ولفت السيد عبد الملك إلى أن العدوان فاجأ الكثير حتى مرتزقته لاعتبارين لأنه لم يكن هناك ما يبرر هذا العدوان على رأسه أمريكا ولأن الكثير من النخب والتيارات السياسية لم تكن فيما قبل تحمل رؤية ناضحة تجاه المنطقة ككل الواقع الذي يقول أن كل المنطقة مستهدفة بحروب وفتن والكثير كان في خلاف معنا في هذه النقطة.
وقال ولأنه لم يكن هناك ما يستوجب أو يبرر العدوان فمن المؤكد أنه يحمل شهادة كبيرة على مظلومية الشعب اليمني وعلى عظم جرم المعتدي.
ولفت إلى أن العدوان أيقظ شعبنا بكله وبات الأمر واضحًا بأننا معنيون في اعتباراتنا في كل اهتماماتنا في ثقافتنا أن نبني حاضرنا ومستقبلنا على هذا الأساس، شعب يواجه تحديات كبيرة، معنيون في مناهجنا في الجامعات والمدارس في كل مسارات حياتنا أن ننطلق من هذا المنطلق وهذا أهم درس نستفيده من مفاجأة العدوان، وهي فرصة لشحذ الهمم، واشار إلى أن البعض يصاب بالغفلة والوهن والناس متفاوتون في مستوى إحساسهم وإداركهم للمسؤولية وإيقاظ النائمين مهم جدًا.
وأضاف السيد عبد الملك أن البعض من النخب والتيارات السياسية كان ينظر إلى بلدنا نظرة احتقار وكان يتوقع أنه لايمكن أن يدخل في أي حسابات على المستوى الإقليمي والدولي وكانوا لا يتوقعون أن الأميركي لايحمل نية سوء بهذا البلد ولذلك تفاجئوا.
وعدد قائد الثورة مجموعة من العوامل التي ساهمت في هذا الصمود العظيم: أولها العون الإلهي باعتبار أن هذا الشعب شعب مسلم تتأصل الروحية الإيمانية لديه ولذلك راهن على الله وتوكل على الله ووثق بالله وقرر الصمود انطلاقًا من هذه الثقة وانطلق من هذه الروحية انطلق انطلاق الواثق بالله المتوكل على الله الذي يرى في ذلك مصدر قوة ومصدر عزة ونصر ويرى في ذلك انتصارًا مهما كان حجم التحديات والمخاطر.
وأضاف العامل الثاني الفرعي هم الشهداء أبطال هذا الشعب اللذين استبسلوا في كل جبهات القتال وقدموا أرواحهم في سبيل الله ونصرةً للمستضعفين ودفاعًا عن بلدهم وهم من أسهموا في إخفاق العدوان وكبدوه الخسائر وقدموا له الدروس بأن هذا الشعب عظيم ومستعد لتقديم روحه في سبيل حريته.
وتابع العامل الثالث هو صمود الجرحى فالكثير من الإخوة الجرحى صمدوا وكانت مسألة احتمال أن يصابوا في جبهة القتال لا تؤثر في معنوياتهم بقدر ما تزيدهم إحساسًا بالمسؤولية وبالرغم من الظروف الصعبة للعلاج والإمكانات الضعيفة في الجانب الصحي والحصار الغاشم للعدوان وكل ذلك لم يثني من تماثلهم للشفاء.
ولفت السيد عبد الملك إلى أن صمود أسر الشهداء والجرحى والأسر المتضررة من هذا العدوان كان أيضًا عاملًا مهمًا إلى جانب الصبر والصمود لكافة أبناء هذا البلد بالرغم من القصف العنيف الذي شمل المدن والقرى والحارات حيث لم يذهب شعبنا للرحيل من بلدهم وإنما بقوا صابرين وبمعنويات عالية على الثبات مهما كان حجم التضحيات ولم يوهن القتل والتدمير من عزيمتهم.
وأكد أن هناك عامل آخر هو صبر الموظفين الذي تضرروا كثيرًا عندما قام العدوان بنقل البنك المركزي برغم حجم المعاناة.
وواصل: أن من أهم العوامل تماسك المكونات السياسية الرئيسية في هذا البلد حيث سعى الأعداء في محاولات كثيرة إلى شق الصف بينها وحتى ينشغلوا ببعضهم البعض عن الانشغال في التصدي لهذا العدوان لكن استشعارهم للمسؤولية جعلهم يقفون بثبات ويوجهون كل الجهد في الواقع العملي للتصدي لهذا العدوان.
وأشار قائد الثورة إلى أن من العوامل التحرك الفاعل لكل الأحرار من العلماء الواعين لمسؤوليتهم من الوجاهات الاجتماعية ومن المثقفين وكل الشخصيات الفاعلة التي تحركت بكل جهد واهتمام وقد أسهموا بشكل كبير في الصمود والثبات والتصدي للعدوان.
