياسية.
واعتبر الخفاف اننا “في زمن يتذرع فيه المتطرفون بالدين المنحرف، والمتعصبون بالتقوى الزائفة والمعتدون بالنصوص المبتسرة والروايات المجعولة، مضيفا “في هكذا زمان _وهنا في هذه القاعة بالذات_ سوف يصدح صوت الشعر الذي هو توأم الوحي أو يكاد…
وللشعرِ عينٌ لو نظرتَ بنورها ,,, إلى الغيبِ لاستشففتَ ما في بطونِه
وأُذنٌ لو استصغيتها نحوَ كاتمٍ ,,, سمعت بها منهٌ حديـــثٌ قرونــــه
ويقول الصافي النجفي:
فقلت الشعر ليس به اصطناع ,,, كأني كنت اخترع اختراعا
ولم يك غير إلهامٍ ووحي ,,, ففيه ترى شعاعَ الحقِّ شاعا
وختم بالقول: “سوف يصدح الشعر للعدل والمساواة، والاعتدال والوسطية، والحوار، وكرامة الانسان، وهذه هي رسالة المهرجان لهذا العام.
ثم القى كل من الشعراء: جانب وعباس والغزي واللواتي ومخدر قصائد نُسجت من وحي المناسبة وجسدت شعار المهرجان “تعالوا الى كلمة سواء”.
وعرَّف الحفل الشاعر حسين حمادة.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)