كان لزيارة اللجنة ونقلها لتعازي ومواساة المرجع الاعلى لهذه العوائل وشدة اهتمامه بهم وعظيم تأثره لفقد أبنائهم وقع عظيم في نفوس تلك العوائل حيث اعتبرت هذه الالتفاتة من سماحته ادام الباري تعالى وجوده اعظم تكريم لعوائلهم ولعشائرهم وهذه العوائل بدورها وعدت ان تقدم كل ماتملك من الاموال والاولاد والانفس من اجل حفظ الدين والوطن والاهل ولقد رأينا في هذه الزيارات من المشاعر الولائية الشيء الكثير.
اذ ان احدى الامهات الفاقدة لفلذة كبدها استقبلتنا بحفاوة شديدة وهي تردد ولدي ” فداء للدين فداء للوطن فداء لكم ” ثم تابعت ” المقدسات اغلى من اولادنا سنبقى نضحي باولادنا من اجل سلامة مقدساتنا لا أحزن على ولدي فهو فداء للمذهب”.
وأضاف الموسوي اثناء زيارتنا لعائلة اخرى كان شيوخها يتسابقون الحديث حماسا وولاء وتفانيا من اجل الدين والعرض وكانوا يكررون لولا الفتوى المباركة ولولا هذه التضحيات الجسام لما بقي لنا شيء ولاستبيحت مقدساتنا واعراضنا وانفسنا لا سامح الله ؛ ابناؤنا فداء لمرجعيتنا لديننا لاهلنا.
وافادنا عضو اللجنة السيد كاظم الموسوي ناقلا قصص المضحين الاكرمين شهداء العز والفخرفقال بفخر أن أحدهم ما ان سمع بتعرض على قاطع المسؤولية بادر بالالتحاق وقطع اجازته الاعتيادية ولم يخبر أحدا الا اخيه وكان يقول لمن يسأله الى أين ذاهب يقول لدي عمل، وعند وصوله الى القاطع وجد التعرض من الدواعش على الوحدة المجاورة لوحدته فاندفع بكل ولاء وحمية بالتصدي للاوغاد المارقين واقتنص منهم وحاز على اربعة من قطع السلاح التي كانت معهم وأثناء ذلك جرح لكنه رفض الاخلاء واستمر يحامي عن اخوانه ببسالة لا نضير لها ولكن شاءت ارادة الباري تعالى ان يلتحق بركب الشهداء لترفرف روحه الطاهرة مع ارواح السعداء خالدة مرضية.
واضاف السيد الموسوي ان الشهيد الاخر التحق الى وحدته صائما في الشهر الفضيل وما أن وصل إلى وحدته أصر على أن يستلم الواجب بدلا عن أخوته رافضا للاستراحة من عناء السفر وكان القدر اذ فجر إرهابي قذر صهريجا مفخخا على نقطته لتحلق روحه الزكية عاليا الى روح وريحان وجنة ورضوان، هذه صورتان من مئات بل الاف الصور التي سطرها ويسطرها المجاهدون الغيارى في سبيل الله ودفعا للشر عن ارضهم واهلهم ومقدساتهم.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)