وذكر السيد عمار الحكيم، خلال كلمته في مؤتمر الوحدة الإسلامية الذي عقد برعاية حركة الجهاد والبناء اليوم، ان "التفاوت في الشرائع والطوائف والمناهج هو سبيل لمزيد من الاندفاع والإنتاجية وتحقيق المزيد للشعوب والأمم وليس التعصب وإثارة النعرات بلبوس القداسة فهذا تجيير واستغلال للعقيدة والطائفة"، منوها إلى ان "بعض من يتحدث بأقسى عبارات الطائفية هو ابعد ما يكون عن التدين، والبعض يوظف قداسة الطائفة (ويكون هناك) استغلال سياسي بشع للدين وقداسة الطائفة وهذا ما يجب ان نحذر منه".
وأضاف، ان "البعض الآخر ينكر تعدد الطوائف ويلوم هذه الظاهرة ويدعو إلى توحيد القراءة الدينية بين الجميع بداعي ان التعدد يوجد الفرقة والانقسام والحال ان كل الطوائف التي نعيشها فيها أبعاد ايجابية وسلبيه"، مبينا ان "تعدد الأحزاب حينما يتحول إلى حالة حزبية مقيتة وتقدم المصالح الخاصة على العامة وتتحول إلى حالة انتهاكية وإهمال مصالح الشعب فهذه ظاهرة سلبية، فهل نلغي العمل السياسي والحزبي لوجود هذا الاستغلال في مسار بعض الأحزاب؟، وإنما علينا ان نصحح الأداء وليس ان نلغي الظاهرة".
وأكد، رئيس التحالف الوطني، ان "تعدد الطوائف ضرورة أساسية لأنه يعبر عن الإثراء والتنوع، ولكن الكلام كيف نستثمر التنوع وتوظيفه بالاتجاه الصحيح ليصبح من مصادر قوة العراق انه يمتلك هذا التنوع الكبير في المذاهب والأديان والقوميات".
وتابع، "ونحن على مشارف الانتصار وننتهي من هذه المعركة الطويلة والمريرة المؤلمة التي قدمنا فيها الكثير من التضحيات وحققنا الكثير من المنجزات والمكتسبات، وأهمها أن الشعب العراقي توحد على عدو واحد"، مستدركا "ضحينا وخسرنا الكثير من الموارد البشرية والمادية، ولكن حصلنا على تأمين مهم وثقافة مجتمعية واسعة وعلى حصانات واسعة على العنف، واصبح الخطاب الطائفي منبوذ ومن يتكلم هذا الخطاب يخسر رصيده المجتمعي وهذا يعني أن الوعي الشعبي أصبح يتزايد، وهذا مكسب بان نستعيد شعبنا ونوحده ونحصنه من التطرف والتشدد بلحظة المنطقة تعد بالتطرف وأصبحت الطائفية السياسية هي المنهج الذي يعتمده الكثيرون في هذه المنطقة"، مؤكدا ان "تجدد الشعب وتوحده على رؤية صحيحة ويعيد إنتاج نفسه وينطلق انطلاقته الكبرى هذا من أهم الأمور".
ولفت الى ان "التسوية والتقارب بين العراقيين مجتمعيا وسياسيا وخدميا وتنمويا في كل المجالات، علينا إن نحقق هذه الوحدة ونقدم للشعب ما يستحقه، ولذلك نحن في لحظة تاريخية علينا أن نتخذ القرار الصحيح ونستثمر المعطيات العظيمة التي حصلنا علينا".
وتابع "هذه سنة الحياة، فالأمور لا تأتي مجانا ونحن دفعنا فاتورة المكتسبات العظيمة واليوم علينا استثمار هذه النتائج ولا نضيعها، ونحتاج إلى حكمة وتعامل من منطق العقل ومقتضياته أكثر من تعامل المشاعر والعواطف السريعة والانفعالات اللحظة لا تتحمل مزايدات وقراءات أحادية، يجب ان نكون في حجم الحدث واستحقاقاته ونتخذ الخطوة الصحيحة التي توحد البلاد والشعب".
