وقال الشيخ حمودي، خلال كلمته في مؤتمر حوار بغداد الذي عقد بمبنى مجلس النواب اليوم، إن "شعبنا قدم الآلاف قرابين من الشهداء والجرحى وسطر أروع البطولات من اجل حماية العرض وتحرير الأرض وحفظ السيادة الوطنية"، مشيرا إلى إن "الحوار وهو المنهج الذي نراه الأنسب والاقوم في فهم بعضنا الآخر وقراءة الواقع في نظرة، وتجاوز التحديات مهما اختلفت الرؤى"، مبينا لقد "اخترنا عنوان بغداد دار السلام لنذكر بدور العراق الحضاري الذي عرف به وحرصنا أن يكون موضوع بحث المؤتمر خيارات ما بعد الانتصار إيمانا منا بان روحية المنتصر بقراءته وبحثته وحواره أكثر دقة وواقعية من قراءة المهزوم المتأثر بنفسيته المحبطة".
وأضاف، ان "العراقيين سبقوا غيرهم بالانتصار على داعش، ولم يكن ذلك سهلا بل تحقق الانتصار في ظل ظروف صعبة وتحديات خطيرة ومشاكل سياسية وحركات الإصلاح شعبية ووضع امن داخلي متخلخل وأزمة مالية بسبب أسعار النفط وثقل الملايين من النازحين، وبمثل هذه الأوضاع تمكنت قواتنا من اخذ زمام المبادرة واستعادة قوتها وكان لفتوى المرجعية العليا فضل عظيم في الهام الشعب روح الإيثار لتبدأ معركة تحرير المدن تباعا".
وتقدم عضو هيأة رئاسة مجلس النواب، بالشكر إلى "كل من وقف مع العراق في المعركة وقدم العون والسند بمختلف إشكاله"، مؤكدا ان "تحرير الأرض كان بأيدي عراقية شجاعة وإرادة وطنية متفانية بتضحياتها".
واشار إلى ان "هذه الانتصارات أصبحت موضع إعجاب العالم وتقديره واهتمامه وأرست مرحلة جديدة للعراقيين وآفاق كثيرة من الشجاعة والبصيرة وفرز الأصدقاء من الأعداء، وعززت قيم الوحدة والتسامح"، لافتا إلى إن "معركة الانتصار على داعش ساهمت بإعادة الروح الوطنية للعراقيين وتعزيز أواصر الثقة والتفاهم بينهم وهذه خطوة مهمة لإعادة قراءة الأوضاع وبناء رؤية لمستقبل العراق بعد داعش".
وأوضح، إن "تحرير نينوى وسقوط دولة داعش يعد مفخرة لكل العراقيين بكل ألوانهم، ويمثل ثمرة تلاحم وطني يعتزون به وسيكون صفحة مضيئة في تاريخهم ووحدتهم الوطنية"، منوها إلى ان "مشاكلنا لا يحلها غيرنا لان العراقيين اعرف بها واقدر على تشخصيها".
وأكد، ان "مشاكلنا وتحدياتنا واضحة وجلية"، مشددا ان "الدولة وهيبتها والامن حالة غير قابلة للتجزئة والتفكيك، وأساسه الولاء للوطن والنظام السياسي والكفاءة والمهنية لهذا وبعد تجربة الانتصار على داعش لابد من التساؤل ما هي رؤيتنا لتجاوز هذا التحدي الكبير".
وشدد عضو هيأة رئاسة مجلس النواب، على "بناء الدولة على أساس المواطنة وسيادة القانون، وهناك رؤى تطرح على الساحة السياسية منها تغيير تشكيل الكتل إلى كتل سياسية عابرة للطائفية والقومية ، أو اعتماد الأغلبية السياسية في الحكومة ونأمل أن يسلط الباحثون النقاش فيها"، مبينا "للانتصار استحقاقات ثقيلة من رعاية عوائل الشهداء وعلاج الجرحى وإعادة النازحين واستحقاقات المرحلة الانتقالية التي مازلنا نعاني منها ومن مخلفاتها وتداعيات خروجنا من نظام ديكتاتوري إلى نظام تعددي يشهد حريات واسعة ومفتوحة لكل المجالات، ويضاف إلى ذلك اثار الاحتلال واخطائه وتجاوزاته وغيرها حيث انعكس سلبا على حياة المواطن وحقوقه وشيوع الفساد المالي والإداري ويمكن الاستفادة من تجارب الدول الأخرى وما آلت اليه بعد تغيير أنظمتها بشكل كامل وتجربة دول أوربا الشرقية نموذج لذك".
ونوه الشيخ حمودي إلى "المنطقة وتوجهاتها المستقبلية وتعزيز دور العراق في محيطة العربي والإسلامي والدولي، وتحصين جبهته الداخلية من التدخلات وتراكم خبرته في تعزيز استقرار المنطقة والسلام العالمي، خصوصا ان المنطقة بعد تحرير حلب تشهد تعاونا إقليما وتفهما للتحولات مما يبلغ مزيدا من التفاهم والتنسيق فيما بيننا".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)