وشدد خلال رعايته لاحتفال تأبيني أقيم في حسينية الإمام علي عليه السلام في خندق الغميق – بيروت، على أنّ التحدي الأصعب على الحكومة الجديدة هو إنجاز قانون جديد للانتخابات، وقال: "مهما فعلت الحكومة من إنجازات فإنها تحكم على مسارها بالفشل إذا لم تنجز قانون جديد".
وأشار إلى أنّ جميع القوى السياسية تعلن رفضها لقانون الستين، لكن على اللبنانيين أن يعرفوا أنّ قانون الستين حيّ يُرزق في قلوب قوى سياسية أساسية في البلد، وبالتالي فالقانون هو أمام استحقاق يشوبه الكثير من الحساسية والمخاطر.
واعتبر أنّ "الحدّ الفاصل بين الذين يريدون بناء الدولة والذين لا يريدون مشروع الدولة هو قانون انتخابات يضمن صحة وعدالة التمثيل أي رفض قانون الستين وأيّ رجوع إليه يشكّل خطيئة بحق الوطن ورسالة العهد الجديد، وقال: "نحن واضحون في موقفنا مصرّون على رفض قانون الستين، نحن نريد قانونًا إنتخابيًا يضمن عدالة وصحة التمثيل يعتمد على النسبية".
وحول الوضع في سوريا والمنطقة، وصف الشيخ قاووق حصار الجماعات التكفيرية بالماء والعطش لبلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب الشمالي منذ سنتين وقصفهم عمدًا لخزانات المياه بالشرّ المطلق الذي تعاني منه الأمة اليوم، ووصفه بالنهج الغير جديد على هذه الجماعات ومشغليها السعوديين، فالطائرات السعودية أيضًا قصفت خزانات المياه في صنعاء منذ سنة، وبتنا اليوم نرى هذا الشرّ المطلق يصل إلى كل بلدان العالم ليضرب في مصر وليبيا ونيجيريا والصومال ودول أوروبا وبلدان آسيا، وتساءل سماحته هل كان هذا النهج التكفيري ليتمدد لولا الدعم والتمويل والرعاية والقرار من النظام السعودي؟
واعتبر الشيخ قاووق أنّ هناك تمويل وسياسة سعودية تقضي بتصدير الفكر الوهابي إلى كل العالم الذي بات هو منبع الخطر على الإنسانية جمعاء حيث أنّ النظام السعودي يصرّ حتى اليوم على استخدام سلاح التكفيريين في لبنان والعراق وكل دول المنطقة، ورأى أنّ السعودية لم تحصد سوى الفشل والخيبة في العراق بسبب مغامراتها غير المحسوبة الخاطئة في المنطقة، لنرى اليوم جيش العراق والحشد الشعبي يحققان إنجازات تاريخية على مستوى المنطقة تخدم الإنسانية جمعاء فلا يوجد أحد في العالم منزعج من انتصارات العراق سوى إسرائيل والسعودية وما استهدافه للحشد الشعبي إلاّ لحماية داعش. لذلك نراها أيضًا غاضبة مما حصل في حلب من هزيمة للتكفيرين، كذلك الأمر بالنسبة لإسرائيل فهي أيضًا غاضبة وتعبّر عن الهلع مما حصل في حلب.
ورأى سماحة الشيخ قاووق أنّ السعودية حققت فشلاً عامًا على جميع الجبهات، فعلى مدى خمس سنوات من الحرب لم تستطع إسقاط النظام السوري، أو إسقاط حلب ودمشق وبغداد، واعتبر أنّ إنجازات حلب غيّرت معادلات المنطقة ومساراتها سياسيًا وعسكريًا ووضعت المشروع التكفيري على مسار التهاوي والإنكسار، لأنّ المعركة على هوية سورية ودورها قد حُسمت وبعد حلب لن تُقسّم سورية ولن تغيّر هويتها الداعمة للمقاومة، وأردف قائلاً: "هذه الإنجازات هي إنجازات لجميع القوى التي شاركت بالصمود وفي تحرير حلب، وحزب الله كان في مقدمة الذين صنعوا هذه الإنجازات إلى جانب الجيش العربي السوري والحلفاء والأصدقاء، لقد أرادوا العام الماضي 2016 عامًا لاستنزاف المقاومة وحصارها وإضعافها، واليوم نقول إنّ عام 2016 كان عام تعزيز قدرة المقاومة سياسيًا وعسكريًا وشعبيًا في لبنان ودول المنطقة.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)