ونوه إلى اننا "حينما نتحدث عن الوحدة، علينا أن نستذكر بناءاتها الفكرية ونضع ملامحها المعرفية"، موضحا "لان أي حركة سياسية ومجتمعية إذا فقدت البنى المعرفية الفكرية قد تضيع البوصلة وتختلط الأوراق، فاليوم نحن بأمس الحاجة إلى الوحدة الوطنية والإسلامية وتتطلب ان تكون على أسس صحيحة لذلك فان إقامة مؤتمر علمي لدراسة الوحدة الإسلامية والمنطلقات لإسقاط المعطيات على التجربة العراقية والواقع يمثل اولوية أساسية في هذه المرحلة".
وأضاف، إن "القران الكريم اهتم كثيرا في هذه الوحدة، وجعل لها أسس مهمة أهمها حقيقة التوحيد الذي يوحد الكلمة لان حقيقته تجعل نظام التكويني والتشريعي منصبا على الأمة الواحدة التي تعبد وتطيع وتلتزم وترتبط بالإله الواحد القهار، فوحدة امة ووحدة ربوبية وارتباط بالله تعالى وهذا الذي يجسد الحقيقة في امتنا".
وأشار رئيس التحالف الوطني، إلى ان اساس الوحدة في القرآن الكريم، هي "التأكيد على إن الوحدة ليست مطلوبة بما هي ليس المهم أن نتوحد حتى لو كانت وحدة على خطأ، وإنما يجب أن يكون للوحدة معيار واضح وهو محورية الله سبحانه ان تكون وحدة لله وفي لله، والأساس الثاني هو طاعة الرسول فهي توحد الأمة، طاعة الرسول والالتزام بتعليماته أوامره هو الذي يحقق وحدة الآمة"، مشيرا إلى ان "الأساس الثالث رعاية القيادة للأمة الإسلامية والجماعة فمن يتصدى للقيادة عليه ان يرعى ويكون خافض الجناح للناس وهذه العلاقة مبنية على أساس المحبة وتحقق الوحدة والانسجام".
وأوضح ان "الأساس الرابع للوحدة الإسلامية هو الأخوة الإيمانية، وحالة التلاحم والمحبة هي التي تحقق الوحدة والتكاملية، والأساس الخامس هو القاعدة الأخلاقية إذ إن الوحدة الإسلامية منشؤها منشأ أخلاقي للمفاهيم الأخلاقية تأثيرا كبيرا".
ولفت السيد عمار الحكيم، "في زماننا نواجه خلطا مفاهيميا كبيرا نتيجة عدم القدرة على التفكيك بين الخطأ والصواب ومن ذلك مفهوم الطائفة والطائفية، فالطائفة ضرورة والطائفية ضرر، ولابد من التمييز بين الأمرين، اذ ان الطوائف في اطار الدين هو مصدر إثراء واغناء فلكل طائفة قراءة ورؤية وفهم وبالإمكان للتعدد بالطوائف ان يتحول إلى مصدر اثراء حقيقي في البلاد".
وأوضح، ان "المجتمع لا يكون مجتمعا الا من خلال التفاعل اذا كان اخذ وعطاء بين جماعة ما فهذا يعني مجتمع، واذا لم يحصل التفاعل لا يسمى مجتمعا، فقوام المجتمع ان يكون هناك تفاعلا، ولا يكون التفاعل متحقق الا ان يكون هناك تفاوت في الكفاءات والقدرات بدون تفاوت لا يوجد تفاعل ودون تفاعل لا يوجد مجتمع".
ولفت رئيس التحالف الوطني، إلى ان "الصورة التي نتملكها هي ان التنوع يفضي إلى الانقسام و التشضي والفرقة، اما التنوع الذي يبنى على أسس صحيحة التكامل واحترام الآخر والتعايش مع فكر الآخر فمثل هذا التعدد يكون مصدر اثراء يعمق الوحدة ويعبر عن حاجة المجتمع وتتكامل الأمور ويشعر الجميع بالحاجة إلى بعضهم، (لذا فان) تعدد الطوائف فيه إثراء معرفي وعلمي كبير ويحجب ان نستثمر ذلك وفيه ابعاد سياسية ايضا يمكن ان يوظف في علاقات صحيحة مع المنطقة والعالم والعراق غني بهذه الطوائف العديدة يمكن توظيف التنوع في العراق بتوسيع العلاقات الوطنية"، منوها إلى ان "القران الكريم يعترف بتعدد الديانات والطوائف ويتحدث عن ان الأنبياء كانوا يصدقون السابقين منهم".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)