وأوضح :ومن أهم العوامل التي ساهمت في الصمود بالرغم من حجم المعاناة الرصيد التاريخي لشعبنا العزيز باعتباره شعب أصيل متمسك بهويته شعب أصيل له تاريخ وله تراكم كبير في رصيده القيمي والأخلاقي كان شعب تواق للحرية والعزة شعب مجاهد شعب عزيز.
وتابع أيضًا من أهم العوامل المساعدة في الصمود أن قوى العدوان عملت بهذا الشعب كل ما يستفز كل شعور بالإنسانية بما انتهكت من المحرمات والمحظورات، ترى أولئك الظالمين وقد ارتكبوا كل ما يستفزك كإنسان مسلم فتأبى لك مبادئك أن ترى كل تلك الجرائم ولا يحرك فيك ذلك شيء، كما استفزت الجرائم المبادئ والأعراف القبلية لأنها إذا لم تستفز القبائل فهي قبائل جبانة لايخرج عنها إلا البياعون.
ولفت إلى أن الممارسات الوحشية عامل مساعد لهذا الشعب للإحساس بالمسؤولية البعض قد تبلد ولايوقضه من تبلده إلا مثل هذه الجرائم الفضيعة التي ارتكبها العدوان مثل أن يرى الآلاف من الأطفال وقد تمزقت أجسامهم وصرخات تلك النساء التي استهدفهن العدوان في منازلهن يرى المساجد مهدمة والمصاحف ممزقة.
وأكد السيد عبد الملك أن من العوامل المهمة للصمود على مدى الزمن إدراك الأحرار والحكماء لحقيقة أهداف العدوان من وراء عدوانه، وأن تحرك كهذا رأسه أمريكا وقبله إسرائيل وأياديه قوى العمالة لن يكون في الاتجاه الصحيح مطلقًا فهذا العدوان غزو استعماري يستهدف الشعب اليمني كجزء من استهدافه للأمة الإسلامية كون الشعب اليمني يحسب حسابه في مواقفه المشرفة من القضايا الإسلامية.
وأوضح السيد عبد الملك أن هذا المناسبة فرصة لمراجعة الأداء الداخلي وتقييم الأداء في مواجهة العدوان، كل المكونات السياسية لاسيما التي لها موقف مشرف في التصدي لهذا العدوان نحن معنيون بمراجعة كل الأخطاء لكي نرتقي في مستوى الأداء ولكي نكون أكثر فاعلية في كل المجالات ونحن نتصدى لهذا العدوان.
كما أكد السيد عبد الملك أن العدوان مكن الشعب اليمني من تحقيق إنجازات في التصنيع العسكري وفي مجالات أخرى، وأنه لا يمكن التعويل على أي كان لإيقاف العدوان وأن علينا كشعب مستهدف أن بنني حاضرنا ومستقبلنا، مؤكدا في هذا السياق على دور الأمم المتحدة السلبي.
وفي ختام الكلمة وجه السيد القائد بتفعيل مؤسسات الدولة وفق الإمكانات المتاحة وتفعيل قانون الطوارئ لوقف الطابور الخامس ومواجهة الاختراق والاستقطاب المعادي، كما وجه بتطهير مؤسسات الدولة من الخونة والموالين للعدوان ومحاكمتهم على خيانتهم.
ومن التوجيهات للسيد القائد أيضا تفعيل القضاء مع إصلاحه للقيام بمسؤولياته وواجباته وتطهيره من الخونة وتفعيل اللجنة الاقتصادية في رئاسة الوزراء واصلاح وتفعيل الأجهزة الرقابية وضبط الموارد المالية المتاحة، إلى جانب العناية القصوى بالزكاة واختصاصها بفقراء البلد واقترح عمل قانون يضمن وصولها للفقراء دون أي تمييز.
كما وجه بفتج باب التجنيد في الجيش والإحلال بدل الفرار والخونة من المنتمين لصفوف الجيش والاستمرار في تطوير القدرات العسكرية واصلاح وتوجه العمل الإغاثي والإنساني وتمويل الأنشطة الاقتصادية للأسر وتفعيل العمل الحقوقي برعاية من زارة حقوق الانسان.
وعلى المستوى الشعبي وجه السيد القائد بدعم الجبهات والتكافل الإجتماعي والحفاظ على وحدة الصف في كل المكونات والسلم الإجتماعي بين القبائل والاهتمام بموسم الزراعة القادم في زراعة الذرة بتعاون رسمي وشعبي، كما دعا إلى الاحتشاد في المهرجان الكبير بذكرى عامين من الصمود.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)